(رويترز) - دعا مكتب حقوق الانسان في الاممالمتحدة يوم الجمعة الى فتح تحقيق كامل في موت الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وعبر عن قلقه من احتمال أن يكون قد أعدم وهو ما يمثل جريمة في القانون الدولي. وأظهرت صور متفرقة التقطتها هواتف محمولة القذافي مصابا وغارقا في دمائه لكن الواضح انه كان على قيد الحياة بعد القاء القبض عليه في مسقط رأسه بمدينة سرت يوم الخميس ثم ميتا وسط مجموعة من المقاتلين المناهضين. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في مقابلة مع تلفزيون رويترز "اذا ما جمعت شريطي الفيديو هذين معا فكلاهما مزعج لانك ترى شخصا اعتقل حيا ثم ترى نفس الشخص ميتا." وعندما سئل عما اذا ما كان القذافي قد اعدم قال كولفيل "يجب أن يكون هذا أحد الاحتمالات عندما تشاهد تسجيلي الفيديو. وبالتالي هو أمر بحاجة لاجراء تحقيق." وطبقا لاتفاقيات جنيف التي تحدد قواعد التصرف في الصراعات المسلحة يحظر تعذيب أو اهانة أو قتل المحتجزين. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تعمل على صيانة المعاهدات التي وقعت عام 1949 انها ليست لديها اي معلومات عن مقتل القذافي. وقال متحدث باسم اللجنة "في العموم يجب أن يعامل الشخص المقبوض عليه بشكل صحيح." قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة ان روسيا تعتقد أنه كان يتعين معاملة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي كأسير حرب بموجب اتفاقات جنيف وكان يتعين ألا يقتل مطالبا بتحقيق في موته. وقال كلاوديو كوردون المدير الرفيع في منظمة العفو الدولية في بيان "اذا كان العقيد القذافي قد قتل بعد القاء القبض عليه فسوف يشكل ذلك جريمة حرب ويجب تقديم المسؤولين الى العدالة." وقال بيتر بوكيرت من منظمة هيومان رايتس ووتش في مقابلة اجرتها معه شبكة (سي.ان.ان) في سرت قرب المخبأ الذي عثر على القذافي مختبئا فيه "لا نعتقد انه وقع وسط تبادل لاطلاق النار. هل توفي القذافي متأثرا بجراحه ام اصيب بجرح قاتل في الرأس بعد أن غادر هذه المنطقة.. ودعو الى تشريح الجثة والى اجراء تحقيق. انه عيب على ليبيا ان يموت في ظروف مريبة." وعثر على نحو 95 جثة بعد ان احكمت القوات الموالية للحكومة الانتقالية سيطرتها على سرت المحاصرة وقال بوكيرت ان العديد من هذه الجثث لاشخاص أعدموا رميا بالرصاص في رؤوسهم. وترقد جثة القذافي في ثلاجة قديمة للحوم يوم الجمعة فيما يستمر الجدل بشأن دفنه وظروف مقتله. وحملت الجثة التي شاهدتها رويترز في مصراتة اصابة ظاهرة برصاصة في الرأس وعلامات أخرى على نهاية عنيفة لحياة عنيفة شاهدها العالم عبر مقاطع غير واضحة التقطتها هواتف محمولة. وقالت اليوم الجمعة قناة تلفزيونية تتخذ من سوريا مقرا لها وايدت القذافي ان زوجة الزعيم القتيل طلبت من الاممالمتحدة التحقيق في مقتل زوجها. قال كولفيل ان من المباديء الاساسية للقانون الدولي أنه يجب محاكمة المتهمين في جرائم خطيرة ان أمكن. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في يونيو حزيران أمرا باعتقال القذافي وابنه سيف الاسلام ومدير المخابرات الليبية عبد الله السنوسي في اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وتابع كولفيل "الاعدام دون محاكمة غير قانوني تحت أي ظرف. الامر يختلف عن مقتل شخص خلال أعمال قتالية. كانت هناك حرب أهلية في ليبيا. لذا اذا مات شخص نتيجة القتال فهو مسألة مختلفة وهو أمر مقبول في ضوء هذه الظروف. "لكن...اذا ما اعتقل شخص ثم قتل عمدا فهو أمر خطير للغاية." وقال رئيس الوزراء الليبي المؤقت محمود جبريل ان القذافي قتل في تبادل لاطلاق النار اثناء نقله الى المستشفى بعد القاء القبض عليه. وقال طبيب فحص جثة القذافي انه أصيب بجروح مميتة برصاصة في أحشائه. لكن مسؤولا رفيعا في المجلس الوطني الانتقالي قال لرويترز ان القذافي قتل على ايدي اسريه وانهم ضربوه اثناء نقله ثم قتلوه وانه ربما كان يقاوم.