وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    الهلال يصعق الأهلى بريمونتادا مثيرة ويقترب من لقب الدورى السعودى    بأمر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ...الاعدام بحق قاتل في محافظة شبوة    قيادي حوثي يفتتح مشروعًا جديدًا في عمران: ذبح أغنام المواطنين!    "الغش في الامتحانات" أداة حوثية لتجنيد الطلاب في جبهات القتال    شاهد.. جثامين العمال اليمنيين الذين قتلوا بقصف على منشأة غازية بالعراق في طريقها إلى صنعاء    شاهد.. صور لعدد من أبناء قرية الدقاونة بمحافظة الحديدة بينهم أطفال وهم في سجون الحوثي    العثور على مؤذن الجامع الكبير مقتولا داخل غرفة مهجورة في حبيل الريدة بالحج (صور)    حقيقة فرض رسوم على القبور في صنعاء    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    كنوز اليمن تحت سطوة الحوثيين: تهريب الآثار وتجريف التاريخ    الرئيس الزُبيدي يطالب بخطط لتطوير قطاع الاتصالات    الذهب يصعد متأثراً بآمال خفض اسعار الفائدة الأميركية    فتيات مأرب تدرب نساء قياديات على مفاهيم السلام في مخيمات النزوح    السلطة المحلية تعرقل إجراءات المحاكمة.. جريمة اغتيال الشيخ "الباني".. عدالة منقوصة    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    البرلمان العربي يحذر من اجتياح رفح جنوب قطاع غزة    فارس الصلابة يترجل    صورة.. الهلال يسخر من أهلي جدة قبل الكلاسيكو السعودي    عودة نجم بايرن للتدريبات.. وحسم موقفه من صدام الريال    السياسي الوحيد الذي حزن لموته الجميع ولم يشمت بوفاته شامت    مبابي يوافق على تحدي يوسين بولت    التشكيل المتوقع لمعركة الهلال وأهلي جدة    مسيره لطلاب جامعات ومدارس تعز نصرة لغزة ودعما لطلاب الجامعات في العالم    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    تعاون حوثي مع فرع تنظيم القاعدة المخيف في تهديد جديد لليمن مميز    مليشيا الحوثي تقتحم قرية بالحديدة وتهجّر سكانها وتختطف آخرين وتعتدي على النساء والأطفال    رشاد العليمي وعصابته المتحكمة في نفط حضرموت تمنع تزويد كهرباء عدن    ضعوا القمامة أمام منازل المسئولين الكبار .. ولكم العبرة من وزير بريطاني    سلطات الشرعية التي لا ترد على اتهامات الفساد تفقد كل سند أخلاقي وقانوني    صنعاء.. اعتقال خبير في المواصفات والمقاييس بعد ساعات من متابعته بلاغ في هيئة مكافحة الفساد    القاعدي: مراكز الحوثي الصيفية "محاضن إرهاب" تحوّل الأطفال إلى أداة قتل وقنابل موقوتة    رغم تدخل الرياض وأبوظبي.. موقف صارم لمحافظ البنك المركزي في عدن    تغاريد حرة.. رشفة حرية تخثر الدم    ليلة دامية في رفح والاحتلال يبدأ ترحيل السكان تمهيدا لاجتياحها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    عقب تهديدات حوثية بضرب المنشآت.. خروج محطة مارب الغازية عن الخدمة ومصادر تكشف السبب    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    هل يستطيع وزير المالية اصدار كشف بمرتبات رئيس الوزراء وكبار المسئولين    رباعية هالاند تحسم لقب هداف الدوري.. وتسكت المنتقدين    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    فاجعةٌ تهزّ زنجبار: قتيلٌ مجهول يُثيرُ الرعبَ في قلوبِ الأهالي(صورة)    استهداف السامعي محاولة لتعطيل الاداء الرقابي على السلطة التنفيذية    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    وفاة مريض بسبب نقص الاكسجين في لحج ...اليك الحقيقة    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(إضافة) ليلى بن علي :الحلاقة التي حكمت تونس من وراء الستار
جدة والدوحة... الخياران المتوقعان لزين العابدين بن علي
نشر في يمنات يوم 15 - 01 - 2011

