تظاهر مئات آلاف اليمنيين في 17 محافظة مطالبين بما سموه الحسم الثوري وإسقاط النظام وذلك في الجمعة التي أطلقت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة عليها "تأييد المجلس الوطني" الذي أثار إعلانه ردود أفعال متفاوتة من قبل أطراف سياسية بالسلطة والمعارضة وفي أوساط الشباب المحتجين. كما شهدت صنعاء مظاهرات مؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح، ولعودته للبلاد. وكانت المعارضة اليمنية أعلنت الأربعاء عن تشكيل المجلس الوطني الذي يضم 143 شخصية، يمثلون أحزاب المعارضة والبرلمانيين المستقيلين من المؤتمر الشعبي العام الحاكم وشخصيات قبلية ووزراء سابقين، وبعضا من منظمات المجتمع المدني. ويهدف المجلس إلى تنظيم صفوف الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام والضغط على صالح من أجل التنحي عن الحكم، غداة إعلانه المفاجئ عن عودته قريبا من الرياض حيث نقل للعلاج إثر هجوم مطلع يونيو/ حزيران. في الأثناء، انتقد تحالف قبائل اليمن، الحكومة السعودية لسماحها لصالح بإلقاء خطاب من أراضيها تضمن "دعوات للاقتتال". وقال بيان للتحالف القبلي الذي يرأسه شيخ مشايخ قبائل حاشد صادق الأحمر "إن سماح المملكة لصالح بتكرار إعلان التحدي والتهديد من أراضيها يضعها في موضع المتواطئ ويظهر موافقتها على تلك الإعلانات". في سياق منفصل دعا التحالف، أبناء القبائل من ضباط وجنود بقوات الحرس الجمهوري والوحدات الخاصة، إلى ترك مواقعهم والعودة إلى منازلهم "وعدم التورط في جرائم القتل بحق أبناء الشعب اليمني". بدورهم، طالب ضباط وجنود من الحرس الجمهوري انضموا مؤخراً إلى الثورة بوقف الهجمات التي تشنها القوات الموالية لصالح على المدن. بدوره وصف عبد الحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الحاكم الإعلان عن المجلس بأنه عمل انقلابي خارج الدستور والقانون، مشيرا إلى أنه لا يختلف عن المجلس الانتقالي الذي أعلنه تيار شبابي في ساحة التغيير بصنعاء منتصف يوليو/ تموز "في ارتجاليته وفي إقحام أسماء من دون علم أصحابها". الانتقاد لم يقتصر على الحزب الحاكم فقط، فحزب رابطة أبناء اليمن أبدى الخميس استغرابه من ترشيح بعض قادته لعضوية المجلس ذلك أنهم ليسوا من مؤسسي وأعضاء الجمعية العمومية التي قيل أن المجلس سينبثق عنها. وأكد الحزب في بيان أنه لن يشارك ولن يقر بمهام المجلس الذي أصبح تنظيما سياسيا يراد له أن يكون قائدا للثورة والحياة السياسية "وهو أمر لا يواكب ما نصبو إليه ويصبو إليه شعبنا من ديمقراطية وتعددية". وأُعلن الأربعاء أن المجلس الوطني ضم في عضويته قادة من حزب الرابطة الذي يعد أقدم الأحزاب اليمنية. من جانبها، أعلنت قيادات للحراك الجنوبي ومكوناته في مدينة عدن بجنوب البلاد رفضها للمجلس. ووصف الأمين العام للحراك الجنوبي بمدينة عدن العميد ناصر صالح الطويل الإعلان عن تشكيل المجلس بأنه كان عملا استباقيا ومفاجئا تم بطريقة عشوائية، ومن طرف واحد دون مراعاة للطرف الجنوبي الشريك الأساسي. وكانت الناشطة الجنوبية بعدن الأديبة هدى العطاس قد أعربت مساء الأربعاء عن استغرابها من ورود اسمها ضمن قائمة المجلس "دون أخذ الموافقة المسبقة منها أو إشعارها بذلك". ورفضت الناشطة في تصريح للجزيرة نت المشاركة بالمجلس أو أي مجلس لا يعترف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم، والاعتراف بحقهم في الحرية واستعادة دولتهم. الجزيرة - وكالات