تعددت القنوات والصحف ، وكلية الإعلام ما زالت تعمل بكل وسائلها المتاحة لتخرج كوادر فاشلة ، ينقصها الكثير من المؤهلات والخبرة ، ليرفضهم سوق العمل بشكل مهين ، فتتحطم آمالهم وأحلامهم . فالكلية تخرج سنويا أكثر من 250 طالباً بيد أن من يلتحق بالعمل الإعلامي كل سنة لا يتجاوز عدد الأصابع ، والمئات المتبقية منهم تلتقطهم الشوارع ليعملوا في مهن بعيدة كل البعد عن رقي مهنتهم ، والتي اغتصبها منهم هواة ليسوا خريجي الكلية وإنما اكتسبوا المهنة من خلال الممارسة والوساطة، حتى أوائل الدفع لا وجود لهم في المؤسسات الإعلامية الكبيرة . فجوة كبيرة بين الخريجين والمهنة الإعلامية لوحظت واستنتجناها أثناء استطلاعنا هذا الذي يكشف أن الكلية لا تستطيع تأهيل كادر إعلامي متميز . دكاترة غير مؤهلين ، فكيف سيؤهلوننا؟! أمل علي طالبة إذاعة وتلفزيون مستوى ثالث ، أبدت امتعاضها الشديد من الكلية.. تركت أهلها وسافرت من اجلها بسبب عدم وجود كلية إعلام في محافظة تعز والتي قالت " الكلية لا تؤهل الطلاب بتاتا ، وهناك أسباب عديدة أولها البيئة المحيطة بنا ، مبنى متهالك وقديم ، ثانيا الكادر الأكاديمي غير مؤهل ، فكيف سيؤهلوننا؟" يدرسونا من رؤوسهم شاركها الرأي معتصم ثابت قائلا " الدكاترة مقصرون جدا ، فبعضهم يعتمد على مناهج مصرية قديمة رغم أننا في القرن الحادي والعشرين ، وبالبعض منهم لا توجد لديهم مناهج ويدرسونا من رؤوسهم أشياء لا تفيد الطالب ، هناك بعض الدكاترة ممن خرجوا للعمل خارج البلاد كانوا يدرسونا على مدى السنتين ملاحق الثورة ، او يدرسونا عن المذيع الناجح ، ولا يوجد في الكلية أصلا ميكرفون داخل القاعات ... وغيرها الكثير " وأضاف " من يخرج من الكلية يجب أن يتأهل مرة أخرى بعيداً عنها ، ويتدرب في المواقع والمؤسسات الإعلامية ليستطيع ممارسة المهنة / هذا إذا تم قبوله للتدريب " • لا مضمون ولا مبنى رجاء صالح محمد ، مستوى ثاني قالت " من المفترض أن يكون المنهج 90% عملي و 10 % نظري ولكن للأسف لا يوجد حتى 10% تطبيق عملي ، يجب أن نؤهل أنفسنا فماذا نتوقع من مبنى كهذا ان يخرج وينتج ؟ قاطعتها فاطمة مثنى قائلة " التطبيق معدوم في الكلية، الأستيديوهات مغلقة دائما لا يسمح لنا بالدخول إليها ، والمنهج قديم جدا ، عفا عليه الزمان / وبعض الدكاترة تعاملهم سيء مع الطلاب فيجعلونا نكره المادة ولا نذاكرها " كان رأي هشام الزيادي مخالفا فقد صب جام غضبه على الإدارة الغير متواجدة بشكل شبه دائم في الكلية وقال " نحن لا ندرس بسبب غياب الدكاترة وأولهم العميد ، والقائم بأعماله لا يمارس مهامه بشكل جيد ، وإذا وجدت الإدارة الممتازة سيلتزم الدكاترة بالحضور ، وستحدث المناهج ، وستفتح الاستيديوهات وستتوفر طابعة لطلاب الصحافة ، وهذا سيجعلنا كطلاب نهتم أكثر بالدراسة ونتفوق " وأضاف " من المفترض أن ترتقي كلية الإعلام أكثر بعد الثورة ولكن للأسف هناك دكاترة محسوبون على الثورة تقلدوا مناصب إدارية في الكلية ولكن للأسف لم يقدموا أي جديد وما لاحظناه أن الكلية تدهورت أكثر من ذي قبل ، لذلك نحن لا نعتمد على الكلية مطلقا نخرج إلى المعاهد والأكاديميات ، وانصح الطلاب الباقين بالاحتكاك مع الصحفيين الكبار ومحاولة العمل في مؤسسات إعلامية، فشهر واحد فيها يغنينا تماما عن أربع سنوات داخل الكلية، طبعا إذا كانت مؤسسة تحترم نفسها وما تقدمه". • الدكاترة لا يستطيعون إعداد منهج صلاح الجندي في سنة التخرج لم يستفد من الكلية أي شيء حيث قال " الكلية لا تؤهل