تحمل شهادة الثانية ابتدائي..عملت تاجرة شنطة بين ايطاليا وتونس
خرج مئات الآلاف من التوانسة مطالبين بتنحية الرئيس زين العابدين بن علي من السلطة، وكذا رحيل أسرته، خاصة زوجته التي رددوا بشأنها شعارات عدة كلها رافضة لوجودها وأسرتها في الحكم . وهي المظاهرات التي انتهت بمغادرة الرئيس بن علي وعائلتهإلى ماطا أمس "لا.. لا.. للطرابلسية الذين نهبوا الميزانية"، هو الشعار الذي ردده آلاف التونسيين الذين خرجوا أمس إلى شوارع العاصمة التونسية وعدة محافظات، مطالبين فيه برحيل زين العابدين بن على بعد الخطاب الذي ألقاه أول أمس، والذي قابله المتظاهرون بشعار "انتفاضة مستمرة وبن علي? ?برة?"?? ?و?"?الشعب? ?يريد? ?استقالة? ?بن? ?علي?"?? ?و?"?بن? ?على? ?ارحل?"??. مطالبة التوانسة برحيل ليلة الطرابلسي وأسرتها من الحكم، تعود لاعتقاد التونسيين السائد، بأن وصول بن علي إلى الحكم، "زاد من ثروات المقربين من النظام زيادة هائلة، خاصة عائلة زوجته وبسط الهيمنة الكلية على ثروات البلاد"، كما نقلت بعض الوسائل الإعلامية أن أخاها الأكبر، بلحسن استحوذ على شركة الطيران، "كارتاجو-آيرلينز" وحولها إلى محور تجاري للعائلة، وكذا التورط في عدة فضائح، كعماد طرابلسي، الذي استولى على يخت بقيمة 1,5 مليون يورو من ميناء بونيفاسيو بكورسيكا.. كما يرى المتتبعون للوضع في تونس أن ليلى تملك سلطة أقوى من? ?سلطة? ?الوزير? ?الأول? ?ويمكنها? ?أن? ?تقلب? ?الحكومة،? ?تعين? ?وتسرح? ?السفراء? ?والمديرين? ?العامين? ?كيفما? ?يحلو? ?لها?. يذكر أن سيدة تونس الأولى ليلى الطرابلسي، ابنة بائع الخضر والفواكه، والحاصلة على الشهادة الابتدائية، التحقت بمدرسة الحلاقة، ومارست هذه المهنة لسنوات، تزوجت في الثامنة عشرة من رجل أعمال، وتطلقت بعد 3 سنوات، كانت تعمل بالتجارة في بعض السلع بين تونس وإيطاليا، ألقي القبض عليها وسحب منها جواز سفرها، وبعد تعرفها على فريد مختار، صهر محمد مزالي الوزير الأول أنذاك تم تشغيلها سكرتيرة في إدارة شركة، وبوصول الجنرال بن علي إلى الحكم، ظهرت إلى جانبه منذ البداية، ومنها بدأت حياتها السياسية وهيمنتها على الحياة العامة للتونسيين?..

مصادر تونسية تحذر دول الخليج من إستقبال الرئيس السابق
أكدت مصاد مطلعة تحدث ل "إيلاف" أن خيارت بن علي المتوقعة هي إما جدة أو الدوحة وذلك بعد أن رفضت فرنسا ومالطا استقباله.
وكانت مصادر أكدت في وقت سابق ل "إيلاف" عن استعداد قطر لاستضافة غداه هروبه من البلاد. وأضافت المصادر أن زوجة الرئيس التونسي الاسبق موجودة حاليا في دبي.

وأكدت مصادر تونسية في حديث مع "إيلاف" عن سعيها لمقاضاة أي دولة خليجية تستقبل بن علي وذلك بعد أنباء عن رغبة الأخير اللجوء السياسي في الخليج.
بدورها، نفت مصادر ديبلوماسية إماراتية مطلعة ل "إيلاف" تلقي البلاد أي طلب لجوء من قبل بن علي.

وقال مصدر مطلع إنه لاصحة لما تردد عن نية بن علي التوجه إلى دبي إثر اشاعة خبر توجه الاخير الى الخليج، مشيرا إلى ان زوجة الرئيس وصهره زارا دبي عدة مرات في وقت سابق.

جدير بالذكر ان زوجة بن علي التي لاتحظى بشعبية بين الشعب التونسي أقامت عيد رأس السنة في دبي وأقامت في جناح فاخر في برج العرب. وقال مصدر تحدث مع إيلاف إن زوجة بن علي سببت أزمة مع السفير هناك إلى حد وصل إلى الإهانة.

