لعلكم تتذكرون منتخب الأمل الناشئ الذي أوصل الكرة اليمنية إلى العالمية موسم 2003م،تحت قيادة المدرب الوطني المعروف أمين السنيني حين ذاك، عبر كتيبة عبده علي الإدريسي ورفاقه، فهل سيتحقق ذلك الحلم مرة أخرى مع منتخبنا الحالي تحت قيادة نفس صاحب الرقم العالمي الوحيد (أمين السنيني) مع وجود اختلاف طفيف في عناصر الفريق، الذين هم بحاجة إلى الإعداد النفسي والبدني وخلق الانسجام والتفاهم وفقا لخطط وتكتيكات فنية دقيقة، في المباريات الودية الداخلية والخارجية حتى يكتسب اللاعبون المزيد من اللياقة والقوة البدنية والاحتكاك وإعادة للجماهير اليمنية المنجز الفنلندي فهل سيعود الأمل مرة أخرى ويفعلها أبناء أمين السنيني ويترحلون مع أول طائرة تقلهم إلى النهائيات العالمية، وعبر الهاتف تواصلت صحيفة المستقلة الرياضية مع قائد منتخب الأمل النجم عبده الإدريسي لتجري معه هذا الحوار. كيف تفسر لنا الغياب المفاجئ لمنتخب الأمل بعد أن كنا نعقد عليه أحلام الكرة اليمنية؟ - منتخب الأمل لم يغب عن المستديرة ومحبيه الملايين، بل لايزال يدافع عن سمعة الكرة اليمنية من داخل المستطيل الأخضر سواء كان على المستوى الداخلي أو الخارجي، وإذا كنت قد سميت هذا غياباً فمبرراته سوء التخطيط من قبل الجهات المختصة وعدم الاهتمام المناسب بالنشء والجهل بالخصوصية. ممكن توضح لنا أكثر؟ - نعم، لقد تعرض منتخب الأمل في تلك الفترة السابقة لضغوطات نفسية كبيرة هي مبررة وغير مقصودة من قبل الجماهير الرياضية المحبة لمنتخب الأمل والتي كانت تتفاءل بهذا المنتخب خيراً ليحقق نفس الإنجازات خصوصاً وهو يمثل اليمن باسم منتخب الشباب والاولمبي من نفس العام من دون مراعاة خصوصية مرحلة الانتقال من فئة إلى أخرى بموجب قانون علم التدرج الحيوي وعدم الاهتمام الخاص وتوفير الرعاية الكاملة لهذا النشء الذي قتل بنيران صديقة ماهية الصفات التي كانت تميز منتخب الأمل؟ - أشبه منتخب الأمل بجسم إنسان له من الحواس والأعضاء المختلفة يجمعهم قلب واحد وشعارهم أنا يمني باعتقادك: من هو المسئول الأول عن تراجع مستوى الكرة اليمنية؟ - وحده المعنى بهذا التراجع الغير مبرر هو الاتحاد العام للكرة وعامة لجانه المشرفة والمسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم لإخراج كرة القدم اليمنية من هذا الحال السيئ، وعلى مستوى جميع الأنشطة المحلية المختلفة والمشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية بفئاتها المختلفة وأن رقي وتطوير الكرة اليمنية هي من صميم أعمال ومهام اتحاد كرة القدم فهو الذي يضع الأجندة الزمنية للبطولات وهو الذي يختار الأجهزة الفنية للمنتخبات.. كيف تقيم حال كرتنا اليمنية؟ - واقعنا الكروي مرير وأليم ويدعو للكآبة والحزن وإن من يرى الحالة التي وصلت إليها الرياضة اليمنية سيكتنفه الألم والحسرة، فالتصنيف الدولي للكرة اليمنية لم يوحِ بتفاؤل تقدم الكرة اليمنية إذ صنفها في الترتيب (156) وهو انعكاس للعشوائية والتخبط والفشل الذي وصلنا إليه.. ماهي المشكلة التي يعاني منها اللاعب اليمني؟ - المشكلة هي أن ثلاثة أرباع من لاعبينا يعانون من عجز في استثمار الكرات الثابتة والعرضية، وان أهم الأهداف التي تدخل مرمانا من تلك الكرات الثابتة والعرضية، والمشكلة أن الفنيين والمختصين لم يلتفتوا لهذه الظاهرة والبحث لها عن علاج، لكنهم لا يزالون يسيرون على نفس الأخطاء التي تتكرر في كل المشاركات الداخلية والخارجية، وهذا يقودنا إلى سؤال مفاده بأن مخرجاتنا ضعيفة والعقول خاوية والشهادات معلقة على جداران المنازل.. كيف تقيم مستوى قضاة الملاعب في الدوري اليمني؟ - حكام دورينا هم ثلاثة أنواع : الأول منهم انفعالي يخلق من الحبة قبة، والثاني مترهل وخارج إيقاع اللعبة والثالث ضعيف شخصية، وفرق النخبة قد دخلت مرحلة الحسم، وهي في غنى عن أخطاء الحكام المتكررة فاحموا ظهر دورينا بحكام لديهم ثقافة الانضباط واستيعاب مفردات كرة القدم الحديثة لان بعض من فرق الدوري تئن من تلك الأخطاء.. ماهي المشكلة التي تؤرق اللاعب عبده الإدريسي؟ - المشكلة التي تؤرقني وتؤرق كل رياضي ولاعب كرة قدم هي أرضية أستاذ ذمار الدولي، أمر غريب وعجيب ما نعانيه بذمار، فالأستاذ الذي نطلق عليه صفة الدولية وأرضيته لا تصلح لسباق الخيول ولا حتى مقراً لإقامة الحمير، فكيف تقام عليه مباريات دوري درجة أولى ويجري على مستطيله المتصحر بنو أدم فالأرضية باتت مشكلة لكل الأندية الذمارية ومشكلة أيضا لكل الأندية التي تأتي للعب في هذا الملعب الترابي الذي كلف الدولة وخزينة الشباب مليارات الريالات.. من هو المدرب الذي لفت انتباهك؟ الذي لفت انتباهي هو:الكابتن محمد الزر يقي المدرب اليمني المؤهل والذي يحاول تحرير لاعبي شعب صنعاء من عقم الخطط التقليدية،والسائدة في ملاعبنا، وان شاء الله في المواسم القادمة ستتوج جهود ابن الزر يقي بنجاح، وعلى إدارة الشعب (صنعاء) أن تصبر كي تضمن في المستقبل فريقاً يمنياً يلعب بعقلية مختلفة تأهله لاستعادة أمجاد وبطولات الشعب . من خلال تجربتك الشخصية كيف يمكن مقارنة الكرة الأوروبية بنظيرتها البرازيلية؟ - تمتاز كرة القدم الأوروبية بالسرعة والتنافس القوي واستثمار الكرات الطويلة عن نظيرتها البرازيلية،واعتقد أن اللعب في القارة العجوز أفضل من أي قارة أخرى، كما يبدو لي أن البرازيل ستعيش هذا التغيير المنشود بعد الانتهاء من كأس العالم 2014م حيث ستستفيد من الملاعب والبنية التحتية الحديثة..