أبدا ومن لم يمارس العمل الصحفي خارجها لن يصبح صحفياً أبدا ، فالمواد جميعها نظرية بعيدة تماما عن المواد النظرية التي تجعل من الطالب مؤهلاً ويستطيع ممارسة المهنة " وأضاف " يجب على الدكاترة أن يتأكدوا من أن الطالب لا يصل إلى المستوى الثاني أو الثالث إلا وهو ملم بالفنون الصحفية ولكن ماذا نتوقع من دكاترة لا يستطيعون إعداد منهج بأنفسهم وإنما يتقمصونها من كتاب مصريين، هم ليسوا بكادر مؤهل لقيادة جيل صحفي إعلامي". قمنا بعرض آراء الطلاب على الدكاترة والذين لم يعترضوا مطلقا على كلام الطلاب وإنما أضافوا إليه الكثير وليتهم لم يضيفوا .. • استيديو الكلية ،، في عداد الأموات الدكتور حسين جغمان والذي كان مشرفاً عاماً الاستيديوهات والأجهزة اخرج ما بجعبته قائلا " أخرجت الأجهزة من داخل البدروم والذي كانت مرمية فيه منذ 8 سنين وهذه الأجهزة مهداة من اليونسكو ، وجهزت الاستيديو بها ، وأهلنا أربعة طلاب للعمل فيه وهم ( محمد الجمعي ، سامي السامعي، أحمد الكبسي ، خالد الحسام ) وعرضنا التقرير على الدكتور خالد طميم ليتم تثبيت الطلاب ، لكنه قال انه لا يوجد لديه الصلاحية للتوظيف ولكن أستطيع التعاقد معهم بمرتب اثني عشر ألفاً للشخص الواحد فذهب الطاقم وأغلق الاستيديو، والآن الأجهزة معرضة للأتربة وتحتاج إلى صيانة ولا يوجد فني متخصص بهذه الأشياء " وأضاف مدافعا عن العمادة الجديدة " العمادة ظروفها صعبة جدا ، ووضع الكلية مزر، والدكاترة يريدون الإصلاح لكن للأسف هم مقيدون بسبب عدم وجود ميزانية تشغيلية " • ندرس تاريخ العلم وليس العلم " المشكلة ليست في كلية الإعلام ، وإنما المشكلة تعليمية على مستوى اليمن ، وذلك بسبب الفساد الذي وصل إلى داخل أسوار الجامعة وأصبحت تدرس تاريخ العلم وليس العلم " بهذا بدأ الدكتور خالد الصوفي حديثه وأضاف " مبنى الكلية بقايا هياكل لمعهد تربوي سابقا ، حيث أن الكليات التي جاءت بعد كلية الإعلام خرجت وبنت مبان جديدة وحديثة ولكن بسبب إدارة الجامعة وبفعل فاعل يقومون بإمعان إذلال وإفشال الإعلام في اليمن ، فهذا توجه دولة ورئاسة جامعة ، فكل من هو جيد ويريد أن يعمل بجد يطرد وتتاح للهلام وأنصاف المتعلمين والباحثين الفرص ، ماذا نتوقع من كلية اتصال لا يوجد بها أدنى مقومات اتصال وهو جهاز هاتف ، أو موقع الكتروني ؟! " واستطرد " نحاول بعد الثورة أن نغير ولكن للأسف هناك معوقات كثيرة منها ضعف الكادر في أعضاء هيئة التدريس ، عدم وجود فنيين ، لا توجد مطبعة ( ولا يوجد استعداد لدى رئاسه الجامعة ليشتروا مطبعة ) ، لا توجد بنية تحتية خاصة بالكلية مقارنة بأي دولة قريبة منا ... وغيرها " • ما الحل ؟ أما القائم بأعمال العميد الدكتور علي البريهي دافع عن نفسه قائلا " بعض المناهج قديمة ولا تواكب العصر ولكن هناك سوء تقدير من قبل الطلاب، حيث أنهم يريدون تعلم كل شيء داخل الكلية ولكن الجانب التقني والإخراجي تقدمه كلية الفنون الجميلة ، نحن لا ننكر ان الكلية بها قصور فالاستيدوهات معدومة ، ونفتقر الى فنيين حقيقيين يديرون هذه الاستيديوهات ، والطلاب يطالبون بتحديث المنهج ، وهم لا يعرفون أساسا ما معنى منهج وما أقدمه أنا شخصيا لا يختلف كثيراً عما يقدم في الكليات العريقة ولكن ما نفتقر إليه هو التطبيق " وعندما سألناه عما يمكن عمله حتى نتفادى المشكلة اقترح قائلا " الحل عمل دراسة ، وطرح رؤية حقيقية نتناقش فيها جميعا ، ونعمل حلقات نقاشية بيننا وبين الطلاب في تحديث المنهج وإثراء الكلية بالقدر المتاح "