رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    شعب الجنوب أستوعب صدمة الاحتلال اليمني وأستبقى جذوة الرفض    فلنذكر محاسن "حسين بدرالدين الحوثي" كذكرنا لمحاسن الزنداني    ليس وقف الهجمات الحوثية بالبحر.. أمريكا تعلنها صراحة: لا يمكن تحقيق السلام في اليمن إلا بشرط    شيخ بارز في قبضة الأمن بعد صراعات الأراضي في عدن!    الحوثيون يراهنون على الزمن: هل ينجحون في فرض حلولهم على اليمن؟ كاتب صحفي يجيب    أنباء غير مؤكدة عن اغتيال " حسن نصر الله"    الأمل يلوح في الأفق: روسيا تؤكد استمرار جهودها لدفع عملية السلام في اليمن    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    "بعد وفاته... كاتبة صحفية تكشف تفاصيل تعرضها للأذى من قبل الشيخ الزنداني ومرافقيه!"    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    دوري ابطال آسيا: العين الاماراتي الى نهائي البطولة    تشييع مهيب للشيخ الزنداني شارك فيه الرئيس أردوغان وقيادات في الإصلاح    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    كلية القيادة والأركان بالعاصمة عدن تمنح العقيد أديب العلوي درجة الماجستير في العلوم العسكرية    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    بن دغر يوجه رسالة لقادة حزب الإصلاح بعد وفاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني    إعلان موعد نهائي كأس إنجلترا بين مانشستر يونايتد وسيتي    مفسر أحلام يتوقع نتيجة مباراة الهلال السعودي والعين الإماراتي ويوجه نصيحة لمرضى القلب والسكر    مركز الملك سلمان يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في الجوف    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    رئيس مجلس القيادة يجدد الالتزام بخيار السلام وفقا للمرجعيات وخصوصا القرار 2216    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    إنزاجي يتفوق على مورينيو.. وينهي لعنة "سيد البطولات القصيرة"    "ريال مدريد سرق الفوز من برشلونة".. بيكيه يهاجم حكام الكلاسيكو    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    دعاء مستجاب لكل شيء    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    رئيس مجلس النواب: الفقيد الزنداني شارك في العديد من المحطات السياسية منذ شبابه    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جانب من قصة حركة جهيمان والجماعات الجهادية في المملكة
أمير سعودي يكشف تفاصيل مثيرة عن الأسرة الحاكمة في المملكة (4)
نشر في يمنات يوم 16 - 08 - 2012

متى بدأت علاقة النظام السعودي بجماعة الإخوان المسلمين
أدخل جهيمان السلاح إلى الحرم واحتله وخير المصلين بين البقاء معه ونصر دعوته أو الانصراف وأغلق الأبواب فارتبكت الدولة كلها ارتباكا هائلا وتسبب ذلك بمقتل الكثير
بعد فشل القوات السعودية اسبوعين كاملين في دخول الحرم؛ استعانت بقوات النخبة الفرنسية التي تولت تدريب المجموعة المقتحمة، والإشراف على عملية الاقتحام
انشغلت أجهزة الأمن عن جهيمان وجماعته بسبب تركيزها على المناطق الشيعية بعد نجاح ثورة الخميني
كانت حركة جهيمان فضيحة للداخلية لأن العملية تمت بسذاجة وبساطة
تطورات عمل الجماعات الشيعية في المملكة وكيف تمكنت وزارة الداخلية من قمعها
كيف انتزع الشيعة تنازلات من الملك فهد عام 93 في مفاوضات بلندن
الليبراليون أقرب إلى الشلل والعلاقات النفعية من التنظيم والدولة توفر لهم نشاطاً بلا تنظيم
كل جهود الليبراليين مرصودة بالكامل من قبل وزارة الداخلية؛ واجتماعاتهم مخترقة وتسجل الكامل
منذ أشهر طويلة؛ ينشر في "تيويتر" شخص، تحت اسم مستعار هو "مجتهد"، تفاصيل هامة ومثيرة عن الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية. وبسبب أهمية المعلومات التي ينشرها؛ يعتقد كثيرون أنه أمير سعودي؛ ذلك أن ما ينشره من معلومات حساسة وتفاصيل لا يمكن لأحد معرفتها إلا إذا كان مقربا من الأسرة الحاكمة في المملكة. وبسبب ذلك؛ حظي "مجتهد" بمتابعة كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حتى وصل عدد متابعيه في "تويتر" إلى أكثر من نصف مليون شخص.
