(CNN) -- تحوز الزيارة التي يعتزم الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، القيام بها إلى أمريكا الجنوبية، انطلاقاً من فنزويلا التي يصلها الأحد، على الكثير من الاهتمام الدولي، خاصة وأنها تأتي في وقت يسعى فيه الغرب، وخاصة الولاياتالمتحدة، لتشديد الحصار على طهران بسبب برنامجها النووي، رغم هفوات ارتكبتها إيران في تلك القارة، واستطلاعات الرأي التي لا تظهر تمتعها بشعبية كبيرة بين السكان. وقال نجاد قبل مغادرته المطار إلى كراكاس، التي سيبدأ منها جولة تقوده لاحقاً إلى نيكاراغوا والإكوادور وكوبا، إن العلاقات ب?ن إ?ران ودول أمر?كا الجنوبية "ج?دة للغا?ة وهي في تنام." وأضاف الرئيس الإيراني إن ثقافة شعوب أمر?كا اللات?ن?ة ومطالبهم التار?خ?ة "قر?بة جدا من مطالب الشعب الإ?راني،" ولفت إلى أن تلك الشعوب "تتمتع بأفكار مناهضة للاستعمار وه? تقاوم ال?وم أطماع نظام اله?منة،" الذي قال إنه "كان ?تصور بأن أمر?كا اللات?ن?ة تشكل حد?قته الخلف?ة وبإمكانه فعل ما شاء لكن الشعوب ت?قظت ال?وم وتتحرك وتحدد خ?اراتها باستقلال?ة." وارتبطت إيران خلال السنوات الماضية بمئات الاتفاقيات مع دول أمريكا الجنوبية، وقامت بافتتاح مرافق ومستشفيات في عدد من دول القارة التي تتمتع بموقع بارز في النظرة الإستراتيجية الأمريكية. وقد استبقت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، زيارة نجاد بالقول: "مع شعور النظام (الإيراني) بالضغط المتزايد بدأ بالعمل على إيجاد المزيد من الأصدقاء الجديد،" في وقت كان فيه الإعلام الإيراني يؤكد بأن العلاقات مع أمريكا الجنوبية "على رأس سلم أولويات الدبلوماسية الخارجية" لطهران. فعلى الصعيد الثقافي، عرضت إيران قبل فتراً عملاً تلفزيونياً باللغة الأسبانية حول المسيح ووالدته مريم من وجهة النظر الإسلامية، وكان العرض موجهاً للجهود اللاتيني، أما المؤسسة التي بثت العمل فكانت فضائية "إسبان تيفي" الموجهة لأمريكا الجنوبية. وقال مسؤولون إعلاميون في طهران إن الهدف من القناة هو إظهار حقيقة المواقف الإيرانية، معتبرين أن سائر القنوات الناطقة بالأسبانية "ليست مستقلة وتقوم بخدمة مصالح الولاياتالمتحدة." وتقوم القناة بعرض برامج تنتقد قوانين الهجرة الأمريكية، كما تندد بسيطرة خمس حكومات على مصير العالم، في إشارة للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أما شريطها الإخباري فيتضمن عناوين مثل "التدخل الخارجي في سوريا" و"التجسس الإسرائيلي" و"نية اليابان التمرد على العقوبات الأمريكية ضد طهران،" ومزاعم حول إمكانية أن تسبب أجهزة الفحص الإشعاعي في المطارات الأمريكية حالات وفاة للمسافرين. ولكن الخطوات الإيرانية لم تخل من بعض الهفوات التي أضرت بها، مثل طلب إيران من موظفات إحدى المستشفيات التي تمولها في بوليفيا ارتداء الحجاب، الأمر الذي سبب انتقادات واسعة، كما استنكرت وزارة الخارجية في أوروغواي تصريحات السفير الإيراني لديها لتشكيكه بعدد ضحايا المحرقة اليهودية "هولوكوست." ورغم الجهود الإيرانية لتلميع صورة طهران في أمريكا الجنوبية، إلا أن استطلاعاً للرأي جرى عام 2011 وشمل 20 ألف أمريكي جنوبي، بهدف معرفة نظرتهم لبعض دول العالم، أظهر حصولها على المرتبة الأخيرة، إذ اكتفى 25 في المائة فقط المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع بإبداء أراء إيجابية حول إيران، بينما حازت الولاياتالمتحدة على إعجاب 72 في المائة من أفراد العينة. أما على المستوى الاقتصادي، فقد سبق أن تعرضت مجموعة من الشركات الأمريكية الجنوبية لعقوبات مصدرها واشنطن بسبب علاقاتها مع إيران، كما حصل لشركة النفط الوطنية الفنزويلية، وتخشى الولاياتالمتحدة من أن تتخذ إيران من علاقاتها الاقتصادية مع دول القارة ستاراً لإخفاء عمليات غير شرعية تستفيد منها هي وعدد من التنظيمات المرتبطة بها، مثل حزب الله اللبناني.