لا تبالغوا بالاحتفالات و بنشوة النصر .. فلا تزال جراح الوطن غائرة ومثخنة بالأوجاع .. فقد أثبتت الأحداث و الأيام و السنوات أننا في هذا البلد كلما فرحنا بالانفراج و احتفلنا نبكي بعدها كثيراً؟؟!!! احتفلنا بتوقيع وثيقة العهد و الاتفاق فاندلعت بعدها حرب مدمرة و أحتفل الطرف المنتصر في 7/7/1994م فأثبتت الأيام أن ذلك الاحتفال جاء لتدشين حقبه طويلة لاحقة من القمع و الإقصاء و التهميش، و من الأوجاع و المعاناة التي طالت شريحة واسعة من أبناء اليمن في الجنوب. احتفلنا بتوقيع المبادرة الخليجية فجاءت بعدها تصرفات و ممارسات المتفقين و المتوافقين مبكية. كذلك احتفل البعض باتفاق السلم و الشراكة، و احتفل الطرف المنتصر في 21 سبتمبر 2014م بباخرتين طماش و مفرقعات كما قيل .. فدخلت بعدها البلد مرحلة مريرة من الإقصاء و الدمار و الصراع الذي لم ينتهي إلى اليوم..؟؟!! و كلما انفرجت أزمة أو اتفقت أطراف الصراع في هذا البلد يظهر المتفقون على الناس ليبشروهم بأنهم سوف يطوون صفحة الماضي، و أن البلد سوف تفتح صفحة جديدة. و من نصر إلى نصر و من احتفال إلى آخر و من صفحه إلى أخرى تطلع الصفحات التي يفتحها اليمنيون كلها صفحات سوداء و حمراء كلها دماء و أشلاء و صراع مرير.. لقد شبع الناس احتفالات و انتصارات أنهكت البلد .. فليعتبر الجميع مما مضى و لندع الممارسات و الأفعال القادمة هي وحدها من تحتفل .. عندما يثبت اليمنيون فعلاً بأنهم قد انتصروا على أطماعهم و أحقادهم و خلافاتهم و تجاوزوا كل دورات العنف و الصراع الأليم .. وكما يبدو "عاااد المراحل طواااال.."؟؟!!.