استدعى اليمن سفيره لدى قطر وسط خلاف بشأن خطة خليجية تقضي بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع تجدد التظاهرات ضد الحكومة في عدنوتعز يوم السبت. وتحولت الاحتجاجات في اليمن لاعمال عنف يوم الجمعة وقتل خمسة على الاقل واصيب العشرات مع رفض صالح خطة الدول الخليجية لانهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما. وقال مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية لرويترز طلب عدم نشر اسمه "استدعي السفير للتشاور." وفي البداية قبل صالح الذي يواجه تحديا غير مسبوق من مئات الالاف من المتظاهرين عرضا من السعودية ودول خليجية اخرى لاجراء محادثات مع المعارضة في اطار مجلس التعاون الخليجي. ويوم الاربعاء قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني ان مجلس التعاون الخليجي سيعقد اتفاقا مع صالح يقضي بتخليه عن السلطة. ولكن صالح قال امام حشد جمع عشرات الالاف من مؤيديه في العاصمة صنعاء انه لا يكتسب شرعيته من قطر أو غيرها وانه يرفض هذا التدخل. وقد تدفع خيبة الامل تجاه هذا المأزق الاف اليمنيين الذين خرجوا الى الشوارع الى الجنوح الى العنف. وقتل خمسة محتجين بالرصاص أمس الجمعة ليرتفع مجمل عدد القتلى جراء الاشتباكات مع قوات الامن الاسبوع الماضي الى 26 شخصا على الاقل. وقال سكان يوم السبت ان عشرات الالاف من المتظاهرين تجمعوا في تعزالمدينة الرئيسية في الجنوب وبدأوا مسيرة الى قصر الرئاسة بعد يوم من قتل قوات الامن ثلاثة على الاقل بالرصاص في المدينة. ويوم السبت نظم مئات الشبان من بينهم طلبة مدارس يقاطعون الدراسة مسيرة في مدينة عدن الجنوبية واعاقوا حركة المرور وطالبوا المحال باغلاق ابوابها احتجاجا على استمرار حكم صالح. وقال سكان ان الشرطة اطلقت اعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين ولم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات. وحتى قبل الاحتجاجات التي تستلهم الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي كان صالح يكافح للتصدي لتمرد انفصالي في الجنوب وتمرد للشيعة في الشمال وهي أعمال عنف أعطت مجالا أوسع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له للعمل. وتثير هذه العوامل القلق بشأن الاستقرار في بلد يقع في مكان حيوي من المسار البحري الرابط بين اوروبا واسيا الذي يمر منه اكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا. وفيما تبدو محاولة لتفادي اغضاب السعودية الداعم الرئيسي لصالح قال مساعد للرئيس لرويترز ان تصريحات صالح لم تكن موجهة لعرض السعودية استضافة حوار بوساطة مجلس التعاون. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر في بيان ان الولاياتالمتحدة ترحب بمبادرة مجلس التعاون الخليجي. ونظم محتجون مطالبون بالديمقراطية مظاهرات "جمعة الثبات" في صنعاء وهم يرددون هتافات تشير الى أن صالح هو التالي واصفيه اياه بأنه زعيم الفساد مع انتشار عربات مدرعة وقوات امن في شتى انحاء المدينة. واتخذ نحو 700 فرد من شرطة مكافحة الشغب مواقع لهم قرب قوات اللواء علي محسن القائد المحنك الذي انشق عن صالح قبل اسابيع وقواته التي تحمي مخيما للمحتجين بصنعاء. وصرح محسن مرارا انه لا يطمح لتولي السلطة. وقالت وزراة الدفاع اليمنية يوم السبت ان قوات محسن قتلت اثنين من المتظاهرين المؤيدين للرئيس اليمني في صنعاء. ولكن مساعدا مقربا من محسن نفى مشاركة قوات محسن في اطلاق رصاص. ويعيش نحو 40 في المئة من سكان اليمن على أقل من دولارين يوميا كما يعاني ثلث السكان من الجوع المزمن. ويقول المحتجون ان الفقر والفساد المتفشي هما اللذان قادا الى اندلاع الاحتجاجات قبل شهرين. (شارك في التغطية محمد صدام في صنعاء وخالد المهدي في تعز ومحمد مخشف في عدن)