وكانت مصادر دبلوماسية توقعت في اتصال مع "إيلاف" احتمال توجه زين العابدين بن علي إلى جدة أو الدوحة أو دبي بعد رفض مالطا وباريس استقباله.
ايلاف
مظاهرات شعبية فى تونس ضد تولى "الغنوشى" السلطة

أفادت وكالات أنباء أن عدداً كبيراً من المدن التونسية الرئيسية تشهد حاليا مظاهرات شعبية ضخمة ضد تولى محمد الغنوشى رئيس وزراء الحكومة التونسية للرئاسة فى تونس بشكل
مؤقت.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لرئيس الوزراء الغنوشى، تتهمه بأنه جزء من النظام الحاكم
التونسى، وأحد رجال الرئيس زين العابدين بن على، مطالبين بتنحيته ومحاكمته
الشاب الذي أطاح بزين العابدين بن علي
يبلغ محمد البوعزيزي من العمر 26 سنة، وهو الذي أشعلت محاولة انتحاره فتيل الغضب في مدينة سيدي بوزيد، قبل أن تنتقل إلى باقي المدن القريبة منها والى العاصمة.
وهو من عائلة تتكون من تسعة أفراد، أحدهم معاق وخريج جامعي دفعته البطالة إلى العمل في الفلاحة، قبل أن يتحول إلى بيع الخضرة والفواكه. وحين منعته الشرطة من نصب طاولته،