بدأ "مجتهد" نشاطه في "تويتر" منذ نوفمبر العام الماضي، مسلطاً الضوء على أبرز الأمراء في الأسرة المالكة السعودية، كاشفاً تفصيل ومعلومات عنهم، وعن السياسة السعودية، والاختلافات والاحتقانات بين الأمراء داخل الأسرة الحاكمة.
"الشارع" تنفرد بنشر بعض تغريدات "مجتهد" في "التويتر" على شكل حلقات، ملتزمة بنشرها كما نُشرت ولا تضاف عليها تعديلات، باستثناء التصحيحات الإملائية واللغوية، ولا تُحذف منها إلا الاتهامات ذات الطبيعة الشخصية، هذه سيجد القارئ في مكانها علامة الحذف هذه (..)، وأي إضافات سيجدها القارئ داخل العلامة [..].
هنا ننقل هذه النصوص عبر تتبعها وجميعها من تغاريد "مجتهد" في "تويتر"، وذلك تطلب العودة إلى أصولها التي نضُدت في شهر مارس الماضي. فقط أجرينا عليها تصحيحات إملائية، ورفدناها بمعلومات هامشية عن بعض الشخصيات والأحداث التاريخية.
تتحدث هذه الحلقة عن خفايا الحكم السعودي، استناداً، كما يقول "مجتهد"، من الوثائق السرية لوزارة الداخلية السعودية.
سُرد هذا الموضوع المهم بطريقة متتابعة لا تُضجر وبتنسيق دقيق للتفاصيل المختصرة. يبدو فيه أن "مجتهد" لديه قدرة على الكتابة، ويتمتع بثقافة مكنته من صياغة المعلومات التي يبدو أنها مستقاة من بيانات وزارة الداخلية السعودية السرية.
هذا الموضوع مفُيد جداً للباحثين في الشأن السياسي، كونه ينفي ويؤكد بعض المعلومات عن التيارات الإسلامية المتطرفة العابثة بالمنطقة، والتي نالت اليمن منها النصيب الأكبر من العناء، وكيف تعاملت معها الحكومة السعودية التي تؤكد التطورات والأحداث أنها صدرت هذه التيارات والجماعات المتشددة إلى العالم.
الشارع - مروان كامل
تعامل أجهزة الأمن السعودية مع الليبراليين
أبدا الحديث في موضوع التيارات التي تتابعها وزارة الداخلية: تتابع الداخلية كل التيارات والافراد الذين يحملون أفكارا قد تحرك الشعب مع أو ضد الدول، ونستعرض ما جمعته الدولة عن هذه التيارات خلال عدة عقود:
نبدأ بالتيارات غير الإسلامية (باعتبار أن الشيوعية والليبرالية والناصرية تدخل ضمن نطاق الكفر في المملكة) والتي مرت بثلاث مراحل حسب تقارير الداخلية:
الأولى 1960-1980، الثانية 1980- 2000، الثالثة بعد سنة 2000.
من 1960-1980؛ تنظيمات حزبية ملتزمة: شيوعي، بعثي، قومي ناصري، تعاملت معها السلطة بقمع شديد، وحملة إعلامية دينية تشبه الحملة الحالية ضد الإرهاب، ونجحت الدولة في تفكيك هذه التنظيمات، وقضت على المبدئيين منهم ولم يبق إلا النفعيون الذين رضوا أن يكونوا في كنف السلطة ويتخلوا عن التنظيم، وانتهت ظاهرة البعثي والشيوعي والقومي والناصري، وبقي ما يسمى بالتغريبي، أو الليبرالي أو العلماني، بتوجه فردي دون تنظيم برضا السلطة بل وفي منصب.
