الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    الشهادة منحة إلهية    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    في وقفات شعبية وفاءً لدماء الشهداء واستمرارًا في التعبئة والجهوزية..قبائل اليمن تؤكد الوقوف في وجه قوى الطاغوت والاستكبار العالمي    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ خالد احمد عبدربه العواضي:الرئيس قتل أحلام اليمنيين وقضى على مستقبلهم.. ورحيله بات حتمياً
قال انه لا يشعر بالامن مع نظام يزرع الفتن ويوزع السلاح على القبائل ليتقاتلوا:
نشر في يمنات يوم 14 - 03 - 2011

- النضال والاحتجاج السلمي من اهم القيم التي تعلمناها من شباب التغيير
- الحصار المفروض على عدن يؤكد ان النظام هو من يتشدق بالوحدة ويمارس الانفصال
- تعاملنا مع النظام الفاسد طوال 33 سنة اكسبنا مناعة، ولن نسمح للسيناريو ان يتكرر
- ثورتنا سلمية ولن يتشدق احد ويقول انا ضحيت وقاتلت لانها ليس لها بطل بعينه او حزب معين، هي ثورة شعب سلمية وبطلها الشعب كله
- من لا يقبل بالاخر ولا يقبل باللعبة السياسية الديمقراطية سيلفظه التاريخ كما لفظ علي عبدالله صالح وحزبه الفاسد
المصدر أونلاين حوار: أمين الورافي
- العواضي: من مواليد بيحان- شبوة 1970م، درس في تعز المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وتخرج في الاقتصاد والعلوم السياسية من مصر. عاد الى اليمن عام 1994 وعمل مدير مديرية البيضاء ثم مدير مديرية (نعمان)- مواطن ال عواض- بالبيضاء لمدة ست سنوات.
استقر في تعز 2000-2010م بلا عمل.
لم يكد ينتهي اليوم الأول لبدء الاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام، حتى التحق بركبها في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، الشيخ خالد العواضي بمعية جمع من أفراد قبيلته، معلنا استقالته من المؤتمر الشعبي ومعاهدا شباب التغيير بالمضي معهم حتى رحيل الرئيس صالح مقسما أمامهم أنه سيقف معهم في وجه كل من يحاول سرقة ثورتهم السلمية أو السطو عليها.
حديث العواضي ينبئ عن شخصة تتوق للتغيير الجذري وتنشد العدل والأمان في إطار دولة مؤسسات تسير وفق دستور محترم يضمن المشاركة السياسية وعدم احتكار السلطة أو الثروة.
وهو حين يتحدث تشي كلماته بروح ثورية ضاجة، تشربها عن والده الشيخ أحمد عبدربه العواضي بطل السبعين وفارس ثورة سبتمبر التي آمن بمبادئها، وقضى شهيدا في سبيل تحقيق أهدافها النبيلة.
مع العواضي الابن، كان هذا الحوار الذي حاول قراءة المشهد السياسي الراهن..
* كنت من أوائل الشخصيات القبلية الذين أعلنوا استقالتهم من المؤتمر وانضممت إلى الشباب المطالبين بإسقاط النظام وشاركه في اعتصامات تعز وعدن والبيضاء، ما الذي أوصلك إلى هذه القناعة؟
- أنا على استعداد لأن أضحي بنفسي وأولادي وإخواني في سبيل رحيل هذا النظام. لا أعتقد أن اليمنيين يجهلون ما وصلنا إليه، نحن شعب أصبحنا كأننا نعيش في برميل قمامة ومن طول مكوثنا فيه لم نعد نشعر بالرائحة العفنة، صار الأشقاء والأصدقاء في دول العالم يعتقدون أن اليمني متسول ونصاب، هذا النظام أعطى انطباعا سيئا عن اليمنيين، هذا نظام سيء جدا ولا بد من تغييره قبل فوات الأوان.
وفي الحقيقة أنا آسف لأن اليمنيين لم ينهضوا إلا متأخرين بعد ثورتي تونس ومصر وكان يفترض أن يكونوا روادا في ذلك لأن النظام في اليمن أسوأ من النظامين اللذين كانا موجودين في تونس ومصر.
