خرجت حشود غفيرة في مسيرة تظاهرية حاشدة صباح يومنا هذا الجمعة 2 / ربيع الثاني / 1433ه. حيث جاءت هذه المسيرة الحاشدة معبرة عن الوحدة الشعبية ومحافظةً على الحالة الثورية الشعبية حتى تحقيق أهدافها المحقة والعادلة. وفي المسيرة قدمت العديد من الفقرات الشعرية والإنشادية والكلمات الخطابية، تلا ذلك بيان المسيرة الذي تحدث عن أهمية الاستمرار في الثورة ودعمها بالحراك الشعبي السلمي حتى تتحقق المطالب ويعم العدل والخير ويخرج المتآمرون على الثورة والشعب من دهاليز المكر والخداع. وقال البيان : إن هذه المسيرة التي تخرج هذا اليوم في عموم محافظات الجمهورية اليمنية بعد مسرحية الانتخابات تؤكد إستمرارية الثورة وبقاء حيويتها وصمودها وتؤكد ضرورة المطالبة بإسقاط رموز النظام وأن هذه المسرحية لا يمكن أن تصرف الشعب اليمني عن المطالبة بتغيير واقعة المزري بمجرد أكاذيب رسمها حلفاء النظام في الخارج لكي يحافظوا عليه خادماً وفياً يرعى مصالح الغرب ويقدم الشعب وثرواته ضحيةً بثمن زهيدٍ هو الحصول على السلطة .. لقد سقط علي عبد الله صالح من أول يوم بزغت فيه الثورة ومن أول يوم مارس فيه التسلط والقمع وما كان ليغادر السلطة لولا العمل الثوري والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب، وليست المبادرات الهزلية التي جاءت من أجل تقاسم السلطة ووراثة التركة وتقاسم الغنيمة كل ذلك على حساب الشعب ومعاناته ودماءه، لقد أثبت الشرفاء من أبناء الشعب اليمني بمقاطعتهم لما يسمى بالانتخابات وعياً عالياً وسلوكاً حضارياً شكل إحراجاً كبيراً للقوى المتآمرة على الثورة سواءً في الداخل أو في الخارج حيث أظهرتهم في هذه المقاطعة بصورتهم الحقيقية وهي استخدام الديمقراطية لما يريدون تحقيقه من مصالحهم وتفصيلها على مزاجهم وحسب الظرف الذي يناسبهم. ونوه البيان : لقد أثبتت (محافظة صعدة) وبقية المناطق المجاورة إحترامها للآخرين وتعايشها مع الجميع بحيث كانت الأبواب مفتوحة لمن يريد أن يشارك في تلك الإنتخابات وكانت النتيجة بفضل الله كما هي متوقعة رغم مشاركة ألوية الجيش المرابطة في صعدة وما حدث من تزوير وتصويت بغير السجلات الإنتخابية وبالرغم من اعتماد صناديق خارج دوائرها الإنتخابية فقد كانت النتيجة واضحة للجميع عن ضحالة التصويت ورغبة الأغلبية من الناس في رفض هذه المؤامرة. وقال البيان : إن ما رأيناه من تسلط وهيمنة على القرار في بلدنا من قبل السفارة الأمريكية عبارة عن نموذج واحد لما يقوم به هذا العدو اللدود في بقية بلدان الأمة الإسلامية ولعلكم تابعتم ما قام به الأمريكيون في أفغانستان من إحراق مصاحف القرآن الكريم، وهذا يأتي استمراراً في تحركهم العدائي الشديد لكتاب الله الكريم الذي أنزله الله رحمة لجميع البشر يهدي للتي هي أقوم نوراً مبيناً ومنهجاً إلهياً لا يمكن أن تستقر حياة الناس إلا بالسير عليه والارتقاء إلى مستوى الموقف الذي يدعوا إليه القرآن .. ونوه البيان : عندما تحرك السيد حسين بدر الدين في بداية هذه المسيرة القرآنية أكد أن المستهدف في هذه المرحلة وبشكل كبير هو القرآن الكريم بأي شكل من أشكال الاستهداف فمن إبعاد الأمة عن ثقافة القرآن إلى تقديم ثقافات بديلة للأمة الإسلامية لا ترقى بها إلى مستوى مواجهة أعدائها الألداء أو النهوض الاقتصادي التنموي لهذه الأمة حتى تقف على قدميها.. لأن ثقافة القرآن الكريم تجعل المسلمين يرفضون الظلم والظالمين والغطرسة والاستعباد وهذه الثقافة لا ترضي الأمريكيين والإسرائيليين، ولذلك فهم يسعون إلى حرب القرآن ومن ثم إحراق حتى أوراقة .. إن هذا الموقف الأمريكي هو إساءة بالغة للإسلام ولكل المسلمين وإن استهداف القرآن هو رسالة واضحة لهذا العدو إلى المسلمين جميعاً فهل يفهم من يركع للأمريكيين داخل الشعب اليمني ويعتقد أن السفير الأمريكي في اليمن من يخرج الشعب من مأزقه؟ ومن يمتلك الحل لليمنيين؟ وهل يملك العدو حلاً يقدمه لأي شعب مسلم؟ إن من يحرق القرآن الكريم لن يقدم لليمنيين ولا لغيرهم إلا الدمار والهلاك والإحراق لكل ما فيه عزةً أو مجداً لهذه الأمة .. إننا نقول في هذه المسيرة للأمريكيين إنكم مهما صدر منكم من اعتذارات فأنتم أعداء بكل ما تعنيه كلمة أعداء ونقول لهم إننا أمة تعلمنا من القرآن الكريم كيف نعاديكم ونفهم سياستكم القائمة على الخداع والزيف ونفهم أن ما قام به أوباما من اعتذار للشعب الأفغاني المسلم فهي محاولة منه لامتصاص حالة السخط المتزايد من الشارع الأفغاني الذي خرج في مظاهرات جابت شوارع المدن الأفغانية هاتفين ومرددين عبارات الرفض للأمريكيين .. هنا يتضح لنا جلياً أن ما تمارسه أمريكا في أي بلد تحتله وتهيمن عليه نرى مثل هذه الأعمال الشيطانية القذرة فهم ينهبون الخيرات والمقدرات ويعيثون في الأرض الفساد ويدنسون المقدسات ويحرقون القرآن الكريم وينتهكون الحرمات فهذه هي صورة أمريكا التي تحاول أن تحسنها بإدعاء الديمقراطية وحماية الحقوق .. وختم البيان : إن بقاء الحالة الثورية مسئولية أخلاقية ودينية خاصة في مثل هذه المرحلة والسفير الامريكي يتطلع إلى إخماد هذه الثورة وإطفاء جذوتها المشتعلة مراهنين على مبادراتهم وما ينتج عنها من مؤامرات، ولذلك فبقاء الوعي الثوري والرفض للهيمنة والظلم والجبروت مسئولية يجب علينا الحفاظ عليها حتى لا يعود الشعب إلى حالة الإسترخاء والركود والذلة والهوان وليبقى الشعب يقظاً متنبهاً لا يغفل عن مراقبة الأعداء فهم يخططون ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.