الملاحظة الغامضة التي ابداها الحوثي في خطابه اليوم حول دور رجال الأعمال في تعويض ما سيفقده اليمن من مساعدات لا شك ستثير قلق رحال الأعمال. ذلك ان الحوثي لا يفكر في الامر من ناحية استثمارية، والارجح ان التفكير هنا سيظل محصورا في "جبايات" جديدة علی غرار جبايات "صندوق المجاهدين" في صعدة! في السبعينات توجهت رؤوس الاموال الجنوبية الی صنعاء هربا من التأميم، فهل يؤدي الخطاب الاخير الی بداية مرحلة الهروب الثاني لرأس المال اليمني نحو عدن او نحو الخارج؟ البنوك أيضا قد تجد في عدن ملاذا آمنا لنشاطها في ظل الدعم الدولي لهادي. لا شك ان عدن ستشكل قبلة للعديد من الهاربين من "الاقامة الجبرية" التي صار يعانيها الشمال. يصدق هذا علی القيادات السياسية والاحزاب التي اصبحت تحت الإقامة الجبرية، الی الصحافة والصحفيين ورأس المال الجبان الذي لديه ما يكفي من المخاوف لكي ينكمش او يهرب. في ظل سلسلة الحروب الصغيرة التي تثيرها الميليشيا في كل مكان لن يتشجع حتی حلفاؤها (ايران وروسيا والصين) في اي نشاط استثماري. جل ما يمكن ان تقدمه هو بعض الاعانات والمساعدات العسكرية التي لن تغير شيئا في الواقع المتدهور. بعد فتح سفارتي السعودية وقطر في عدن يبدو اننا امام موسم هروب واسع لن يقتصر على السياسيين فقط. ورغم انفصال خطابات الحوثي عن الواقع الا انها تؤثر عليه بطرق غير متوقعة غالبا! من حائط الكاتب على الفيس بوك