- كبير باحثي الخارجية الأمريكية: تجاهل الرئيس صالح للمطالب الشعبية سيغرق اليمن بالفوضى عرض وترجمة/ عبدالله عبدالوهاب ناجي- خاص بيمنات تحت عنوان "اليمن: تداعيات السياسة الأمريكية لعرض استقالة الرئيس صالح"، رفعت "مؤسسة التراث الأمريكية"، بحثاً لإدارة الرئيس أوباما تضمن توصيات مهمة حول ما ينبغي فعله في اليمن في الوقت الراهن. حيث حثت فيها الإدارة الأمريكية على الدفع في سبيل انتقال سلمي للسلطة في أقرب وقت ممكن، محذرة الإدارة الأمريكية من النتائج الكارثية لتباطأ الرئيس صالح في نقل السلطة، وتجاهله للمطالب الشعبية شديدة الاتساع بتنحيه. يذكر أن "مؤسسة التراث الأمريكية"، هي واحدة من أعرق مراكز البحوث والدراسات في الولاياتالمتحدة، وكتب البحث جيمس فيليبس، كبير الباحثين في شئون الشرق الأوسط في مركز دراسات السياسة الخارجية الأمريكية. تجنيب تحول اليمن إلى دولة فاشلة إن ابرز أولوية لواشنطن في اليمن هي احتواء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وقهرها في آخر المطاف. وبرز التنظيم كأكبر تهديد مُلح للأمن الوطني منذ أن أُجبرت القيادة العليا للقاعدة على الاحتماء في المناطق القبلية النائية في باكستان. وقد ظهر رجل الدين اليمني المولود في أمريكا أنور العولقي، الناشط في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كقيادي رئيس للقاعدة. ويعتقد أنه هو من ألهم الرائد نضال حسن، المتورط في حادثة إطلاق النار في قاعدة فورت هود العسكرية، وعمر فاروق عبدالمطلب، الانتحاري الذي نفذ عملية تفجير فاشلة كان يسعى من خلالها إلى تدمير طائرة ركاب على الخطوط المدنية فوق ديترويت خلال أعياد الميلاد عام 2009 .كما أن العولقي مشتبه به بلعب دور في مؤامرة دبرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في نوفمبر 2010 عن طريق إرسال طرود ملغومة إلى الولاياتالمتحدة على ظهر طائرات شحن. دخلت الولاياتالمتحدة في تحالف حرج بالتوافق مع صالح على تصعيد الضغط على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وعلى الرغم من أن مهمة منع التنظيم من الحصول على ملاذ آمن في اليمن كانت هي اكبر أولوية ملحة لواشنطن، إلا أن نظام صالح كان دائماً أكثر قلقاً من التهديدات التي شكلها التمرد الحوثي ذو السبع سنوات في الشمال اليمن، وحركة الانفصالية في الجنوب. وبالإضافة إلى هذا، فإن الحكومة اليمنية الهشة ستكون أقل نزعة وأقل قدرة على مساعدة جهود الولاياتالمتحدة لمكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وذلك لأن صالح أصبح يقاتل من أجل حياته السياسية. ومن أجل المساعدة على استقرار اليمن والاحتفاظ باستمرار الضغط على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ينبغي على إدارة أوباما أن تفعل التالي: - الدفع في سبيل انتقال سلمي للسلطة في أقرب وقت ممكن: كلما طال بقاء اليمن مهتزة بالعنف السياسي المتنامي، كلما أصبح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أكثر قوة. وينبغي على واشنطن أن تضغط علانية على صالح بأن يتنحى ليبدد التوترات المتصاعدة، ويتيح لتشكيل حكومة أخرى. إن الشلل السياسي المستمر سيزيد بسرعة من مخاطر أن تصبح اليمن دولة فاشلة يتمكن فيها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من الازدهار. - الاحتفاظ بروابط قريبة من قادة الجيش اليمني: إن الأساس في أي حكومة لاحقة هو أنها ستكون من المرجح مؤلفة من الجيش أو قادة جيش سابقين. ومن المحتمل أن يظهر اللواء علي محسن كصاحب نفوذ في أي نظام جديد. وينبغي أن يتم مفاتحته (الاتصال به) بتكتم ليحدد فيما إذا هو قد عدل عن دعمه القديم المزعج للمتطرفين الإسلاميين. - مشاركة المعارضة: ينبغي على الدبلوماسيين وضباط المخابرات الأمريكيين أن يتواصلوا بتكتم ويستطلعون عن القادة الرئيسيين للفصائل السياسية والقبلية في نطاق تحالف المعارضة الفضفاض للتحقق من أولئك الذين سيكونون حلفاء مرتقبين ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومساعدتهم لأن يصبحوا جزاء لا يتجزأ من الحكومة القادمة. - التنسيق السياسي مع السعودية: لدى الرياض مصلحة إستراتيجية في استقرار اليمن ومحاربة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي فقد بشكل بسيط اغتيال الأمير السعودي الذي يقود جهود مكافحة الإرهاب، خلال عملية تفجير انتحارية في أغسطس 2009. تحضا السعودية بالتأثير الخارجي الأقوى في اليمن من خلال إنفاق معونات لقادة قبليين وتقديم مساعدات مالية للحكومة. - منع إيران من الاصطياد في الماء العكر: هناك خطر متنامي من أن التمرد الحوثي من الممكن أن يصبح وكيل حرب في أوج الازدهار بين إيران والسعودية. فرجال القبائل الحوثيين هم زيدية شيعة لا يتشاركون نفس اللون الشيعي الإيراني، لكنهم ظلوا منفتحين على الدعم الإيراني في صراعهم مع الجيش اليمني ذو الغالبية السنية، ومع السعودية. والحل الأمثل سيكون في إبرام حل سياسي ينهي التمرد الحوثي بشكل دائم، ولكن في غضون ذلك ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تتعاون مع السعودية والحكومات اليمنية في الحد من التأثير الإيراني واعتراض أي شحنات أسلحة. دقت ساعة التغيير ظل الرئيس اليمني صالح حليف فاتر ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي كان يتصوره على أنه أقل تهديداً على سلطته من حركة الانفصال الجنوبية أو التمرد الحوثي في شمال اليمن. وفي الوقت الحالي وقع صالح في الشرك، وبالتالي فإنه سيكون أقل فعالية كحليف ضد الإرهاب، وبشكل متزايد سيكون معضلة كشريك سياسي. وإذا تجاهل المطالب الشعبية شديدة الاتساع في تنحيه، فهناك فرصة متنامية لأن تغرق اليمن بالفوضى، وبالتالي سيستفيد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استفادة كبيرة في مثل هكذا وضع.