ولكني في الحقيقة لست ضد الرئيس شخصيا أنا مع أن يذهب ويرحل معه النظام بكامله لأنه منظومة فاسدة، ليس ذهاب الرئيس فقط هو الحل، وإنما ذهاب النظام كله، نريد نظاما جديدا ننعم فيه جميعا بالحقوق والعدل والأمان. أنا الآن لا أستطيع أن أخرج إلى الشارع، أخاف أن يقتلني أي قبيلي لأن الرئيس يغذي الصراعات القبلية، ولا أستطيع تعليم أبنائي في مدراس بعيدة عن بيتي أخاف أن يتعرض لهم أحد، إحدى بناتي تريد أن تواصل التعليم الجامعي. قلت لها: لا جامعة إلا بعد رحيل صالح. إذ كيف أدرس ابنتي في جامعة تم انتهاك حرمتها قبل عشر سنوات من قبل مجموعة وحدثت حادثة لو حدثت في بلد آخر لغيرت النظام بأكمله وهي ما عرف بقضية محمد آدم. كيف تستطيع أن تأمن على نفسك وأولادك في ظل نظام كهذا؟
* يقال إنك بعد مقتل أخيك "نجيب" في التحرير عام 2000م ذهبت غاضبا وعشت في تعز بلا عمل لمدة عشر سنوات تعرضت خلالها لمضايقات مختلفة، ما صحة ذلك؟
- أحب أن أؤكد لك أن دوافعي للمطالبة بتغيير النظام ليست شخصية بحتة، هي دوافع عامة تهم كل اليمنيين. ومع ذلك صحيح أني تعرضت لمضايقات لا لشيء سوى لأني ابن الشهيد أحمد عبد ربه العواضي وهو رجل له تاريخه المحمود وسمعته العظيمة.
هذا الرجل يستهدف أبناء الناس وأي شخص كويس، وليس لأني ابن أحمد عبد ربه فقط، هو يشعر أن لي احتراما بين الناس ويسوءه ذلك، هذا الرجل مريض نفسيا -وأرجو من صحيفتكم أن تنشر هذه الكلمة- هذا رجل مريض نفسيا يسوءه كل إنسان جيد في البلد، ولا يتعامل إلا مع كل سيء، انظر إلى كل مناطق اليمن لقد اختار أسوأ الأشخاص ووضعهم كرجال لسلطته، بينما يتعامل مع الناس الجيدين وكأنهم يشكلون خطرا عليه، لا أعرف لماذا؟ ومع ذلك أنا لست ضده شخصيا ولكن ضد حكمه ونظامه، هذا الشخص قتل أحلام اليمنيين وقضى على مستقبلهم ورحيله أمر حتمي من أجل مستقبلنا ومستقبل أجيالنا.
ليست المسألة شخصية، هو يزرع الفتن بين القبائل، تصور إنسان يعمل هذا، يصرف لهذا سلاحاً ولهذا سلاحاً من أجل يتقاتلوا، هل هذا أمين على الناس والوطن، واحد يحيي المذهبية والطائفية والمناطقية بعد أن كانت قد انتهت، هو يلعب على تناقضات خطيرة وليس أمينا على الشعب، تعجز الألفاظ عن وصف سوء هذا النظام.
وعند نجاح الثورة أعد كل شباب التغيير أن أسلم السلاح الثقيل الذي يملكه آل عواض لدولة المؤسسات المنشودة.
* لوحظ أن المظاهرات التي خرجت في البيضاء جرى قمعها بعنف، لماذا؟ وهل الذين قمعوا المتظاهرين يمثلون قبائل البيضاء؟
- لم نكن نتصور أن السلطة بهذه السذاجة حتى تتعامل بهذا الشكل مع المتظاهرين في البيضاء كون البيضاء لها خصوصية لأنها تتكون من قبائل مسلحة وشرسة ومقاتلة ويجب تجنب استفزازهم أبدا لأن هذا لا يخدم الوطن، فنضالنا سلمي ونريدها ثورة سلمية ونريد انتقالاً سلمياً للسلطة، كما يريدها الشباب. تفاجأنا حقيقة أن شباب البيضاء كانوا أعقل من السلطة الغاشمة، تعاملوا مع المعتدين سلميا ولم يردوا على الرصاص بالرصاص مع أنهم يمتلكون أسلحة.
وبشأن هوية المعتدين لا نستطيع أن نقول من هم بصراحة لأن الأخبار تتضارب بهذا الشأن ولا نريد أن نلقي بالتهم جزافا وللأسف هم من أذناب السلطة، وإلا لا أحد يضرب أخاه بالرصاص وهو أعزل وما الداعي لذلك؟ الذين أطلقوا الرصاص على المحتجين هم قلة محدودة من أفراد ينتمون للمؤتمر الشعبي ويترددون على مقره والناس تعرف صورهم تماما، وهم قلة محدودة لا يمثلون أبناء البيضاء بتاتا.