وفي المرحلة الثانية (1980 إلى 2000) كانت تقارير الداخلية عنهم [تقول] إنهم يقبلون بالتنفيع الشخصي، والمتع الذاتية، وهذه تشغلهم عن العمل السياسي.. واستوعبتهم الدولة فعلا في مناصب كثيرة حصلوا منها على مصالح شخصية أفضل لهم من مناصب توقعوها بانتصار أحزابهم فتحولوا إلى خدم للدولة بقناعة.. لكن بعضهم حاول، في فترة الثمانينيات، أن يستغل حضوره الإعلامي في الترويج لبعض الأفكار ليس من خلال تنظيم بل من خلال علاقات شخصية بين بعضهم بعضا.. ومن هنا ظهرت قصة الحداثة في الإعلام، في نهاية الثمانينيات، التي تجاهلتها السلطة في البداية، ثم تدخلت وأوقفتها بعد أن تحرك بعض المشايخ بقوة ضدها.
خلال احتلال الكويت حصلت مظاهرة قيادة المرأة [للسيارات] ولم يكن خلفها تنظيم بل مجموعة محدودة، والداخلية كانت على علم بها، لكن تجاهلتها لترى رد الفعل. الداخلية كانت تدرك أن قصة الحداثة، ومظاهرة قيادة المرأة، لم يكن خلفها تنظيم ولا معارضة لآل سعود، ولذلك لم تتخذ إجراءات قمعية واكتفت بالتعهدات.. وقد وجهت وزارة الداخلية نصيحة لهذا التيار، في تلك الفترة، أن الصحوة الدينية قوية في المجتمع، ومن الأفضل أن لا تُحرج الدولة في تصرفات مثل هذه.. ولذلك فقد قرر هذا التيار، طيلة التسعينيات، طبقا لرصد الداخلية، أن يقبل بتنسيق شخصي مع بعض الأمراء، ويكف عن أي نشاطات تهييج المشايخ والمتدينين.. لكن في السر استفزعت [استعانت بهم] بهم الداخلية لدعم مشروعها في الفضائيات الجديدة خاصة ال"إم بي سي" لتخفيف أثر المعارضة الدينية التي علا صيتها في التسعينيات.. وأعطت الداخلية رموز الليبراليين والعلمانيين سلطات واسعة في الإعلام، بعد ارتفاع نجم سلمان العودة، وسفر الحوالي، قبل وبعد اعتقالهم من 1993 الى 1999.. الظريف أنه في نفس الفترة أعطت الداخلية دعماً قوياً لتيار ديني موالي للدولة يسمى التيار الجامي، أو المدخلي، نتناول تفاصيله لاحقا إن شاء الله.
بعد أحداث سبتمبر أحست الداخلية أنها تحت المجهر الأمريكي فقررت التضييق على المتدينين والتوسيع على الليبراليين إلى آخر مدى لإرضاء أمريكا.. ثم حصل الليبراليون على دعم آخر حين جمعت سلطات الديوان، ومجلس الوزراء بيد خالد التويجري، فلم يكن للداخلية خيار إلا التسليم ومجاملة الملك.. وبخلاف ما يدعي بعض المتدينين؛ فالليبراليون أقرب للشلل، والعلاقات النفعية من التنظيم، وهم لا يحتاجون التنظيم لأن الدولة توفر لهم نشاطا بلا تنظيم.. وكل جهود الليبراليين مرصودة بالكامل من قبل وزارة الداخلية؛ سواء كانت تجمعات، أو نشاطات انترنت، أو اتصالات بدول أخرى، أو مؤسسات عالمية.. ولهم اجتماعات مخترقة بجدارة من وزارة الداخلية، ويصل تسجيل كامل لكل ما دار فيها، لكن الوزارة تتجاهلها، وتكتفي بالأرشفة، وإخطار البعض أن لديها خبر.. الاجتماعات أقرب إلى حفلات (..) لكن يتخللها نقاش جاد لمدة نصف ساعة تناقش فيها الأوضاع الراهنة وما ينبغي فعله ضد المطاوعة.. وقد وصلني تفريغ لأحد التسجيلات، قبل 5 سنوات، يقول فيه المتحدث (لا داعي لذكر اسمه): "يا جماعة فرصتنا بوجود ابو متعب لن تتكرر استثمروها بسرعة".