رفض الانصياع ودخل في نقاش معهم، ما دفع إحدى الشرطيات إلى صفعه، الأمر الذي أشعل فتيل الغضب في نفسه، وتوجه إلى مقر ولاية سيدي بوزيد للاحتجاج، لكنه وجد كل الأبواب مغلقة، فقرر إضرام النار في جسده
لا بد أن التاريخ سيذكر البوعزيزي كثيرا.
محمد الغنوشي يتسلم رئاسة تونس مؤقتا
أعلن الوزير الأول التونسي محمد الغنوشي أنه يتسلم صلاحيات رئاسة البلاد بصورة مؤقتة مع تعذر قيام رئيس البلاد زين العابدين بن علي بمهامه "مؤقتا
وقال الغنوشي في خطاب بثه التلفزيون التونسي"بداية من الآن أتولى ممارسة سلطات الرئيس وأدعو كافة أبناء تونس وبناتها من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية ومن كافة الفئات إلى التحلي بالروح الوطنية والوحدة لتمكين بلادنا من تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة أمنها واستقرارها".
وتعهد الغنوشي باحترام الدستور والقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تم الإعلان عنها بكل دقة وبالتشاور مع كافة الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني.
ودعا المواطنين إلى التحلى بالهدوء بعد فترة من الاضطرابات التي وقعت فيها، وحث كل الجهات المعنية في البلاد على التحلي بالروح الوطنية والوحدة لتمكين البلاد من الخروج من الأزمة الراهنة.
وظهر إلى جانب الغنوشي في الخطاب رئيس مجلس النوب فؤاد المبزع ورئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال.
وقال خبير دستوري للجزيرة إن تولي الوزير الأول "مغالطة كبيرة" استعمل فيها الدستور لخدمة مصالح بن علي.
وكانت مصادر قالت للجزيرة في وقت سابق إن بن علي غادر البلاد. وأضافت المصادر أن الأمن التونسي اعتقل أفرادا من عائلة الطرابلسي أصهار بن علي لدى محاولتهم مغادرة مطار تونس قرطاج الدولي.
وكانت مظاهرات عارمة جابت مدن البلاد الجمعة كان أضخمها في العاصمة تونس حيث تجمع عشرات الآلاف أمام وزارة الداخلية متحدين القنابل المدمعة التي أطلقتها الشرطة.
وأعلن التلفزيون التونسي بعد تصاعد الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في كامل أرجاء البلاد حالة الطوارئ ابتداء من الساعة الخامسة مساء حتى السابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
وفي أول ردود الفعل الدولية، قال البيت الأبيض إنه يعتقد أن الشعب التونسي له الحق في اختيار زعمائه وإنه سيتابع أحدث التطورات عن كثب.
من جهته قال قصر الإليزيه إنه ليس لديه معلومات عن شائعات عن وصول بن علي إلى باريس.
يذكر أن بن علي تولى رئاسة تونس بعد انقلاب أبيض على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987.
تطورات رحيل بن علي .. سقوك نموذج
في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1987 أعلن مدير الأمن التونسي يومئذ زين العابدين بن علي -وهو رجل مغمور- توليه زمام السلطة والإطاحة بنظام الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس منذ فجر الاستقلال أواسط خمسينيات القرن الماضي.
بدا التغيير هادئا، وقيل لحظتها إن انقلاب بن علي -الذي حلا لمناصريه تسميته تغيير السابع من نوفمبر- إنما هو سرقة لما يمور به الشارع من رفض لسياسات العجوز المريض،
الذي لم يعد له من العقل إلا ما يتمسك به بالسلطة.
ورحبت القوى التونسية التواقة للتغيير يومئذ -يساريين وإسلاميين- بالانقلاب الذي لم يطل التفكير في مراميه وأهدافه، وما يمكن أن يحققه، حتى كشر عن أنياب العداوة لليساريين والإسلاميين والعروبيين، مستغلا بعض القيادات اليسارية التي التحقت به على هوان –حسب تعبير بعضهم حينها- ليستخدمها في تصفية اليساريين والإسلاميين معا.
وبنى الرئيس بن علي ما دعي نموذج القبضة الحديدية المتدثرة بالنمو الاقتصادي المعلن، والتحديث الذي يأخذ من العلمانية الغربية في طبعتها الفرنسية نموذجا، مغاليا في رفض التدين وكبت الحركة الإسلامية، ورفض الشعارات العروبية واليسارية والوطنية الجادة.
وتكررت الانتخابات التي كانت المعارضة تعتبرها صورية وفولكلورية، لتكرس بن علي رئيسا لتونس على مدى أكثر من 23 سنة وبنسب نجاح عالية، كما تكرس الحزب الدستوري حاكما مسيطرا على البرلمان والبلديات، لا يقبل أي نمط من المشاركة حتى لو بدت مدجنة.
ولم يكن نظام بن علي ليتساهل مع أي معارضة حتى لو بدت علمانية مستأنسة بسيطة، فلاحق الصحفيين والحقوقيين والمحامين، وتعالت صيحات الحقوقيين في الداخل وفي الخارج ضد رجل وصفوه بالمضطهد لكافة فئات الشعب التونسية، وطنية وإسلامية ويسارية وليبرالية وحتى جهوية.
قبل شهر من الآن انطلقت شرارة التغيير في مدينة سيدي بوزيد الموصوفة لاحقا بالمهمشة، والتي اشتكت جماهيرها مما اعتبرته حيفا في توزيع الثروة، ومع ذلك فإن أي شعارات سياسية لم ترفع يومئذ، حتى بعد أن طبقت المظاهرات الجنوب والوسط والشمال الغربي، تلك المناطق الموصوفة بالمهمشة في سياسات بن على الاقتصادية.
لكن الأوراق اختلط فيها الاقتصادي بالسياسي، وتاقت أنفس الناس للتغيير فطالبوا برحيل بن علي، وتصدرت اللافتات خاصة في العاصمة تونس ومناطق الشمال الشرقي الموصوفة بالمحظوظة، ورفعت شعارات لخصتها إحدى اللافتات قائلة: "خبز وماء.. وبن علي لا".
وفي الأيام الأولى بدا بن علي ممسكا بزمام الأمور يصف المتظاهرين بالإرهابيين، ويعد بمنح 15 مليون دولار لتنمية تلك المناطق، تطورت لاحقا لخمسة مليارات دولار، وصعد القناصة أسطح المنازل، ولم تفلح سياسات الوعيد والتهديد، كما لم يخف الناس عدد القتلى المتصاعد (أكثر من مائة قتيل حسب المعلن حتى الآن).
وطأطأ بن علي لمطالب الجماهير على ألسنة وزرائه ووزيره الأول محمد الغنوشي، بل طأطأ رأسه بنفسه بعد أن أقال مسؤولين كبارا، من ضمنهم وزير الداخلية، كما طأطأ أكثر أمس عندما ناشد الشعب وقف العنف متعهدا بالإصلاح السياسي، ومطالبا بمنحه فرصة، متعهدا بعدم الترشح، وهو ما لم يهدئ المتظاهرين الذين حاصروا وزارة الداخلية التي كانت رمز سلطة اعتمدت على الشرطة، وهمشت القوى الأخرى بما فيها الجيش.
ومهما كان من غبش في مستقبل السلطة الحالي بعد إعلان سفر بن علي وتولي وزيره الأول زمام السلطة، وما إذا كانت الإجراءات المعلنة تعني انتهاء نظام بن علي أو سقوط رأسه فقط، فإن جميع المحللين والقادة السياسيين في تونس ينتهون إلى رأي واحد، هو أن رحيل بن علي يعني "انتهاء نموذج" حكم تونس بعيدا عن التنمية السياسية، تحت شعارات المعجزة الاقتصادية التي كشفتها شرارة سيدي بوزيد، فانفلت الشارع في وجهه وأنهى خياراته الحاسمة بين عشية وضحاها.
لم تكن التصريحات التي تتالت على الجزيرة من حمة الهمامي الناطق باسم الحزب الشيوعي التونسي المحظور، وحمادي الجبالي الناطق باسم حركة النهضة (الإسلامية) التونسية المحظورة، والتي تحمل نفس المضامين، إلا تعبيرا عن حالة إجماع ظهرت في الشارع، وجاء التعبير عنها على ألسنة السياسيين لتكون حقيقة اللحظة المجمع عليها.
وفي وقت سابق
أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حل الحكومة، ودعا لإجراء انتخابات مبكرة خلال ستة اشهر.
يأتي ذلك بعد ساعات من اندلاع اشتباكات بين متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى وزارة الداخلية وقوات الأمن التونسية التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للرئيس زين العابدين بن علي وجددوا مطالبتهم بإطلاق المعتقلين. كما خرجت مسيرة ضخمة في صفاقس وسط غياب قوات الأمن. وقال الصحفي لطفي حجوري إن شبابا تسلقوا أبواب وزارة الداخلية بعد مرور جنازة لأحد ضحايا الاحتجاجات، فهاجمتهم قوات الأمن وفرقتهم. كما قال مراسل الجزيرة لطفي حجي إن هناك إغلاقا لحي الخضراء (أحد الأحياء الشعبية الفقيرة بالعاصمة) وإطلاقا للرصاص في الهواء في أحياء من العاصمة، دون أن يورد نبأ عن ضحايا جدد. وقال مراسل الجزيرة نت إن الذعر يسود أحياء من العاصمة تونس وإن فرقا من الشرطة تهاجم بالرصاص الحي المتظاهرين في الأحياء الشعبية حاليا. وقال إن حالة من الذعر سادت بمنطقة حي الخضراء، حيث تواكب الجزيرة نت من هناك هذه الاشتباكات، وتعالى فزع النساء والشيوخ، وصراخ الأطفال. وشاهد مراسل الجزيرة نت اليوم وأمس دوريات شرطة تداهم المنازل وتشتم الساكنين، وسمع دوي إطلاق الرصاص بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس أمس واعتبر فيه أن إطلاق الرصاص غير مقبول. وعلم المراسل بسقوط قتيلين بمحافظة القصرين (جنوب)، وسقوط ثلاثة جرحى بحي الخضراء ليل أمس بسبب إطلاق الرصاص الذي سمع دويه كذلك في جهة الكرم والعوينة وحي التضامن وهي مناطق متاخمة للعاصمة، حسب شهود عيان تحدثت معهم الجزيرة نت.
عصيان مدني

