نبيل سبيع : يبدو أن الأخبار السارة ستستمر في التوالي على أسر المخفيين قسريا في اليمن والمهتمين بهذه القضية الإنسانية والوطنية النبيلة وفي مقدمتهم فريق حملة "الجدران تتذكر وجوههم". وهذا بحد ذاته يمثل لنا جميعا خبرا سارا للغاية. فبعد نجاح حملة رسم وجوه المخفيين قسريا على عدد من جدران العاصمة صنعاء في تدويل قضية المخفيين إعلاميا عبر تحويلها إلى محط إهتمام كبريات وكالات الأنباء والشبكات التلفزيونية والصحافة العالمية خلال الأسابيع السبعة الماضية من عمرها، يبدو أن الحملة التي تدخل أسبوعها الثامن غدا الخميس نجحت في تحويل قضية المخفيين القسريين إلى محل إهتمام المنظمات الدولية المهتمة بالسلام وقضايا حقوق الإنسان. عدة منظمات دولية ستشارك في فعالية غد الخميس الموافق 1 نوفمبر 2012، حيث سيقوم فريق حملة "الجدران تتذكر وجوههم" برسم 33 جدارية لوجوه 33 مخفي قسريا على جدار المعهد الصحي الكائن في شارع الزراعة بالقرب من مستشفى الكويت إبتداء من الثامنة صباحا وحتى بعد ظهيرة اليوم نفسه. وستتم الفعالية بحضور ما لا يقل عن أربع منظمات دولية معنية بالسلام وحقوق الإنسان منها: منظمة "سيف ذا تشيلدرن"، "أوكسفام" و"الإغاثة الإسلامية البريطانية" ومنظمات أخرى. مشاركة هذه المنظمات الدولية في فعالية "الجدران تتذكر وجوههم" يأتي أيضا بعد أن أعلنت المفوضية السامية لحقوق الإنسان موقفا واضحا من قضية المخفيين قسريا قبل أقل من أسبوعين. فقد طالب رئيس المفوضية في صنعاء الحكومة اليمنية بالمصادقة على الاتفاقية الخاصة بالعهد الدولي لحماية المخفيين قسريا الصادر من قبل الأممالمتحدة. وأكد رئيس مكتب المفوضية، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة بإسم الجيش اليمني ونشرتها يوم الخميس الموافق 18 أكتوبر، أن قضية المخفيين قسرياً في اليمن قضية لابد من التعامل معها، في ظل الحديث عن قانون العدالة الانتقالية، وأن قضية المختفين قسرياً من القضايا التي يجب أن يشملها أي برنامج للعدالة الانتقالية. وقال: "نطالب اليمن بالمصادقة على العهد الدولي بالمخفيين قسرياً الذي صدر قبل حوالي 10 سنوات من الأممالمتحدة". وأضاف:"اليمن لم تصادق على هذا العهد حتى الآن، وهناك مطالب من أهالي المفقودين ومن منظمات المجتمع المدني بان تلتحق اليمن بهذا، كون لديها العديد من هذه القضايا سواء كانت تتعلق بالتعذيب أو الإخفاء القسري". وقال عبد السلام أحمد:" هذه القضايا لا تسقط بالتقادم، وهي من مسؤولية السلطات، ويجب عليها أن تنظر فيها، طالما هناك حديث عن العدالة الانتقالية" وأضاف:"اعتقد أن الفرصة مواتية لإثارة جميع هذه القضايا". وأكد مسئول مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة، أن اليمن من الدول العربية الموقعة على معظم المعاهدات الخاصة بحقوق الإنسان، باستثناء المعاهدة الخاصة بالاختفاء القسري أو اتفاقية روما نظام روما الأساسي. وقال:"اليمن وقعت على معظم المعاهدات، وهي موقعة طبعاً على الصعيد النظري، لكن على الصعيد العملي ينقصها الكثير، منها مواءمة القوانين الوطنية حتى تنسجم مع المعاهدات الدولية لأنه في العرف القانوني الالتزام الدولي يأتي فوق القانون المحلي". وتضمنت مقابلة الصحيفة مع رئيس مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان العديد من النقاط الهامة التي يمكنكم الإطلاع عليها كاملة في نص المقابلة المنشور في موقع الصحيفة. وكنت قد نشرت في صفحتي هذه منذ أيام رابط خبر نشره الزميل الصحفي محمد الحكيمي في مدونته عن هذه المقابلة. حملة "الجدران تتذكر وجوههم" أعلنت عن فعالية الغد، والدعوة عامة لجميع المهتمين من الإعلاميين والناشطين الحقوقيين بالطبع. لنلتق غدا هناك. ---------------- * المصدر : حائط نبيل سبيع في الفيسبوك * الصورة المرفقة إحدى صور وكالة "أسوشيتد برس" التي التقطت أثناء عبور أحد المارة جوار إحدى جداريات جسر مذبح في فعالية الخميس 4 أكتوبر.