وترصد الداخلية نشاطهم في الانترنت، في المنتديات والتويتر والفيس بوك، وتعرفهم واحدا واحدا بأسمائهم الحقيقية، وخاصة كبار كتاب الشبكة الليبرالية.. والمباحث على صلة غير رسمية وتنسيق مع عدد من هؤلاء؛ بعضه مباشر، والكثير منه غير مباشر، اعتقادا منهم أن دعم الليبراليين يخفف التطرف.. وبعضهم كانت تطارده هيئة الأمر بالمعروف حظي بحماية خاصة من قبل وزارة الداخلية، ووعد بعدم السماح للهيئة بالتعرض له بل وتشجيع بالاستمرار.
خريطة الجماعات الدينية بدءاً من الجامية إلى الإخوان المسلمين
تنبيه: أنا لا أكتب من أجل تقويم هذه الجماعات بذاتها، لكن أكتب من خلال ما تعرفه عنها وزارة الداخلية.
إلى أن ظهر جهيمان (1979-1980م)؛ لم يكن هناك قلق من أي جماعة دينية، وكل الجهاز الأمني [كان] مسلطاً على التيارات الأخرى، مع علم الدولة بنشاط بعض التجمعات الدينية.. في الستينيات، والسبعينيات؛ استقبلت الدولة الإخوان المسلمين كلاجئين من دول عربية، وكانت تعلم عن علاقاتهم مع سعوديين، لكن لم تعتبرها علاقات تنظيمية.. كان هناك تعاطف مع الإخوان نكاية بعبد الناصر، و[تم] تمكينهم من أماكن حساسة؛ مثل الشيخ مناع القطان، الذي ترقى في مناصب إلى رئيس المعهد العالي للقضاء.. وخلال هذه الفترة تأثر بعض السعوديين بالإخوان، وغيرهم من الوافدين، وتكونت جماعات حقيقية لكنها متفرقة، ولم يكن لديها أي توجه معارض للدولة.. كانت الداخلية على علم بها لكنها لم تكن قلقة منها لأن معظم رموزها يتبنون بقوة الالتزام بالبيعة والولاء، ومن أشهرهم الشيخ عبد الله التركي.. ومنهم كذلك بن حميد الذي عزل حديثا من مجلس القضاء ومنهم عمداء سابقون لبعض الكليات ومنهم وكلاء وزارة كانت الدولة على علم بأنهم من هذه الجماعات.. ولم يكن هناك أي صدام مع الإسلاميين بكافة أطيافهم سواء من داخل البلد أو من خارجه إلا ثلاثة نماذج اثنين من الداخل، والثالث من الخارج:
في الداخل؛ [كان] الشيخ عبد الرحمن الدوسري، رحمه الله، كثير الانتقاد للدولة، وقد دخل السجن عدة مرات، وأقل منه الشيخ عبد الله الجلالي، لكن سجنهم كان لطيفاً. ومن الخارج؛ [فقد كان] الوحيد الذي حصل معه صدام هو الشيخ محمد سرور زين العابدين، الذي قدم للبلد بتوجه إخواني، ثم صار له تياره الخاص المشهور بالسرورية.. وكان الشيخ سرور قريب جداً من المشايخ المحليين، وخاصة في القصيم، وبنى علاقات مع عدد من الشباب الذين أصبحوا، لاحقاً، رموزا لما يسمى بالتيار السروري.. وتنقل الشيخ في أكثر من مدينة وفي كل مدينة له نشاط إلى أن تضايقت منه الداخلية، وكان على كفالة الشيخ مناع القطان، لأن مناع يحمل الجنسية السعودية.. طلبت الداخلية من الشيخ مناع إلغاء كفالته فأصبح وجوده [الشيخ سرور] في البلد غير نظامي، فطُلب منه المغادرة وذلك في منتصف السبعينيات الميلادية وتوجه للكويت.
كان هناك نشاط مشهور لجماعة التبليغ في جامع جنوب الرياض، يسمى "جامع زكيرينه"، والدولة كانت على علم بنشاطهم وتركتهم لأنهم ليس لهم أي تدخل بالسياسة.
