من سخرية القدر باليمنيين ان مراكز الفساد والقوى الجهوية والمذهبية لم تحقق منافع لا لعموم الشعب ولا لأتباعها. حين كانت العاصمة مشطورة بين صالح وعلى محسن لم يحقق ايا منهم خدمة لأتباعه و أنصاره او لمن وقع بالصدفة ضمن نطاق جغرافي يؤول نحو اطراف الصراع .. فالنفط كان غائب في عموم العاصمة والغاز كذلك، و الفوضى الامنية سائدة وتثير مخاوف لدى السكان، وحتى تنظيف الشوارع لم يلتفت احد اليها. و اليوم نفس الامر. صنعاء وصعدة وحجة وعمران دون خدمات من كل نوع ونفس الامر في عدن وتعز وحضرموت وحتى المهرة.. معنى ذلك ان مراكز الصراع همهم الرئيسي والوحيد السلطة و ما يرتبط بها من مغانم لنخبة محدود العدد وفق اوزان وحسابات خاصة وهمهم مصالح حلفائهم في الخارج.. الاعلام يؤكد تحرر عدن وعامة المواطنين دون خدمات والقلة تستفيد من تعيينات ومن خدمات بطرق واليات خارج القانون. المصيبة ان القائد الحزبي والقبلي والطائفي لا يمنح الخير لكل طائفته او قبيلته او حزبه. نحن امام نخبة حزبية وقبلية وعسكرية ومليشياوية غير مؤتمنة على ادارة البلد او جزءا منه. و من هنا وجب الثورة عليها جميعا وهو مسار طويل قد لا يجد الشعب متسعا من القوة و الارادة والصمود لكنه لابد وان يظل هدفا معلنا حالما تبلورت قيادات و ارادات جمعية ستعمل نحو تحقيقه.. نحن امام واقع سياسي سيء وعبثي .. رموزه القيادية بائسة في قراراتها وخياراتها. و وفقا لذلك فإنها تتحكم بمصير الشعب ومصير البلد.. و من هنا تتأكد دعوتنا بأهمية الدولة الوطنية في اليمن الناظمة لأمور المجتمع وفق مبدأ المواطنة و المساواة و وحدته الجغرافية. من حائط الكاتب على الفيسبوك