ليس بين الناس دماء سوى المطالبة بمطلب مشروع وهو تغيير النظام وإسقاطه وهو مطلب في اليمن كلها.
* يقال إن القمع الذي تعرض له المحتجون في البيضاء كان له رد فعل عكسي، حيث تبعته استقالات لقيادات وقواعد من المؤتمر الشعبي العام..
- هذا صحيح، الهجوم العنيف علينا عندما لم نواجهه بعنف مماثل وواجهناه سلميا، بدأ أبناء القبائل الذين يتواجد أبناؤهم في مخيم الطلاب الذين استاءوا من ضرب الرصاص الحي على أبنائهم العزل، وهناك قبائل انضمت بالكامل للاحتجاجات مثل آل حميقان –على حد علمي- انضم معظم أفرادها للاحتجاجات والثورة الشعبية لأن أحد أفرادها أصيب وهو في حالة خطيرة، وهناك أنباء عن انضمام قبيلة الملاجم وآل سواد وآل عواض وآل مظفر.
* يتحدث البعض عن جدوى الاعتصامات والاحتجاجات مقابل ما ينظمه المؤتمر والحكومة في محافظات مختلفة من مظاهرات مؤيدة للرئيس ونظامه، تظهر للرأي العام الداخلي والخارجي أن الشارع منقسم في اليمن، وأن المعارضين لا يمثلون أغلبية الشارع اليمني.. ما قولك؟
- أريد توطئة للإجابة لأقول إن شباب التغيير علمونا قيما جديدة لم نتعود عليها أو نعرفها من قبل، أهم قيمة تعلمناها منهم هو النضال والاحتجاج السلمي وهذه القضية مهمة جدا للشعب اليمني لأننا شعب مسلح، تصور شباب قبائل ملء ساحات التغيير لا يحملون أسلحة، هذه نعمة أعتقد أنها توازي الثورة ذاتها، أن يتحول الشعب اليمني إلى شعب سلمي يقود احتجاجات سلمية.
بالنسبة للمظاهرات التي يخرجها المؤتمر فالكل يعرف أنها مظاهرات مدفوعة الأجر ويستغلون السلطة والثروة لإخراج العاطلين وغيرهم حتى طلاب المدارس يخرجونهم.
الذين خرجوا للتحرير مثلا خرجوا من أجل الحصول على لقمة العيش، وأنا على يقين أنه بعد مضي شهر من الآن سينضم هؤلاء إلى الشباب المعتصمين في ساحة التغيير لأن هؤلاء الشباب يقودون إلى تغيير حقيقي ويحملون لنا أملا وبشرى عظيمة نحن في أمس الحاجة إليها، لست قلقا من هذه المسألة الأمر يحتاج إلى وقت والرئيس بعد شهر لن يجد حوله إلا أزلامه وأقاربه.
* هناك مخاوف من السطو على هذه الثورة الشبابية السلمية من قبل جهات مختلفة سواء أكانت قبلية مشائخية أو حزبية دينية أو مذهبية؟
- نحن تعهدنا لهم وأقسمنا عندما انضممنا إلى الثورة في ساحة التغيير بأننا سندافع عن الثورة حتى تظل ثورة شبابية سلمية، وعندنا قناعة بذلك، نحن عانينا من الاستيلاء على الثورة الأولى "سبتمبر" عندما ناضل أهلنا في الثورة، ورأينا كيف استولى بعض الناس عليها، هذه المسألة أصبحت بالنسبة لنا عقدة –كما يقال- في نفوسنا، ويجب أن نتخلص من هذه العقدة بأن ندافع عن الثورة الجديدة وملزمون أن ندافع عمن قاموا بها من الشباب.
وعلى العموم نحن نطالب بدولة المؤسسات الكفيلة بإذابة هذه المفاهيم وحمايتنا من تسلط الفرد، وأعرف أنهم يقولون حميد.. ومش عارف من.. إذا قامت دولة مؤسسات لن يأتي فلان أو فلان من الناس، بل سيأتي أشخاص ويذهبون وتبقى الدولة ومؤسساتها، هذا أولا.. ثانيا إذا كان السقف الأدنى لنا هو إسقاط النظام فإن السقف الأعلى لنا هو قبول الشراكة ونشر ثقافة القبول بالآخر وعدم الإقصاء والاستبعاد نحن شركاء في هذا الوطن، الجميع بلا استثناء.
