موعد الزواج يحدده العريس وفقاً لظروفه واستعدادته وبالاتفاق مع اهل العروسة بعد تحديد موعد الزواج يتجهز كلٌ بطريقته فمثلاً العروسة تختفي عن أنظار الناس وتتحجب ولا تغادر منزلها كي تبيض بشرتها ويترونق جسدها وتقوم خلال هذه الفترة باستخدام الكريمات وبعض الاعشاب التي تساعد على تنعيم البشرة وتختلف مدة الاحتجاب في المنزل من أسرة إلى أخرى حسب الحاجة فقد تمتد أحياناً إلى ثلاثة أشهر وأقلها اسبوعان.. أما العريس فيستعد بتجهيز غرفته وتفصيل وشراء الملابس المحددة لكل يوم من أيام العرس فمثلاً اليوم الأول يلبس معوز على شميز على غترة توضع على كتفيه ويلبس في اليوم الثاني بدلة مكونة من بنطلون وشميز وكوت وكرفتة ويفضل أن يكون لون البدلة أسود ولون الكرفتة أحمر وكما قال سمير أن العرس في منطقتهم لا يأخذ الاحتفال به وقتاً طويلاً كما في بعض المناطق التي يمتد فيها إلى أسبوع واحياناً إلى الشهر وانما هو عبارة عن يومين يسميان ب"الحنا والمفرق". يوم الحنا للعروسة.. هو أول أيام حفلات الزفاف للعريس والعروس وهو غالباً ما يكون يوم الأربعاء فتحتفل فيه العروسة من بعد الظهر حيث تتجمع نساء القرية وتتوافد النساء الأقارب من خارج القرية ويجتمعن في مكان فسيح فيؤتى بالمسجلة بدلاً عن الفنانة أو المطربة أو ما شابه ذلك في المناطق الأخرى وبالتالي لا نتحمل هذه الأعباء الباهظة بل تحضر المسجلة ويتم تشغيلها بأغانٍ مختلفة وأغلب هذه الأغاني هي أغاني لحجية حيث ترقص على هذه الأغاني النساء ويستمر الحفل إلى المغرب حيث تعود كل النساء إلى بيوتهن عدا النساء اللاتي من خارج المنطقة كي يستعدن للعودة مرة أخرى بعد العشاء للاحتفال والرقص على الأغاني اللحجية حتى منتصف الليل. يوم الحناء للعريس أيضاً هو اليوم الأول من أيام العرس للعريس حيث يرتدي عادةً المعوز والشميز والغترة ويبدأ العرس بعد الظهر عندما يتوافد أهالي قريته إليه وضيوفه من خارج القرية ونظراً لكثافة عددهم تنصب خيام بجانب البيت كي تتسع لهؤلاء الضيوف والمهنئين فيجتمعون بداخل تلك الخيام إذا لم يوجد مجلس كبير في البيت ويتبادلون الحديث والنقاش في مواضيع مختلفة بين الأصدقاء المتفرقين الذين جمعهم هذا العرس ويستمرون كذلك إلى المغرب حيث يغادر كل شخص إلى بيته ويتهيأ لسمرة يملؤها الطرب والرقص على أجمل نغمات الفن اللحجي فمن بعد العشاء يجتمع أهالي المنطقة مرة أخرى ويتم إحضار فنان وأشهر الأغاني المتواجدة في تلك المنطقة هي الأغاني اللحجية وأشهر الرقصات اللحجية حيث يتشارك فيها شخصان يؤديان هذه الرقصة بطريقة بهلوانية وسريعة ساحرة تجذب الحاضرين لمشاهدتها ويستمرون على هذا الحال إلى أخر الليل. يوم المفرق للعروسة.. هو ثاني أيام العرس وهو يوم الخميس يوم زفة العروسة إلى بيت زوجها وفي هذا اليوم تتوافد نساء الأقارب منذ الصباح الباكر لتناول طعام الغداء في بيت العروسة وبعد تناول طعام الغداء يتم تجهيز العروسة لتخرج إلى المجلس الذي تتجمع فيه نساء أهل القرية وضيوفهم من المناطق الأخرى وهذا اليوم لا يختلف كثيراً عن يوم الحنا من خلال استخدام آلة المسجل لسماع الغناء من خلالها والرقص عليها وفي هذا اليوم ترتدي فيه العروسة أجمل ما أشترت من الملابس الزاهية والحلي الفاخر فتظهر وكأنها تنافس البدر في جمالها عكس يوم الحنا الذي لا تهتم فيه العروسة بمظهرها. يوم المفرق للعريس.. يبدأ هذا اليوم عند أهل العريس بنحر الذبائح من الفجر إذا لم تذبح في الليل وتجهيز وليمة غداء ضخمة لأهالي القرية والضيوف المتوافدين من خارج القرية أما العريس فيتم تجهيزه فيرتدي