قبضت شرطة دبي على لص محترف في سرقة المتاجر والخزائن، سجل ضده نحو 25 بلاغاً خلال شهر، بعدما تذكر عاملون في شعبة تحليل الجريمة أسلوبه المميز، الذي كان قد اتبعه في تنفيذ ثماني جرائم سرقة مماثلة، قبل تسع سنوات، ضبط في إحداها متلبساً، وقضت المحكمة بسجنه وإبعاده عن الدولة. وقال مدير الإدارة العامة للتحريات، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن المتهم الذي أطلقت عليه فرق البحث الجنائي اسم «اللص المهذب»، لا يستخدم العنف إطلاقاً في تنفيذ جرائمه، إذ يجيد التعامل مع جميع الأقفال دون كسرها، ويحرص على إعادة إغلاقها، بعد الانتهاء من سرقة المكان، كأن شيئاً لم يحدث. وأضاف المنصوري أن القضية بدأت حين تكررت بلاغات سرقة أموال ومقتنيات تقدر بملايين الدراهم، من محال تجارية في أسواق عدة، بالأسلوب الإجرامي المحير نفسه، وهو فتح الأقفال بطريقة احترافية دون كسرها، ومن ثم التسلل إلى المكان وفتح خزينته وسرقة محتوياتها. وأشار إلى أن سلسلة السرقات بدأت في منتصف مارس الماضي، ما دفع الإدارة العامة للتحريات إلى تشكيل فرق من إدارات البحث الجنائي والملاحقة الجنائية والحد من الجريمة، إضافة إلى مركز نايف، ووضعت خطة عمل لضبط المتهم متلبساً. وقال مدير إدارة البحث الجنائي في شرطة دبي، المقدم أحمد حميد المري، إن شعبة تحليل أسلوب الجريمة في الإدارة العامة للتحريات، لعبت دوراً مهماً في القضية، إذ ربطت بين بلاغات السرقات التي ارتكبت في عام 2002 بوساطة لص محترف سبق ضبطه متلبساً وإبعاده عن الدولة، وبين البلاغات الجديدة لجرائم منفذة بالأسلوب نفسه. وأضاف المري: «استناداً إلى المعلومات التي رجحتها نتائج شعبة تحليل الجريمة، ترسخت قناعة لدى فريق العمل بأن المتهم هو الشخص الذي سبق إبعاده عن الدولة عام ،2002 ويدعى (ع.ي.أ) وهو بنغالي، ويبلغ 45 عاماً، لافتاً إلى إعداد كمائن عدة للمتهم حتى ضبط متلبساً بعد تنفيذه ثلاث سرقات تقدر حصيلتها بمئات الآلاف من الدراهم. وأشار إلى أنه من خلال متابعة خط سير المتهم تبين أنه يتمتع بذكاء حاد واحترافية شديدة، سواء في التخطيط أو التنفيذ، إذ يراقب المكان جيداً، ويحدد المتجر الذي يلقى رواجاً كبيراً، ومدخله غير مكشوف للمارة في الشارع، ثم يتوجه إليه بعد منتصف الليل. وأوضح أن المتهم يملك في مقر سكنه معملاً يصنع فيه أسناناً حديدية، تساعده على فتح أي قفل دون استخدام العنف، لافتاً إلى أنه لا يلجأ إلى الكسر أو استخدام العنف إطلاقاً، لدرجة أن أصحاب متاجر لم يكتشفوا سرقة المبالغ التي حصل عليها، وظنوا أنها فقدت. ولفت إلى أن إحدى الكاميرات التقطت صورة المتهم أثناء سرقة متجر ذهب، مضيفاً أنه كان يتعامل مع الباب مثل الطبيب تماماً، لدرجة أنه يعود أحياناً إلى مقر سكنه لتصنيع أداة مناسبة لفتح قفل استعصى عليه في المرة الأولى، مشيراً إلى أن المعمل المخصص مرتب بطريقة احترافية، وكل قفل له رقم محدد. وتابع المري أن فرق العمل في القضية رصدت المتهم فجراً، أثناء خروجه من سوق السبخة، وحين حاولت توقيفه قاوم السلطات مستخدماً سلاحاً أبيض، وطعن أحد عناصر الشرطة في يده، لكن تمت السيطرة عليه، واقتيد إلى الإدارة العامة للتحريات. وقال إن المتهم اعترف بدخول البلاد بشكل غير شرعي عن طريق دولة مجاورة، وارتكب أكثر من 25 سرقة بالطريقة نفسها، وأرشد إلى مكان السرقات ومقر سكنه في منطقة المطينة، وحين سئل عن سبب عودته إلى الدولة على الرغم من إبعاده سابقاً، قال إنه كان محتاجاً إلى المصاريف. وأضاف المري أن المتهم شرح طريقة تنفيذ السرقات، وكيف كان يختار المتاجر الموجودة في الأزقة والسكيك، كما ضبط بحوزته أدوات مختلفة، مثل مبرد ومسننات. وقال المنصوري إن رجال المباحث أثبتوا كفاءة كبيرة في التعامل مع الواقعة، نظراً لما يتمتعون به من ذاكرة جنائية قوية، إذ لم ينسوا المتهم رغم مرور تسع سنوات على سجنه وإبعاده عن الدولة. وطالب أصحاب المتاجر باتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية متاجرهم، مثل عدم وضع مبالغ مالية كبيرة في خزائنها، ونقلها مباشرة إلى البنوك الموجودة في كل مكان، إضافة إلى وضع كاميرات مراقبة في أبواب المتاجر وداخلها، وأجهزة إنذار، لافتاً إلى أن هذه المعدات أصبحت رخيصة الثمن ولا يكلف تركيبها مبالغ كبيرة، ونصح أصحاب المتاجر كذلك بتوفير إضاءة قوية على مخارجها حتى تكون مكشوفة للمارة، كما طالب أفراد المجتمع بالإبلاغ فوراً عن أي غريب يتردد على أماكنهم.