سمعت خلال الأيام الأخيرة _ عبر وسائل الإعلام_ عن قرار سيتخذه مجلس الأمن الدولي من أجل سورية ، هذا القرار المحتمل ينبئنا منذ اللحظة الأولى بعدوان على سورية ، تحت مظلة حلف شمال الأطلسي وخدعة القضاء على الأنظمة المستبدة ، سيعيد التاريخ نفسه ليحكي لنا حكاية ثورة 17/فبراير /2011 في ليبيا وتدخل حلف شمال الأطلسي وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية في الحرب على نظام القذافي وكانت الحجة حينها قتل المدنيين والتحايل بهذه الحجة لخداع روسيا الحليف الأقوى للقذافي . ولكن روسيا لم تتعثر بنفس الحجر مرة أخرى وبالتحديد في سورية ، فكانت حجتهم لاقناعها هي استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية . تبدو لنا الولاياتالمتحدةالأمريكية_ في مثل هذه المواقف _كملاك ينشر السلام في العالم ، وكأنها قد نسيت جرائمها التي ارتكبتها بحق العالم في القرن الماضي والعقد الأول من هذا القرن نسيت القنبلتان الذريتان اللتين أبادتا مئات الألاف في هيروشيما وناغازاكي في اليابان ، كانت حجتهم حبنها إنهاء الحرب العالمية الثانية ، وبالفعل انتهت ولكن مازال الجرح الياباني ينزف حتى اللحظة . وفي فيتنام ظهر شيطان الرأسمالية فيها يريد إبادة ما سماه الشيوعيين ولكنه حصد الملايين من أبناء فيتنام ، وأنقلب السحر على الساحر وكانت الحرب الأولى التي تهزم فيها الولاياتالمتحدة منذ القرن التاسع عشر . حتى أفغانستان أيضاً وبالتحديد بعد أحداث 11/سبتمبر التي وجهت فيها الولاياتالمتحدة أصابع الاتهام فيها لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ، وطلبت من حركة طالبان الحاكمة تسليم أسامة أو طرده من أفغانستان ، رفضت الحركة طلب الولاياتالمتحدة ، وقامت الأخيرة بتجميد أرصدة مؤسسات تتهما بدعم الارهاب_ كما وصفتهم _ وخصص مجلس الشيوخ (الكونجرس) للرئيس السابق : بوش الابن 40 بليون دولار لتمويل الحملة العسكرية ، كما استدعت وزارة الدفاع 50 ألف من الجنود الاحتياط. ولأنهم أعداء الولاياتالمتحدة التي ظلمها الارهاب _ كما تعتقد _ أسمت الحملة العسكرية باسم ((النسر النبيل )) ثم استبدلته باسم ((العدالة المطلقة )) . وقد تمثلت أولى صور الحملة بحرب بدأت في 8/أكتوبر /2001لغاية 20 /أكتوبر /2001 دمرت فيها الولاياتالمتحدة البنية التحتية للمدن الأفغانية وأدى القصف إلأى سقوط أكثر من 1000قتيل غالبيتهم من الأطفال والنساء وتهدد الأفغان شبح المجاعة والأمراض بسبب نقص الأغذية والأدوية . وقد بدأت الحرب البرية منذ إنتهاء الحرب الجوية تماماً ومازالت الطائرات والدبابات الامريكية تحصد ماتبقى من الشعب الأفغاني بحجة الحرب على الارهاب والقضاء على أعداء الولاياتالمتحدةالأمريكية . وتتحمل أيضاً الأممالمتحدة المسؤولية الكبيرة في الحرب ضد أفغانستان منذ أن أدلى الأمين العام الأسبق : بطرس غالي _في غضون الحرب _ببيان منح فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا حق الدفاع الجماعي عن النفس مستنداً بذلك إلى المادة 51من ميثاق الأممالمتحدة بينما المادة 2 الفقرة الرابعة تنص على:((امتناع أعضاء هيئة الأممالمتحدة جميعاً في علاقاتهم الدوليةعن التهديد وإستعمال القوة أواستخدامها ضد سلامة الأراضي أو الإستقلال السياسي لأي دولة أو على أي وجه لايتفق ومقاصد الأممالمتحدة )). بررت الأممالمتحدة الحرب وظهر حينها مقاصد الولاياتالمتحدةالأمريكية ولعل أهمها: مد خط أنابيب الغاز والنفط من تركمانستان إلى الساحل الباكستاني مروراً عبر الجزء الغربي من أفغانستان بالإضافة إلى مد سكك حديدية تربط أفغانستان بدول آسيا الوسطى والسيطرة على ثرواتها . ومن الأكيد أن تداعيات فرض عدوان على سورية سيمكن الولاياتالمتحدةالأمريكية من تحقيق أهداف ومنافع اقتصادية خاصة بها ،إلى جانب تأمين إسرائيل من الجهة الشمالية الشرقية وقطع الإمداد عن حزب الله في لبنان وستصبح سورية قاعدة مهمة في حال حدثت حرب بين إسرائيل وإيران . وقد صدق الأستاذ : عصام نعمة إسماعيل في كلمته قي كتاب جيو سياسية آسيا الوسطى معلقاً على الحملة العسكرية ضد أفغانستان قائلاً :(( إن الشعب الأفغاني هو الخاسر الأكبر وهو من ستصيبه الفظائع الأعظم والأدهى ، ولكن لايهم مادام الأمريكي ومصالحه بخير.