وأفاد المراسل بأن هناك اليوم حالة من العصيان المدني في قلب العاصمة من قبل آلاف المدنيين الذين كسروا الحواجز الأمنية المشددة، واحتشدوا أمام مقر وزارة الداخلية بالشارع الرئيسي "الحبيب بورقيبة" مطالبين برحيل بن علي الذي يحكم البلاد منذ 23 عاما. وقد احتشد عشرات الآلاف من المحتجين في مظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة تونس، وطالبوا برحيل الرئيس بن علي ومحاسبة المسؤولين عن الفساد من مقربيه ومن أقاربه وأصهاره وغيرهم. ورفع أحد المحتجين لافتة باللغة الفرنسية تقول "كاذب.. لم توقف إطلاق النار"، وهتف المتظاهرون "خبز وماء وبن علي لا" و"تونس حرة وبن علي بره" وهتفوا "يسقط جلاد الشعب"، في إشارة إلى الرئيس بن علي. وكان بن علي قد وعد في خطابه أمس بأنه لن يستمر في الحكم بعد العام 2014، وأمر بفتح مواقع الإنترنت المحجوبة، كم وعد بقرارات تعد بالديمقراطية والتعددية وإصلاح القوانين المنظمة للبلاد. لكن العديد من المراقبين الذين تحدثت معهم الجزيرة نت اعتبروا أن خطاب أمس لا يرقى إلى تطلعات الشعب التونسي الذي يصر على إسقاط بن علي وحكومته ومحاسبة أفراد عائلته، من الذين يتهمونهم بالسرقة ونهب الأموال العمومية. وعبر عدد من المتظاهرين اليوم في قلب العاصمة للجزيرة نت عن فرحهم بنجاح الإضراب العام الذي شمل كامل المحافظات التونسية من شمالها إلى جنوبها. مظاهرات بصفاقس
وفي صفاقس ثاني أكبر مدن العاصمة تظاهر أكثر من أربعين ألف تونسي في الشوارع مطالبين باستقالة الرئيس زين العابدين بن علي. وذكرت مصادر أن المشاركين كانوا يتوافدون من الأحياء المجاورة وسط غياب تام للقوى الأمنية، وفي سيدي بوزيد جنوب العاصمة التونسية تظاهر نحو 4000 شخص في مسيرة جابت شوارع المدينة. وفي منطقة الرقاب الواقعة بولاية سيدي بوزيد مسيرة للمطالبة برحيل الرئيس بن علي نظمها التونسيون وترافق ذلك مع إضراب عام شل المنطقة. وشهدت سوسة الواقعة جنوب العاصمة تظاهرة ضخمة عبر المشاركون فيها عن عدم الثقة بالرئيس بن علي وطالبوا برحيله. كما شهدت ولاية القصرين الواقعة وسط غرب تونس مسيرة كبيرة تطالب برحيل بن علي وسط غياب للقوى الأمنية وسيطرة للجيش في المقابل على المدينة التي تفيد المعلومات بأن المثقفين والنقابيين والمحامين والنقابيين يعملون على إعادة الحياة إلى طبيعتها هناك.
مظاهرات مزيفة

