إن السلطة ولدت من رحم الجريمة ومن ثديها رضعت عقلية المؤامرة نشأت وترعرعت على اللعب بالأوراق، على الدس والوقيعة وإثارة النزاعات إشعال الفتن والحروب الداخلية لا تجيد غير لغة القوة والقمع ولا تتورع عن اللجوء لارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية ولا تتردد عن استخدام أحط الأساليب والوسائل وأكثرها فظاعة طالما كانت تعتقد أن في ذلك ضمان بقائها... سلطة كهذه غير جديد عليها أن تكون اليوم وفي مواجهة نضال سلمي لشعب الجنوب قد لجأت لاستدعاء مخزون ذاكرتها الملطخ دوماً بدماء الأبرياء ومعاناتهم وانتهاك حقوقهم وحرياتهم وأدميتهم والمساس بمصالحهم. واضاف: إن ما يجري اليوم في الجنوب هو أشد عليه وأخطر مما حدث له عام 94م، إذا كانت حرب صيف عام 94م قد دشنها علي عبدالله صالح ببيان ميدان السبعين في 27/أبريل/1994م فإن ما يجري اليوم في الجنوب قد دشنه علي عبدالله صالح نفسه بالاستعراض العسكري يوم 21/5/2009م وما ورد في خطابه إن الحرب ستكون من نافذة إلى نافذة وتنفيذاً لذلك وتزامناً معه ومنذ ذلك التاريخ يعيش الجنوب حالة حرب وحصار وطوارئ غير معلنة ويعاني من قبضة أمنية شديدة لم يشهد لها مثيلاً من قبل وفي مواجهة نضال سلمي وفي إطار ممارسة حق الرأي والتعبير نتج عنه حتى الآن الجرائم التالية: واشار الى قيام السلطة بالزج بأكبر عدد من القوات العسكرية الذي تم نقلها من مواقعها السابقة في المحافظات إلى مناطق الجنوب وتحويل الجنوب إلى ثكنة عسكرية حيث وصل عدد هذه القوات ما يقارب 35 لواء عسكري ميكانيك ومدعم وحرس جمهوري فضلاً عن قوات أمنية بكل صنوفها وتخصصاتها أمن قومي أمن سياسي استخبارات عسكرية أمن مركزي أمن عام شرطة نجده شرطة مرور خفر سواحل، وما خفي قد يكون أعظم. ترى ما هي وظيفة القوات المسلحة وأين هي مواقع تموضعها وما المبرر لكل هذا الحشد وهل مجرد نضال سلمي يندرج في إطار حق الرأي والتعبير يستوجب كل ذلك وأيهما الأولى بأن يتوجه إليه كل هذا الحشد الإرهاب وجرائم الاختطاف وقتل الأبرياء من الرجال والأطفال والأجانب وترهيب الأطفال وتهريب المخدرات والسلاح أم النضال السلمي!!!. الاستخدام المفرط للقوة ويكفي القول أنه منذ قال علي عبدالله صالح أن القتال سيكون من نافذة إلى نافذة قد سقط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى برصاصات قواته في ميادين وساحات النضال السلمي ومن كل مناطق ومديريات ومحافظات الجنوب من المهرة حتى الضالع ليس هذا فحسب بل وصل الأمر بقوات الاحتلال حد إزهاق أرواح أبناء الجنوب المشاركين في تشييع جثامين ضحاياهم ويكفي أن تكون مقبرة ردفان قد احتضنت خلال أسبوع فقط جثامين عشرة شهداء. إنها مذابح جماعية وفي إطار مسلسل جرائم حرب إبادة ضد الإنسانية تمارسه سلطة الاحتلال ضد شعب الجنوب الأعزل. استجلاب عناصر عسكرية وأمنية مدربة وبزي مدني وتزويدها بالأسلحة القناصة وتمركزها في الأماكن المطلة على ساحات وميادين النضال السلمي وفي مهمة قنص أبناء الجنوب العزل المشاركين في فعاليات النضال السلمي وبطريقة اختيار الضحية وهو ما تم تنفيده في نقطة العند أثناء فعالية تشييع الشهداء يوم 8/6/2009م. القيام بحملة اعتقالات واسعة طالت كل أبناء الجنوب من أقصاه إلى أقصاه حتى وصل عدد المعتقلين بالآلاف وفي حملة لا زالت مستمرة بما فيه ما يجري من مطاردات وملاحقات، هذه الحملة التي لم تستهدف فقط قادة ورموز الحراك ولكن وصلت حد الأطفال القصر ومنهم من لا زال يقبع في السجون حتى اليوم. القيام بترحيل أعداد كبيرة من رموز الحراك وناشطيه ومن الأكاديميين والصحفيين إلى سجون صنعاء مكبلين بالسلاسل ومعصوبي العينين والزج بهم في زنازن السجون الواقعة تحت الأرض فضلاً عن ما يجري من مداهمات للمنازل والاعتقالات بطريقة الاختطاف. القيام بتكييف التهم الكيدية وإقامة المحاكمات الصورية وإصدار الأحكام الجاهزة. توقيف مرتبات عدد كبير من القادة العسكريين والأفراد مع علم سلطة الاحتلال أن الراتب هو مصدرهم الوحيد في إعالة أسرهم فضلاً عن أن يكونوا هؤلاء العسكريين ممن سبق لسلطة الاحتلال أن طردتهم من أعمالهم تحت مختلف المسميات وبرواتب وحقوق منقوصة. ترى أي حق يمنحها توقيف معاش تقاعدي وما الذي تريد أن توصل إليه بالضبط وهل تعتقد أن البطون الجائعة ستقابل إجراء همجي لا إنساني هكذا بكلمة شكراً، إنه اللعب بالنار ولا ريب في ذلك. استهداف أبناء الجنوب الموجودين في المعسكرات وإزهاق أرواح البعض منهم وفي ظروف غامضة ومضايقة واستفزاز آخرين من خلال شتمهم والإسائة إليهم وسحب الأسلحة الشخصية منهم لمجرد أنهم جنوبيين. ضخ الأموال في سياق محاولة تشكيل مليشيات مسلحة من أبناء الجنوب وصرف بطائق لهم ومعاشات وأسلحة وتشكيلهم في خلايا عنقودية على شكل مجموعات وإسناد إليهم مهمة القيام بعملية اغتيالات لإخوانهم وأهلهم أبناء الجنوب من خلال الاندساس بينهم في المسيرات والاعتصامات السلمية وبقصد إدخال أبناء الجنوب في مواجهة بعضهم فيما يترتب عليه فتنة داخلية تقود إلى حرب أهلية وتحت مسمى حراس الوحدة. الضغط على السلطات المحلية بإقامة مسيرات مضادة في مواجهة المسيرات والاعتصامات السلمية يحشدوا لها الموظفين والطلاب وجنود يتم جلبهم من معسكراتهم بلباس مدني بالزي الجنوبي ومواطنين من أبناء قرى الشمال المجاورة مضاف عليهم الموجودين في المنطقة المعنية والذين يمارسون أعمال مهن حرة البعض منهم من هو منتمي للأجهزة العسكرية والأمنية والعمل الحر بمثابة غطاؤهم معروفين جيداً لدى شعبنا ولا ريب في ذلك ولديه من التجربة ما يكفي ومنذ عام 1990م ومع ذلك نقول لهم أهلاً وسهلاً فيما بيننا وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار.