في ثورة 25 يناير رفع المصريين شعارات معادية للعاهل السعودي "طال عمرك طال عمرك، مكة ليست ملك أمك" وتم اقتحام السفارة السعودية في القاهرة جاء ذلك كرد على موقف المملكة - المعادي - لثورتهم على نظام مبارك ، وكرد أيضاً على اعتقال وإهانة محامي مصري ذهب للعمرة وتم اتهامه بتجارة المخدرات. وكانت إيران في حينه تؤيد الثورة المصرية على نظام مبارك ، وتردد حينه ان إيران عرضت على الرئيس محمد مرسي إعادة تأهيل 2000 مصنع وكذلك استثمارات بمبلغ 30 مليار دولار وأيضاً إرسال خمسة ملايين سائح إيراني سنوياً إلى مصر لتعويضها عن خسائرها الاقتصادية. لم يوافق الرئيس مرسي على هذا العرض خوفاً من إغضاب أمريكا ومحاولة منه للتقرب من السعودية التي لم تعره أي اهتمام. لم ييأس الرئيس مرسي بل استمر في مغازلة أمريكا والسعودية بإغلاق السفارة السورية في القاهرة ، وجاء ذلك بعد رسالته الشهيرة إلى رئيس الكيان الصهيوني شيمعون بيريز وبعد طمر أنفاق غزة بالمجاري (وهذا مالم يفعله حسني مبارك نفسه) وآخر أخطاء الرئيس مرسي هي اطلاق العنان لدعاة الفتنة الطائفية ، الذي نتج عنه قتل وسحل الشيخ الشيعي حسن شحاته ورفاقه في منظر لم يألفه ولم يستسيغه الشعب المصري المتسامح والتعايشي. كل ذلك زاد من مخاوف الشعب المصري (مسلمين ومسيحيين) وأشعرهم بالخطر إذا استمر حكم الاخوان المسلمين لبلدهم. واليوم وبعد ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس مرسي عادت السعودية لاستعادة علاقتها ونفوذها في مصر لقطع الطريق على أي تقارب مصري إيراني، يساعدها في ذلك الموقف الإيراني الرافض للانقلاب على نتائج انتخابات أعترف بها جميع الفرقاء المصريين. وسيظل السؤال قائماً: مصر إلى أين..؟