الجماعة الوحيدة التي لم تحصل على موطئ قدم، وحوربت في وقت مبكر، هي حزب التحرير، وذلك لأن السياسة والانقلابات جزء أساسي في تلك الجماعة. وحسب تقارير وزارة الداخلية؛ لم ينتم للتحرير من السعوديين إلا 3 أشخاص أعرف أسمائهم، وتم استيعابهم ما عدا شخص واحد. ولا مصلحة من ذكر الأسماء.
(تنبيه: أنا هنا لا أتكلم عن الطوائف يعني الشيعة والاسماعيليين والصوفية بل أتكلم عن الجماعات الإسلامية التي لها تنظيمات أو نشاطات).
قبل أن نصل إلى الحديث عن جهيمان؛ أؤكد أن موقف الداخلية تجاه الجماعات كان تحاشي الصدام، وغض طرف، وبعض الأحيان كسب شخصيات من رموزها لصالح الدولة.
حركة جهيمان
في 1 محرم 1400، الموافق نوفمبر 1979؛ حصلت قصة جهيمان، وكانت صدمة عنيفة لوزارة الداخلية، التي فوجئت، بالكامل، بما حصل، رغم تتبعها ومراقبتها لجماعته. بدأت جماعة جهيمان، قبل حادث الحرم بسنوات، والعجيب أنه لم يكن لديها تنظيم، مثل التيارات الأخرى، وعملها [كان] مكشوفاً، وعلى مرأى ومسمع من الداخلية.. وكان الشخص العادي، فضلا عن المباحث، يستطيع ملاحظة تشكل هذه الجماعة، في تيار يختلف عن التيار الدارج، وفيها جرأة وتعالي على المشايخ وطلاب العلم.. وكان من أسباب تساهل الداخلية في تتبعها انشغال الداخلية بالمناطق الشيعية بعد نجاح ثورة الخميني، وانشغال الدولة كلها بدعم أمريكا في أفغانستان. فصار هذا الانشغال لصالح جهيمان، الذي رتب لعملية الحرم بسرية كان يمكن كسرها بسهولة لو أعطت الداخلية أهمية أكثر لجماعة جهيمان. وتبينت التفاصيل للداخلية، بعد التحقيق مع من بقي حيا منهم، وتبين أنها فضيحة لوزارة الداخلية بسبب السذاجة والبساطة التي نفذت فيها العملية.
المهم أن جهيمان أدخل السلاح للحرم، واحتل الحرم، وخير المصلين بين البقاء معه، ونصر دعوته، أو الانصراف، وأغلق الأبواب بعد أن أعطى المصلين فرصة. اعتصم جهيمان بالحرم فارتبكت الدولة كلها ارتباكا هائلا وتسبب الارتباك بمقتل الكثير. التفاصيل أوردها في وقت لاحق لكن يهمني في هذا السياق أمران:
الأول أن قصة الاستعانة بقوات النخبة الفرنسية قصة حقيقية، لكن للأمانة هذه القوات لم تدخل الحرم، وبقيت بين الطائف ومكة، ودربت المجموعة المقتحمة، وأشرفت بالتفصيل على عملية الاقتحام، وتوجيه عناصر الاقتحام. وتم ذلك بعد فشل القوات السعودية اسبوعين كاملين في تحقيق أي تقدم. وقد تكتمت الحكومة السعودية على الاستعانة بالفرنسيين إلى أن نشرت التفاصيل كاملة من نفس الضباط في كتب وصحف غربية.
جوهر الأمر، أن الاستعانة بقوات النخبة الفرنسية حقيقة قطعية لكن للأمانة لم يصلني من مصدر مؤكد أنهم دخلوا الحرم، أو قرب الحرم.