بدلة فصلت خصيصاً لهذا اليوم ويفضل أن تكون البدلة سوداء والكرفتة حمراء فيخرج مع أهله وأصدقائه ويستقبل الضيوف من خارج القرية والترحيب بهم وكان قديماً يمارس البرع من الصباح إلى الظهر ولكن الآن اختفت هذه العادة وحل مكانها الصمت. وبعد تناول طعام الغداء يجتمعون للمقيل لا يصاحب جلستهم شيء من أنواع الفنون وإنما أصوات نقاش وحوار بين الحاضرين إلى العشاء.. اليوم الرابع.. هو اليوم الرابع مع العرس في هذا اليوم تتجدد مراسيم العرس مرة أخرى وإحياء العرس من جديد من خلال توافد نساء أهل القرية إلى منزل العروسة الجديدة ويتم الاحتفال بها بسماع الأغاني اللحجية والرقص عليها حتى نهاية النهار. يوم الخامس عشر.. تظل العروسة حبيسة المنزل بعد وصولها إلى بيت زوجها لمدة خمسة عشر يوماً وهو اليوم الذي يعلن فيه الانتهاء من مراسيم الزفاف بزيارة خاصة للعريس مع عروسته إلى أهل العروسة منذ الصباح الباكر لغرض التعارف بين العريس وأهل المنطقة وتستمر هذه الزيارة إلى أخر النهار حيث يعود العريس مع عروسته إلى بيت الزوجية بدون أي قيود أو محظورات على العريس أو العروسة ويمارسان حياتهما بشكل طبيعي.. وقت الشوعة.. هي زفة تهدى للعريس من ضيوفه وأصدقائه تستمر من خروجه من البيت إلى وصوله بيت عروسته على أنغامٍ موسيقية تؤدَّى من خلال سماعات صوتية للسيارات وغالباً ما تشغل زفة أيوب طارش في موكب ضخم من السيارات وفي هذه اللحظات يتجهز أهل العروسة لاستقبال القادمين من بيت العريس أما العروسة فقد جهزت من قبل وصيفاتها بتلبيسها الفستان الأبيض واستخدام الكوافير والمكياج المناسب لمثل هذه الليلة وتوضع عليها عبائة لمنع كشفها على الأغراب وعند وصول الموكب يتم إخراجها على إيقاع أصوات زغاريد مرتفعة ونغمات احتفالية إلى أن يتم صعودها إلى السيارة ويشترط لصعود العروسة للسيارة أن ترافقها امرأة قريبة للعريس ويمنع على أهل العروسة مرافقة ابنتهم إلى منزل زوجها وعلى الطرف الأخر تجتمع أقارب العريس في مجلس معين من البيت لاستقبال العروسة والتعرف عليها قبل إدخالها إلى غرفتها الخاصة وبعد ذلك يتم إدخالها إلى غرفتها مع زوجها. أما يوم الجمعة فهو استراحة للجميع ولا يتوجه العريس إلى بيت حماه للسلام عليها كما يحصل في أكثر المناطق اليمنية. آلية الخطبة: تعد محافظة الضالع بشكل عام والحصين بشكل خاص من المناطق المتميزة وغير المنغلقة في حرية اختيار الشاب للفتاة بل ويشترط النظر إليها قبل إتمام إجراءات الخطوبة حيث يقول سمير وهو من أبناء هذه المديرية: إذا لم يختر الشاب الفتاة بنفسه تذهب أسرته لاختيار عروس له إلى أهل العروس فيتكلمون مباشرةً مع أهلها ويفصحون لهم عن رغبتهم في طلب يد ابنتهم لابنهم وقبل إتمام إجراءات الخطوبة بشكل نهائي يشترط إحضار العريس إلى بيت عروسته واللقاء بها والنظر إليها وبعدها يتم استكمال إجراءات الخطوبة وتعد هذه العادة ميزة تتميز بها محافظة الضالع عن كثير من مناطق اليمن التي لا يعرف فيها الخطيب خطيبته إلا يوم الدخلة أما عن مطالب أهل العروسة لتكاليف الخطبة فتختلف نظراً للمدة التي سيتم تحديدها للعرس النهائي فإذا كانت الفترة قصيرة فبإمكانه دفع مبلغ كبير يصل إلى 300000 ألف ريال ويخصم من المبلغ المتفق عليه للشرط والمهر فإذا حددوا المبلغ ب 600000 ألف يتبقى عند العريس 300000 ألف يسلمها قبل العرس بفترة وإذا كان العرس بعيداً يتم كسوة العروسة في الخطبة وإعطاؤها بعض الهدايا وإذا كانت الخطبة لفترة مثلاً وصادفت في هذه الفترة أعياداً أو مناسبات فأنه يلزم على الخاطب تقديم هدايا وملابس إلى خطيبته.