وندد متظاهرون في تصريحات للجزيرة نت بما عدوها تضليلا للرأي العام من مظاهرات "مزيفة" خرجت للشوارع في ظل تواصل حظر التجول لإعلان مساندتهم للرئيس. وكانت قناة تونس السابعة قد بثت صور مسيرات حاشدة جابت الشوارع الرئيسة في العاصمة ابتهاجا بما ورد من قرارات في خطاب الرئيس بن علي أمس. وحاول أنصار حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم تسيير مسيرات مؤيدة لخطاب بن علي الذي ألقاه أمس، غير أنها كانت تنفض بسرعة بسبب الخوف من الناس المعارضين له، حسب المعلومات الواردة من هناك. وقال أحد المتظاهرين إن "النظام الحاكم قام أمس بمسرحية من أجل استعادة السيطرة على البلاد.. نحن لا نثق بهذه المغالطات، على بن علي الرحيل ووقف هذه المجزرة". كما وجه العديد من المتظاهرين النقد للصمت العالمي المطبق إزاء ما يحدث في تونس. وقال أحدهم للجزيرة نت "لماذا لا تتدخل القوى الدولية لوقف هذه الجرائم.. بكم علينا أن نضحي من أبناء شعبنا لوقف المجزرة". الأطباء على الخط
وعلمت الجزيرة نت أن الأوضاع في المستشفيات العمومية حرجة للغاية مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى ونقص كميات الدم. وبالتوازي مع التحرك الميداني دخل الأطباء على خط التحرك، حيث شهد مستشفى عزيزة عثمانة في العاصمة التونسية اعتصاماً للأطباء والكادر الطبي فيها. وفي ولاية جندوبة في الشمال الغربي نظم اعتصام في دار الاتحاد الجهوي للشغل، بينما يشهد مقر الاتحاد الجهوي للشغل في ولاية نابل بالشمال الشرقي للبلاد اعتصاما مفتوحا.
حكومة وحدة

من جهة أخرى قال وزير الخارجية التونسي كمال مرجان إن تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد أمر ممكن و"طبيعي تماما". وقال مرجان في حديث هاتفي لإذاعة أوروبا واحد "إنه باعتبار سلوك أشخاص مثل السيد أحمد نجيب الشابي أعتقد ذلك يصبح أمرا ممكنا بل هو عادي تماما" أن يكون هناك اتفاق لتقاسم السلطة. ويشير الوزير بذلك إلى أحمد نجيب الشابي الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض وغير الممثل في مجلس النواب التونسي. وقال مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي للجزيرة إن الخروج من الأزمة الراهنة يمر عبر تشكيل حكومة ائتلافية، يكون من مهامها تهيئة الأجواء لانتخابات رئاسية وتشريعية حرة. وأضاف الوزير التونسي أنه ستكون هناك انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، مشيرا إلى أن الرئيس قبل مبدأ إجرائها قبل الانتخابات الرئاسية لسنة 2014.
المصدر:الجزيرة + وكالات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.