أصيب شاب بالرصاص ظهر اليوم في مدينة تعز جنوبي اليمن، أثناء إقدام أطقم تابعة للشرطة العسكرية وحراسة المحافظة على فض اعتصام بالقوة أمام مبنى المحافظة. وأفاد مصدر طبي في المستشفى الميداني لساحة الحرية أن الشاب مختار ردمان الشرعبي وصل المستشفى وهو يعاني من نزيف شديد، جراء إصابته بطلق ناري في اليد اليمنى، وعدد من الشظايا في الرجل اليسرى. وفي تصريح خص به "يمنات" قال رئيس هيئة الاعتصام عبد الوهاب المذحجي بأن الاعتصام ما زال مستمرا، وسيظل حتى يتم إقالة المحافظ حمود الصوفي، وإذا ما أستمرت أعمال القمع ضد المعتصمين كما حصل اليوم، فإنهم سيرفعون سقف مطالبهم للمطالبة برحيل وزراء المؤتمر في حكومة الوفاق، على اعتبار أنهم لا يزالون يمارسون نفس الأعمال التي كان يمارسها صالح ونظامه. وأصاف المذحجي بأنه تعرض مع زميله عبد الناصر الكمالي أثناء مداهمة الشرطة العسكرية لخيام المعتصمين لمحاولة دهس من قبل أحد الأطقم، وأن عددا من الجنود طاردوهم حتى جولة حوض الأشراف. وكان شباب الثورة قد تظاهروا منذ الصباح أمام مبنى المحافظة، وقاموا بنصب خيمتين جوار البوابة الرئيسية للمحافظة، مطالبين بإقالة المحافظ حمود الصوفي. وأفاد المعتصمون أنهم سيعتصمون أمام المحافظة، وسيقومون بنصب مزيد من الخيام، وتحويل الساحة المجاورة للمحافظة إلى ساحة اعتصام، حتى يتم إقالة المحافظ والفاسدين في السلطة المحلية. وكان طقمان عسكريان يتبعان الشرطة العسكرية، قد قاما بمحاولة فض الاعتصام بالقوةعند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم، وقام جنود وصلوا على متن الطقمين بإطلاق نيران كثيفة من أسلحتهم الشخصية، والمعدلات التي تحملها الأطقم، بغرض تفريق المعتصمين. وقام جنود من حراسة المحافظة بالانتشار أمام البوابة وإطلاق نيران أسلحتهم تجاه المعتصمين، كما قاموا بنزع الخيام المنصوبة واعتقال عدد من الشباب المعتصمين. وأفاد شهود عيان أن جنود ترجلوا من أطقم عسكرية تقدمت إلى أمام مبنى المحافظة بحوالي 50 متر، وقاموا بمطاردة المصورين والشباب المتواجدين في محيط المحافظة لمنعهم من التصوير. وفيما قامت الأطقم العسكرية بالدخول إلى فناء المحافظة ومعهم عددا من المسلحين المدنيين، عاود عشرات الشباب اعتصامهم أمام المحافظة، وقاموا بقطع الطرق المؤدية إلى مكان الاعتصام، ورددوا شعارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين، وإقالة المحافظ حمود الصوفي، وأفادت بعض المصادر أن حراسة المحافظة أفرجت عن المعتقلين. وفي سياق أخر توقعت بعض المصادر أن يتم هذا الأسبوع إجلاء عدد من الرعايا الأجانب من محافظة تعز، تخوفا من تعرضهم لهجمات على غرار ما حصل للمواطن الأمريكي "جويل شرم". ونسبت مصادر لمدير المركز السويدي للتدريب والتأهيل بتعز القول بأن أربعة من الأجانب المتبقين في المركز سيغادرون تعز خلال هذا الأسبوع، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأجانب العاملين في المنظمات غير الحكومية سيتم إجلاؤهم أيضا. وحسب مدير المركز السويدي فإن زوجة "شرم" وطفليه تم نقلهم إلى بلدهم، قبل أن يتم نقل جثمانه يوم أمس الأول. وأشارت بعض المصادر بأن فريق تحقيق أمريكي وصل قبل يومين مدينة تعز، للتحقيق في مقتل المواطن الأمريكي "جويل"، وأضافت هذه المصادر أن فريق التحقيق التقى بمسئولين في السلطة المحلية ومدير الأمن والشيخ حمود المخلافي. من جانب أخر أفادت محلية بأن سجناء في الإصلاحية المركزية بتعز قرروا الإضراب عن الطعام، احتجاجا على ما وصفوه بالعنف المفرط الذي استخدمته الشرطة في قمع احتجاجهم يوم الجمعة الماضي، والذي راح ضحيته قرابة "20" جريحا. وكان سجناء في إصلاحية تعز المركزية الواقعة غرب مدينة تعز قد نظموا احتجاجات داخل ساحة احتجاجا على تأخير جلسات محاكمتهم، بسبب الإضراب الذي ينفذه منتسبي السلطة القضائية.
