أدى ما يقارب المليون صلاة جمعة الفرصة الأخيرة في ساحة الحرية والشوارع المجاورة لها، وكانت مدينة نعز قد شهدت منذ مساء أمس توافدا لحشود المعتصمين من مديريات المحافظة والمناطق المجاورة لها، كما وصل جموع من شباب الثورة من أبناء محافظات عدن ولحج وأبين والضالع ساحة الحرية مساء أمس وقدموا لشباب الثورة بتعز علم يصل طوله إلى 170م كتأكيد لوقوف المحافظات الجنوبية إلى جانب الوحدة، وكان خطيب الجمعة توهيب الدبعي قد خطب خطبة ثورية أججت مشاعر المعتصمين في الساحة ليهتفوا بعد الفراغ من الصلاة برحيل النظام ومحاكمته. وقد أكد شباب الثورة رفضهم للمبادرة الخليجية حيث كان أغلب هتاف الثوار اليوم " يا دول الجوار لا تصالح لا حوار" مؤكدين رفضهم التسامح مع من سفك دماء الشهداء وأنهم ماضون في طريقهم لإسقاط النظام كما جددوا رفضهم لأي مبادرة لا تنص صراحة على تنحي الرئيس وأولاده وأولاد أخيه وإقامة الدولة المدنية الحديثة حلم اليمنيين جميعا. وفي الوقت الذي أصبحت تعز ثكنة عسكرية صارت أيضا مدينة لا تنام حيث تخرج كل يوم أكثر من مسيرة من أرجاء المدينة المختلفة، وفي الوقت نفسه بدت مدينة تعز وقد طهرها شباب الثورة من صور الرئيس التي يقومون بإنزالها وتمزيقها من على المباني الحكومية والجدران. من جانب أخر فشلت أمس قيادات المؤتمر في أخراج مسيرة مؤيدة للرئيس وتحدثت أنباء عن خلافات بين المحافظ حمود الصوفي والمجلس المحلي لتعز من جهة ورئيس فرع المؤتمر بالمحافظة من جهة أخرى على المبالغ المخصة للمسيرة. وقد نجح طلاب جامعة تعز المشاركين بفعالية في ثورة الشباب بدعم من أعضاء هيئة التدريس الذين باتت أغلبيتهم تشارك في الثورة نجحوا في إيقاف الدراسة بالجامعة، وكانت مسيرة لطلاب وطالبات كلية الآداب قد تعرضت أمس للرشق بالحجارة من قبل بلطجيات النظام اللواتي دخلن من خارج الجامعة إلى كلية الآداب الواقعة جوار مديرية أمن المحافظة وقيادة محور تعز، لكن ذلك لم يمنع المسيرة التي توجهت لساحة الحرية وهي تهتف "نحن طلاب الآداب جئنا معكم يا شباب .. ضد السفاح الكذاب" وكانت كلية الآداب أهم معاقل الحزب الحاكم في الجامعة لكنها أصبحت اليوم الكلية الأولى التي تخرج منها مسيرات يومية حاشدة للطلاب والطالبات على حد سواء.