* أنا لا أعني سيطرة فرد أو شخص بعينه، إنما المخاوف التي يروجها البعض من أن تؤول إلى حزب منظم كالإصلاح أو جماعة مسلحة كالحوثيين؟
- عندما كانت الثورات تقام بالسلاح كان أهل السلاح هم من يسيطرون عليها، أما الآن فإن ثورتنا سلمية ولن يتشدق أحد ويقول أنا ضحيت وقاتلت لأنها ليس لها بطل بعينه أو حزب معين، هي ثورة شعب سلمية وبطلها الشعب كله.
وعموما أؤكد القول على أن دولة المؤسسات وحماية الدستور من قضايا كالتمديد وغيره، ستساعد في التحلل من التركة الثقيلة التي تركها نظام صالح. الثورة كفيلة بالقضاء على كل هذا.
الذي لا يقبل بالآخر ولا يقبل باللعبة السياسية الديمقراطية سيلفظه التاريخ كما لفظ علي عبدالله صالح وحزبه الفاسد، نحن اكتسبنا مناعة كبيرة من التعامل طيلة 33 سنة مع نظام فاسد ومستبد ولن نسمح للسيناريو أن يتكرر، أنا على يقين أن الشباب سيحمون الثورة بوعي.
الوساخة التي تراكمت في حكم علي عبدالله صالح ستزول، الثورة كفيلة بذلك لأنها ستحدث هزة في المجتمع تتساقط معها كل هذه الأوساخ، كل المعاني الجميلة التي افتقدناها ستظهر من جديد، لا أقول أن الأمور وردية 100% ولكن من المهم الثقة في بعضنا "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". ولنا في نجاح تجربة اللقاء المشترك خير دليل على ذلك.
* كانت هناك مراهنات على أن المعتصمين في ساحة التغيير إنما يتبعون أحزاب المشترك وبمجرد قبول المشترك للحوار فإن هؤلاء سيتركون الساحات.. ما صحة ذلك؟
- المشترك كتلة سياسية وطنية كبرى في المجتمع وبدونه لن تكون هناك عملية سياسية حقيقية في البلاد، ورغم أني كنت في المؤتمر واستقلت منه، لكن يجب أن نتعامل مع الواقع فالمشترك يمثل جميع ألوان الطيف الحقيقي الموجود في الساحة اليمنية لا نستبعده، وأعتقد أن المشترك يلعب لعبة ذكية سواء أدرك ذلك أو لم يدرك لأنه يعطينا فرصة لإنضاج الثورة بهذه الحوارات اللامتناهية مع المؤتمر يجب أن يضمنوا لها جانباً إيجابياً بمعنى أن النظام لو رأى أن القناة السياسية انسدت، فإنه سيلجأ إلى الجانب العسكري ونحن لسنا مهيئين لذلك.
المشترك جزء من المنظومة السياسية والشراكة، والقبول بالآخر جوهر العملية الديمقراطية وهذه أمور من صميم الثورة.
* هل معنى ذلك أن هذه الاحتجاجات وحدت كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون أو الحراك الجنوبي حول مطلب واحد هو إسقاط النظام، وإلى أي مدى يوحد هذا المطلب اليمنيين لإسقاط الدعوات الطائفية والمذهبية والمناطقية؟
- لو كنا منصفين حقا لأدركنا أن الجنوبيين أكثر وحدوية من أي منطقة أخرى في اليمن. الجنوب شعب وحدوي منذ اليوم الأول، وكانت عدن محضن الثوار مع أنه كان يتحمل ضريبة وجود المناضلين في عدن.
كنت أستغرب لماذا النظام لا يستجيب لمطالب الحراك الجنوبي وقد كانت مطالب مشروعة؟ وفي الحقيقة لم أجد إجابة لهذا السؤال، لماذا لا يستجيب وكل يوم والمطالب تستفحل حتى طالبوا بالانفصال!؟
وعندما نزلت عدن مؤخرا ورأيت الحصار الرهيب والمنع الأمني المفروض عليهم، أدركت أن النظام نفسه كان هو من يسعى للانفصال عبر ممارساته: يتشدق بالوحدة ويمارس الانفصال عمليا.
مثلما حدث في مصر من تفجير كنيسة القديسين وتكتشف أن النظام المصري السابق كان وراء التفجير تستغرب هذه العقليات التآمرية الخبيثة وتستغرب أن النظام يسعى لتأجيج الفتنة الطائفية لأنها خطيرة بالنسبة له.