المعلومة الثانية؛ أن بن باز عرض على الدولة مناظرتهم [يقصد جماعة جهيمان] اقتداء بعلي بن أبي طالب مع الخوارج، فرفضت الدولة رفضاً باتاً خوفا من تأثر الناس بجدل جهيمان. وكان موقف الدولة متشددا إلى حد التضييق على الشيخ بن باز شكاً منهم أن له علاقة بجهيمان، وخوفا من أن يسمع الناس منه انتقاد رفض الدولة للمناظرة.. المهم أن نهاية الحادث كانت دموية فوضوية بامتياز ولم يحسمها إلا فريق النخبة الفرنسي الذي بدأ من الصفر بطريقة علمية وتخطيط ومعرفة وضع الخصم.. قضية الحرم فيها تفاصيل وفضائح كثيرة أتركها لوقت آخر لكن أكتفي بهذه التفاصيل الآن لأنها هي المتصلة بقضية نظرة الداخلية للجماعات الإسلامية.
بعد الفشل الذريع في كشف حادث الحرم، والفشل الذريع في التعامل معه؛ حصل من الداخلية تصرف حكيم وناجح عوضت به، بشكل كبير، خطأها في التعامل مع جهيمان. شنت الداخلية، بعد حادث الحرم، اعتقالات لبقية اتباع جهيمان، الذين لم يشتركوا في الحادث، لكن العجيب أنها لم تتضمن أيا من المنتمين للتيارات الأخرى.. الجماعة الوحيدة التي تضررت من اعتقالات جماعة جهيمان هي جماعة التبليغ، وكان هذا التصرف مضحكا لأن فكر التبليغ عكس فكر جهيمان تماماً.. لكن كل المنتمين للتيارات الأخرى التي ذكرتها قبل قليل لم يتعرضوا لأي اعتقال، وكانت الاعتقالات دقيقة ومحددة، لأن سجلات جماعة جهيمان كان جاهزة.. وكما ذكرت هذه هي المرة الأولى التي مارست فيها الدولة حكمة وانضباطاً في استهداف تيار محدد وتحاشي الدخول في صدام مع الآخرين.
بعد جهيمان؛ عاشت التيارات الصحوية (الإخوانية والسرورية) فترة ذهبية لأن الدولة كانت محتاجة لهم، واستمرت الداخلية ترصدها دون أن تتخذ أي إجراء، و سبب مغازلة الدولة هو منع الاستفزاز الذي صنعه جهيمان، ومواجهة الثورة الإيرانية وتداعياتها في [المنطقة] الشرقية، ودعم الجهاد الأفغاني الذي دعمته أمريكا. وفيما عدا حوادث متفرقة فردية ليس لها علاقة بالتنظيمات؛ لم تحصل أي اعتقالات لهذه التيارات ما بين حادث جهيمان ودخول العراق للكويت.
في هذه الفترة الذهبية؛ ظهرت الرموز الإسلامية الجديدة، التي بعضها منتمٍ، أو محسوب على تيار معين، وبعضها غير منتمٍ. وبدأت خريطة الداخلية ترتبك. سبب ارتباك الخريطة على الداخلية أن كثيرا من أتباع الرموز، مثل سلمان العودة، وسفر الحوالي، ليسوا منتمين لأي جماعة، فضاعت الطاسة على الداخلية، بل ضاعت الطاسة أكثر لأن بعض الرموز، مثل الشيخ عايض القرني، والشيخ سعيد بن مسفر، هم ذاتهم غير منتمين، ولهم أتباع منتمين لجماعات، فاضطربت الصورة، وازدادت إرباكا أن هذه الجماعات كثيرة لا تقل عن ست جماعات كبرى، وجماعات أخرى صغيرة، وبينها وبين المشايخ، والمؤسسات التعليمية، تداخل معقد جداً. وتبين أن من عناصر هذه الجماعات أساتذة ومعلمين ومهنيين وتجار وموظفين في الدولة، وعدد كبير من طلاب الجامعات والمدارس وتلاميذ المشايخ.. لم يكن من طريقة لفهم الصورة إلا بالاعتقال والتحقيق وهو ما تجنبته الداخلية لأنها لم ترغب فتح جبهة بلا مبرر، مع استحضار الأسباب الثلاثة السابقة. وعلى كل حال؛ كانت الداخلية، من خلال فهمها لطريقة تفكير هذه التيارات، قد استشرفت أنها لن تعمل ضد الدولة، وصدق توقعها كما سنرى ما حصل بعد سبتمبر.
