أعلى مراحل الانتهازية السياسية، هو أدق تعبير لقيادات المشترك وزعيم المؤتمر، فالأخير لم يكتفي بحكم دام 34 سنة كله فساد ونهب للمال العام، والمشترك قياداته بائسة حد التخلف الذهني فكان بيدهم الإمساك بكل السلطة وتغيير شامل للنظام مع دعم شعبي غير مسبوق مع أنهم أحزاب مدجنة خلال حواراتها الفاشلة مع صالح فقدت ثقة المجتمع بها. وبعد الانحراف عن ثورة الشباب فقدت حتى ثقة اعضائها وبوعي منها ظللت المجتمع وانحرفت بمسارات التغيير نحو إعادة إنتاج النظام السابق والترويج لنجاح الحوار الذي أدرك الكل انه حوار فاشل من أجندته ومخرجاته. و مع ظهور الحوثيين كلاعبين جدد وتطلعهم نحو إمساكهم بالسلطة مع دخولهم صنعاء استمروا بالحوار وكانوا قبل ذلك يعلنون التوافق الكلي مع الحوثيين في كل الترتيبات السياسية ثم اظهروا صورة من النقد بصورة متوارية مع هروب هادي إلى عدن وبروز طرفين وعاصمتين للصراع السياسي. و اليوم لا يرفضون انقلاب الحوثيين بتغبير هادي و لا يطالبون بإعادة الحوار نحو أولويات جديدة وفق تحركات المشهد السياسي بل يوافقون على أجندة الخليج للتدخل المستمر في حين يهمسون في دواوين القات عن رفضهم للتدخل الخارجي. و مع نقد الشباب لدور بن عمر المنحاز وغير الايجابي تتخبأ وراه أحزاب المشترك عله ينقذها بأي مخرج أو حل نظرا لفشلها في تقديم رؤية تحظى بقبول المجتمع أو الشباب منه. و اليوم مع متغيرات المشهد السياسي صالح ينتقم من معارضيه خاصة رموز القبيلة والعسكر اللي خانوه حسب تعبيره وعنده استعداد يدمر اليمن وهو يضحك ولذلك يتحالف مع كل من يحقق له هدفه. ومثله بطريقة أخرى انتهازية فاضحة لنخبة حزبية كل مقاصدها المحاصصة والغنيمة والهرولة نحو السفارات. ثم ظهور لاعب جديد ذو جذور قبلية مذهبية ليس من مفرداته بناء الدولة بمظاهرها المدنية لكنه يستغل فشل المشترك ورغبة صالح في الثأر وقدراته في شراء المواقف والأشخاص وله حركة سريعة في الميدان الاجتماعي. هنا تتجمع قوى وأطراف تدعي ممارسة السياسة وهي تتجه نحو أطماعها بالسلطة والثروة. و الأكيد أن جميعهم ذو تحالفات مع الخارج أولوياتهم تحقيق مصالح حلفائهم على حساب الشعب صاحب السيادة والمصلحة في الثورة والتغيير السياسي. وهكذا تضيع مطالب الشعب ونضالاته لصالح نمط سلطوي جديد وفق جماعات فرعية لا مجال للوطن إلا من زاوية جعله ساحة للصراع وهكذا أيضا تتبلور مرحلة جديدة من مراحل العمل السياسي بصورته السلبية ضمن انتهازية كمرحلة عليا في فقدان الاستقلال والتنازل عن السيادة مع تخريب مؤسسات الدولة والمجتمع..؟ من حائط الكاتب على الفيس بوك