وكما حدث في السودان عندما ضحى البشير بالجنوب ليبقى حاكما في الشمال، نفس الذي حدث في السودان يحدث في اليمن، الوحدة خط أحمر والنظام هو من يضرب هذا الخط الأحمر بين الشعبين الجنوبي والشمالي ولو ترى كيف واجه الناس المسالمون في عدن القمع الذي تعرضوا له وكيف استقبلونا عندما ذهبنا للتضامن معهم، وكيف شعروا بالأنس ونحن كذلك كانت لحظة تاريخية، وكيف تقبلونا -وهم مضروبون- ببشاشة وصدر رحب أبدوا نحونا عواطف جياشة تراهم مختبئين من حارة إلى حارة من القسوة التي يمارسها الأمن هناك وضعوا حواجز خشبية وإسمنتية وأحجاراً في مداخل الحارات تستغرب أنك في اليمن.
هذا النظام كاذب هذا النظام ضد الوحدة، إذا أراد الشعب اليمني الوحدة فليرحل النظام بأي وسيلة من الوسائل.
* وماذا بالنسبة للحوثيين هل الثورة السلمية كفيلة أن تدخلهم في اللعبة السياسية السلمية بعيدا عن استخدام العنف والسلاح؟
- الحوثيون جزء من الوطن والجنوبيون جزء من الوطن واليهود اليمنيون جزء من الوطن ولا يحق لأحد استبعاد أحد أو حرمانه من المشاركة في بلده مهما كان، على شرط أن تكون المشاركة سلمية في كل الأحوال. العنف والإرهاب في نشر الفكر أمر مرفوض، أن تستخدم القوة لنشر الفكر هذا أمر مرفوض، من أي فصيل كان، لكن أن تمارس حقك بنشر الفكر سلميا وأن تمثل سياسيا فهو أمر كفله لك الدستور ومن حقك كمواطن، كما يفترض.
أي أن على الحوثيين أن يفصلوا المذهب على العمل السياسي لأن المذهب لنا جميعا نحن مسلمون ومن حقنا أن يكون المذهب الزيدي والشافعي والحنبلي -الذي أتى به السلفيون- لنا جميعا ومن أراد أن يأخذ بهذا المذهب أو ذاك.
مذهب الإمام زيد مذهب عظيم ومن المعيب أن يختصر على جماعة معينة لأنه مذهب للأمة كلها. عليهم أن يفصلوا المذهب عن العمل السياسي حتى نتعامل معهم ويظل المذهب الزيدي لنا جميعا يا أهل اليمن وليس للحوثيين فقط.
* ما هي السيناريوهات المطروحة أمام الرئيس الآن؟
- أنصحه أن لا ينخدع بالمشائخ والبطانة الذين يوهمونه أنهم معه، والحقيقة أنهم مرتزقة لا يمثلون أحدا وسينضمون إلى الثورة ولا ينخدع وعليه أن يحكم عقله ويرحل سريعا وهو موفور الكرامة ولا يهدر مزيدا من كرامته لأننا لن نتقبل منه إلا الرحيل.
* ماذا نتوقع من خطوات سيتخذها في الأيام القليلة القادمة؟
- ليس أمامه إلا الرحيل.
* هل تستبعد أن يلجأ للقوة كالقذافي مثلا؟
- في اليمن وضعنا مختلف يعرف أنه حينها لن يخرج هو ولا أولاده من اليمن. القضية كما قلت ليست عيبا، عملها السلال والإرياني وقحطان، لماذا يصر الرجل على أن الخروج عار عليه، القذافي هذا مجنون وصالح أعتقد أن لديه عقلاً يمكن يحكمه.
* أنت لا تقبل من الرئيس غير الرحيل، رغم أنه قد يكون هناك إجراءات سياسية يمكن أن يتخذها ليظل في الحكم حتى 2013م، أو بالتوافق مع المشترك على حل مرض.
- قناعتي الشخصية أن الرحيل هو الحل، لكني مع الشباب في ساحة التغيير الذين أقسمت لهم. وما يراه قادة ثورة الشباب فأنا معه، رغم قناعتي الشخصية ولكن من الصعب أن تكون مع شخص وتفرض رأيك عليه.
* كيف تقرأ الاستقالات المتتابعة من قيادات وبرلمانيين في الحزب الحاكم؟
- حزب الحاكم يتآكل من الداخل وبعد فترة شهر أو أكثر قليلا ربما لن يبق مع الرئيس سوى زبانيته وأقربائه وأصحاب المصالح الآنية الضيقة.
نقلا عن صحيفة المصدر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.