اعتقال عائض القرني بعد اتهام وجهه له خالد الفيصل
وخلال هذه الفترة؛ رصدت الداخلية كل الرموز الصحوية، وخصصت ملفاً لكل منهم، لكن هذه الملفات لم تنفع كثيراً في توضيح خريطة التيارات الإسلامية. وكدليل على قوة الصحوة في نهاية الثمانينيات؛ اعتقل الشيخ عايض القرني بعد اتهام خالد الفيصل له بالاعتداء على طفل.. فماذا حصل؟
رصدت وزارة الداخلية غضباً عارماً بين الشباب المتدين تسبب بالتعجيل بإطلاق سراحه، بعد أن كانت خطة خالد الفيصل إبقائه مسجوناً، واستكمال اتهامه، ومن ضمن ما رصدته وزارة الداخلية، في نهاية الثمانينيات، الحملة التي شنتها هذه التيارات ضد الحداثة، وتوزيع ملايين الأشرطة والمنشورات عنهم، لكن الداخلية، رغم ذلك، لم تشعر بخطر لإدراكها أن الجميع لا يريدون الاقتراب من خط الاعتراض على الدولة نفسها، أو شرعيتها فبقيت تراقب عن كثب.
الأمر الذي لخبط الأوراق بالكامل هو قصة اجتياح الجيش العراقي للكويت واستدعاء القوات الغربية للمملكة حيث تلاحقت الأحداث بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: من احتلال الكويت إلى اعقتال سلمان العودة وسفره سنة 1994.
الثانية: أحداث سبتمبر.
الثالثة: ما بعد أحداث سبتمبر.
كيف ظهرت الجماعات الجهادية وكيف تعاملت الدولة معها، وكيف تغيرت علاقة الداخلية مع الجماعات السرية، وكيف ظهرت الجماعات الإصلاحية العلنية وتوسعت؟
(وصل مجتهد إلى هنا وكف الحديث عن الجماعات الجهادية وانتقل فوراً إلى الحديث عن الجماعة الشيعية، لكنه يعود إلى الجماعة الجهادية عقب كلام مقتضب عن الشيعة)
الجماعات الشيعية في المملكة
سؤال وردني عن الجماعات الشيعية، وموقف الداخلية منها، والإجابة في التغريدات التالية:
قبل استيلاء الخميني على الحكم؛ لم ترصد وزارة الداخلية عند الشيعة أي معارضة لا سلمية ولا عنيفة، وكانت اعتراضاتهم تتم بمراسلات خاصة مع الدولة. بعد استيلاء الخميني؛ رصدت الداخلية، في الثمانينيات الميلادية، تحركات الشيعة على 3 طرق: مظاهرات، وتخطيط لأعمال عنف، وإصدار مجلة الثورة الإسلامية. وفي تلك المرحلة لم تكن إيران بتلك القوة، ولم توجد وسائل اتصالات تبين القمع، فتمكنت الداخلية من قمع التحركات بسهولة واعتقال المفجرين والمخططين، واكتشفت الداخلية من التحقيقات أن هدف الشيعة، وقتها، هو تحقيق أمنية الخميني بتصدير الثورة، بمعنى أن تكون الثورة شاملة، وليس مطالب للطائفة، ونجحت الداخلية بجدارة في احتواء الوضع، وتحجيم دور المعارضة الشيعية، ولذلك قرر الشيعة في نهاية الثمانينيات تعديل الخطة بالكامل على الشكل التالي:
1-أن يكون الهدف تحقيق مطالب للطائفة فقط.
2- أن يكون العمل إعلامي محرج للنظام.
3- أن يكون في الخارج.
توقفت المظاهرات، وأعمال العنف، وهاجر عدد منهم إلى لندن لإصدار مجلة الجزيرة العربية، والتي كانت تصدر بطريقة مهنية فيها الكثير مما يحرج الدولة، وكسب الشيعة الجولة، لأن الدولة لم تتمكن من إيقافها، ولأنها تحاشت لبوس الطائفية، واهتمت بقضايا وطنية، لكن الداخلية، والاستخبارات، تعلم الحقيقة. ووافق الملك فهد على التفاوض معهم في لندن، وتمكن الشيعة من انتزاع تنازلات لأجل الطائفة، مقابل إيقاف صحيفة الجزيرة العربية سنة 1993. بعد هذا التفاهم تغيرت العلاقة بين الدولة والشيعة بالكامل لأن وضع إيران نفسه تغير، وأترك التفاصيل لوقت آخر لأني أجيب على الأسئلة فقط.
