فرضت وحدات الجيش واللجان الشعبية ظهر اليوم الجمعة سيطرتها على مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين أخر معاقل مسلحي القاعدة في المحافظة. وأفاد مصادر محلية أن وحدات الجيش واللجان الشعبية دخلت مدينة شقرة الساحلية من اتجاه العرقوب قبل ظهر اليوم الجمعة، بعد انسحاب مسلحي أنصار الشريعة باتجاه مدينة عزان. ويقوم أفراد الجيش واللجان الشعبية منذ العاشرة من ظهر اليوم بحملة تمشيط واسعة للمدينة تحسبا لوجود مسلحين ونزع الألغام التي زرعت في أجزاء متفرقة من المدينة. وأكد محافظ أبين جمال العاقل سيطرة وحدات الجيش واللجان الشعبية على المدينة قبل ظهر اليوم. وأشار العاقل في تصريحات صحفية أنه سمح بمرور سيارات المواطنين وشاحنات نقل المواد الغذائية والوقود من مدينة عدن صوب عدة مناطق على طريق أحور ومحافظات أخرى. وأضاف بأنه سيتم فتح الطريق الساحلي الذي أغلقه مسلحي القاعدة منذ يوم الأربعاء الفائت خلال ال"24" ساعة القادمة، بعد أن تنتهي وحدات الجيش من تمشيط المدينة وأطرافها تحسبا لوجود ألغام ومتفجرات زرعها مسلحي القاعدة. وأنسحب مسلحي القاعدة من المدينة عند الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة بصورة مفاجئة بعد أن بات الجيش على مشارف المدينة، مخلفين ورائهم عددا من الأسلحة والمواد الغذائية التي كانوا يخزنونها في المدينة. وقال سكان محليين أن مسلحي القاعدة تركوا أسلحة ثقيلة بينها مدافع بالقرب من نقاط تفتيش أقامها المسلحين في مناطق متفرقة من المدينة. وأكدت مصادر محلية أن مواطنين استولوا على أسلحة بينها أسلحة ثقيلة ومتوسطة تركتها القاعدة عند بعض نقاط التفتيش والمواقع،كما نهبوا مخازن مواد غذائية تابعة للقاعدة في وسط المدينة. وأفادت هذه المصادر أن حالة من الفوضى سادت في المدينة بعد انسحاب عناصر القاعدة بسبب الفراغ الأمني في المدينة، حيث لم تتقدم وحدات الجيش وتفرض سيطرتها على المدينة إلا عن حوالي العاشرة من صباح اليوم. ونأسحب مسلحي القاعدة فجرا باتجاه مدينة عزان التابعة لمحافظة شبوة شرقي اليمن كأخر معقل لهم، والتي صارت هدفا للغارات الجوية. وأفاد مواطنون أنهم شاهدوا المئات من عناصر التنظيم يتجمعون فجر اليوم بالقرب من مطعم في تقاطع أحور لودر شرق المدينة، وانطلقوا بأرتال متفرقة من السيارات على طريق أحور. ومثلت مدينة شقرة الواقعة على البحر العربي بمثابة منفذ بحري هام لعناصر التنظيم، حيث يعتقد أن عناصر من جنسيات أخرى معظم صوماليين دخلوا للقتال إلى جانب القاعدة عبر هذا المنفذ، وأن فرض القاعدة سيطرة كاملة على المدينة مكنهم من التزود بالتزود بالأسلحة. وفيما يتجه مسلحي القاعدة صوب مدينة عزان أفادت تقارير صحفية أن عددا من الوجاهات الاجتماعية في مديرية ميفعة طلبوا من مسلحي القاعدة ضرورة إخلاء المدينة تجنبا لأي مواجهات عسكرية، وحرصا على أرواح الناس وممتلكاتهم. وحسب موقع "عدن الغد" أكد مصدر قبلي أن أمراء القاعدة في المدينة استمعوا لمطالب المواطنين عبر اللجنة القبلية، ووعدوا بالرد على مطالبهم في وقت لاحق. ويرى مراقبون أن هناك لغزا محيرا في تمدد القاعدة وسيطرتها على أجزاء واسعة من محافظتي أبينوشبوة، والتي استمرت عاما كاملا، وانسحابها المفاجئ خلال الأربع الأيام الماضية، حيث لم تعد تسيطر سوى على مدينة عزان التي كانت بمثابة مؤخرة ومحطة تموين لهجماتها على وحدات الجيش في محافظة أبين. ويعتبر البعض أن سيطرة الرئيس هادي على غرفة العمليات المشتركة، ونقلها من اللواء الأول حرس خاص إلى وزارة الدفاع منع تسرب المعلومات الاستخباراتية، في إشارة إلى تواطؤ مقربين من عائلة صالح في توفير الدعم اللوجستي للقاعدة للسيطرة على محافظتي أبينوشبوة بناء تسرب معلومات تتعلق بتحرك الجيش. ويرى البعض أن ما كان يقدم من دعم لعناصر القاعدة من أطراف معينة توقف بعد صدور قرار مجلس الأمن الأخير الذي هدد بشكل جدي بفرض عقوبات صارمة على الجماعات المسلحة في البلاد، ويستند هؤلاء إلى الانسحاب المفاجئ لعناصر القاعدة خلال الأربع الأيام الماضية بعد أسبوع من صدور القرار. وأشارت تقارير صحفية أن عمل استخباراتي مشترك بين المخابرات اليمنية والخليجية والأمريكية، عمل على تجميع أكبر عدد ممكن من عناصر القاعدة إلى محافظة أبين بهدف القضاء على العناصر القيادية، والذين تم استهدافهم بغارات جوية نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار.