تعيش المحافظات الجنوبية حالة من الترقب والقلق وسط الأجواء المشحونة التي تستقبل موعد ال 7 من يوليو، وهو اليوم الذي دعا الحراك الجنوبي فيه إلى مهرجان جماهيري كبير من المقرر تنظيمه في ساحة الهاشمي بمحافظة عدن. في مقابل مسيرات تؤيد الوحدة دعا إليها الحزب الحاكم . وقالت مصادر محلية ل" المصدر أونلاين" إن حالة من الطوارئ تعيشها تلك المحافظات بعد أن فرض الأمن سيطرته على معظم مناطق الصراع تحسباً لأي تطورات قد تنتج عن الفعالية الاحتجاجية الثلاثاء القادم . وفي منطقة الحوطة بمحافظة لحج ، أكد المصادر إن قوات الأمن نشرت الأطقم العسكرية والمدرعات على جميع مداخل المنطقة، كما شوهدت دبابات في جسر الخداد والعريش، وكذلك قوات أمنية تحمي المصانع في لحجوعدن . وفيما شهدت مدينة عدن صباح اليوم الأحد مسيرة جماهيرية حاشدة احتفاءً بيوم النصر السابع من يوليو وتنديداً بدعوات التشتت والفرقة وبث ثقافة الكراهية التي تسعى لنشرها عناصر حاقدة على الوطن والوحدة. حسبما قالت المصادر الرسمية . حث الرئيس السابق علي سالم البيض على ضرورة تلاحم وتظافر قوى ومكونات الحراك الجنوبي في مواجهة ما أسماه " الحصار وحروب الإبادة " وتحويل الوطن إلى معتقل كبير وساحة للقمع والقتل والتصفية . وجدد البيض عبر مكالمة صوتية أمس السبت في موكب تشييع جثمان الجعدي، وبثتها مواقع جنوبية، ثقته في أن الدماء التي تسفك في المحافظات الجنوبية لن تذهب هدراً في أدراج الرياح بل هي تشق طريق الخلاص وتشعل في قلب الظلام ضوء التحرر . وقال البيض" مهما كانت درجة دموية وعدوانية السلطة القائمة فإنها ستظل أضعف من أن تنال من صمود وإرادة الشعب العازم على خوض معركته المدنية بوحدة وتلاحم" مشيداً بدماء الجرحى وشجاعة المعتقلين وبسالة أبطال الحراك الجنوبي في تصعيد النضال السلمي وإبداع أشكال ووسائل معركتهم المدنية الموحدة ضد قوى القمع . وعبر المشاركون في المسيرة التي نظمتها السلطات المحلية بعدن عن رفضهم وإدانتهم لكل الممارسات والأعمال الخارجة عن الدستور والقانون والتي تستهدف العبث بأمن واستقرار الوطن وافتعال الأزمات تنفيذا لمخططات ومرامي معادية للوطن ولوحدته معبرين عن استعدادهم للتصدي لأي محاولة تستهدف إعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل يوم 22 مايو 90 ومؤكدين أن الوحدة قامت لتبقى وتنتصر وان أي محالة للنيل منها ليست سوى زوبعة في فنجان من جهته، قال الدكتور ناصر الخبجي القيادي في الحراك الجنوبي،إن السلطة القائمة في اليمن تتخذ كل الوسائل التي تضمن بقاءها ولو كانت تلك الوسائل محرمة، واعتبر الدليل على ذلك الاعتقالات المستمرة وغير المبررة وإيقاف الصحف الأهلية والاعتداء على الصحفيين وأضاف الخبجي في تصريح صحفي لوسائل الإعلام لتسليط الضوء على حقيقة الأوضاع في المحافظات الجنوبية، إن السلطة في اليمن ولدت من رحم الجريمة ومن ثديها رضعت عقلية المؤامرة ونشأت وترعرعت على اللعب بالأوراق، وعلى الدس والوقيعة وإثارة النزاعات وإشعال الفتن والحروب الداخلية وهي لا تجيد غير لغة القوة والقمع ولا تتورع عن اللجوء لارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية ولا تتردد عن استخدام أحط الأساليب والوسائل وأكثرها فظاعة طالما كانت تعتقد أن في ذلك ضمان بقائها". وأكد "سلطة كهذه غير جديد عليها أن تكون اليوم وفي مواجهة نضال سلمي واستدعاء مخزون ذاكرتها الملطخ دوماً بدماء الأبرياء ومعاناتهم وانتهاك حقوقهم وحرياتهم وأدميتهم والمساس بمصالحهم". واعتبر ما يجري اليوم أشد وأخطر مما حدث عام 94م، مؤكدا أن البلاد في حالة طوارئ غير معلنة وتعاني من قبضة أمنية شديدة لم يشهد لها مثيلا من قبل. وتساءل: ما هي وظيفة القوات المسلحة وأين هي مواقع تموضعها وما المبرر لكل هذا الحشد وهل مجرد نضال سلمي يندرج في إطار حق الرأي والتعبير يستوجب كل ذلك وأيهما الأولى بأن يتوجه إليه كل هذا الحشد الإرهاب وجرائم الاختطاف وقتل الأبرياء من الرجال والأطفال والأجانب وترهيب الأطفال وتهريب المخدرات والسلاح أم النضال السلمي؟
وأضاف: الاستخدام المفرط للقوة قد سقط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى برصاصات السلطة في ميادين وساحات النضال السلمي ليس هذا فحسب بل وصل الأمر بقوات الأمن إلى حد إزهاق أرواح المشاركين في تشييع جثامين ضحاياهم ويكفي أن تكون مقبرة ردفان قد احتضنت خلال أسبوع فقط جثامين عشرة شهداء.
وأشار إلى قيام قوات الأمن بحملة اعتقالات واسعة، وترحيل أعداد كبيرة من رموز الحراك وناشطيه ومن الأكاديميين والصحفيين إلى السجون، وتكييف التهم الكيدية وإقامة المحاكمات الصورية وإصدار الأحكام الجاهزة، وتوقيف مرتبات عدد كبير من القادة العسكريين والأفراد، والقيام بحرب إعلامية تمثلت بإغلاق الصحف الأهلية. وفي غضون ذلك، نقلت قوات الأمن القياديين في الحراك العميدين علي السعيد وقاسم الداعري إلى السجن بصنعاء، بعد أن اعتقلوا الخميس الفائت . واعتبر مراقبين هذه الخطوة كإجراء استباقي لإجهاض المظاهرات المتوقع أن تخرج يوم 7 يوليو بتنظيم من الحراك الذي كان قد دعا إليها في وقت سابق .