عودة إلى الجماعات الجهادية
(تنويه: الأسئلة التالية وردت في سياق تغريدات مجتهد من قبل متابعيه)
سؤال: لماذا منعت جماعة التبليغ بعد جهيمان؟
جواب: السبب أن نشاط جماعة التبليغ علني فيه تجمعات ونشاطات في المساجد، فخافت وزارة الداخلية أن يدعي غيرهم أنه مثلهم وهو في الحقيقة صاحب خطة ضد الدولة.
سؤال من عدة أجزاء: الجزء الأول: إذا قلنا إن جذور الجماعات والتيارات الإسلامية عندنا كانت هي الإخوان.. لماذا لم تصبح قوية؟
جواب: ما يسمى بالإخوان والسروريين لهم انتشار والدولة على علم لكنها احتوتهم بخباثة واستفادت منهم ضد التيارات الجهادية كما سأبين بالتفصيل لاحقا.
سؤال: ما هي أسماء هذه الجماعات؟
جواب: الصورة ملخبطة عند الداخلية وهناك أسماء لا أحب ذكرها لأن الجماعات تسمى بأسماء الذين انشؤوها وأخشى من سوء الظن بي.
سؤال: سلمان العودة والقرني ما هي توجهاتهم سابقاً؟
جواب: العودة تعرف الداخلية أنه كان مع السروريين لكنه تركهم، وحالياً مختلف معهم حتى في الفكر. عايض القرني تعرف الداخلية أن ليس له فكر، ولا انتماء، لكن عوض القرني هو الذي يعتبر عند الداخلية محسوبا على الإخوان مع أن الداخلية نجحت في احتوائه.
سؤال: أتباع العودة هم الذين حرقوا محلات الفيديو منهم الدخيل؟
جواب: معلومة خاطئة بالكامل. وإليك التفاصيل: هذه المجموعة صغيرة تكونت وانقرضت منهم بن بجاد والزايدي والنقيدان وأظن الدخيل تنطعوا في الدين ثم تطرفوا ضد التدين وأصبح بعضهم قريب من الإلحاد.
سؤال: الشيخ سفر الحوالي من أي تيار، وهل أصابه مرض أو بفعل فاعل؟
جواب: الشيخ محسوب على السروريين، سأتكلم عن قصته لكن بخصوص المرض حقيقي وليس بفعل فاعل.
سؤال: هل ستتحدث عن الشيعة، وخلفيات المعارضة الشيعية؟
جواب: نعم لكن بعد.
سؤال: ما هو مصير خالد التويجري بعد عبد الله؟
جواب: السؤال الأهم ما مصير آل سعود بعد عبد الله، لأن نايف شعبيته صفر لحين الانتهاء من الجماعات السنية الأساسية.
سؤال: لِمَ تتحدث عن الجماعات الجهادية؟
جواب: لم تتشكل هذه الجماعات في تيار ضد للدولة إلا بعد 1990، سأتكلم عنها لاحقا وكيف تطورت مواجهتها للدولة.
في جلسة قادمة سأتحدث عما يسمى بالجامية أو المدخلية وكيف نشؤوا وتكاثروا ودعمتهم الدولة ثم انكمشوا بعد أن تفاهمت الدولة مع السروريين والإخوان، وسأتحدث عن ملابسات اعتقال سفر وسلمان سنة 1994ومواجهة الدولة مع التيار السروري والإخوان لفترة مؤقتة ثم إطلاق سراحهم والتفاهم معهم، وأتكلم عن تداخل هذه المواجهة مع نشاطات التيارات الإصلاحية في التسعينيات التي أربكت الداخلية جدا وزادت غموض الصورة، وأتكلم عن ظهور التيار الجهادي ومساهمته في زيادة تداخل وغموض الصورة وكيف نجحت الداخلية في النهاية في عزله عن التيارات الأخرى بجدارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.