دخل عشرات المتظاهرين من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية والحركات الاحتجاجية والقوى الثورية المصرية، أمس، في اعتصام مفتوح بميدان التحرير، اعتراضاً على الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره الرئيس محمد مرسي الأسبوع الماضي . وقام متظاهرو القوى السياسية والثورية بنصب عشرات الخيام في كافة أرجاء الميدان، حيث قام أنصار أحزاب الوفد والتجمع والكرامة والمصريين الأحرار والدستور والمصري الديمقراطي الاجتماعي، وعدد من الأحزاب الأخرى، بنصب خيامهم في وسط الميدان وبساحة مسجد عمر مكرم . وعلق المعتصمون العديد من اللافتات بالميدان، التي تطالب بحل الجمعية التأسيسية للدستور واسقاط الإعلان الدستوري الجديد، وتطهير وزارة الداخلية وإقالة حكومة هشام قنديل . وعاود الباعة الجائلون في الميدان نشاطهم بكل أرجائه، بعد أن كانت قوات الأمن قد قامت بطردهم تماماً، قبل بدء اشتباكات ذكرى محمد محمود . وأغلق المعتصمون كافة مداخل ومخارج الميدان في وجه المارة والسيارات، وذلك لتأمين مقر الاعتصام، ومنع اندساس البلطجية والمجهولين وسط المعتصمين، كما قاموا بتحويل حركة السيارات من أمام المتحف المصري إلى شارع قصر النيل، وأمام الجامعة العربية إلى كورنيش النيل، وكذلك من شارع قصر العيني إلى منطقة غاردن سيتي، ووضعوا المتاريس والحواجز الحديدية على مداخل الشوارع المؤدية للتحرير لمنع دخول السيارات، كما نظموا لجاناً شعبية لتنظيف الميدان من المخلفات . ومن ناحية أخرى تصاعدت حدة الاشتباكات أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي، التي اعتلت مبنى المدرسة الفرنسية “ليسيه الحرية”، وقامت بإلقاء وابل من القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، الذين جددوا إشعال النيران بالمدرسة وبالمبنى الإداري للجامعة الأمريكية، كما تبادل الطرفان إلقاء الحجارة واستخدم المتظاهرون قنابل المولوتوف لمواجهة عناصر الأمن . من جانبه، قال أحد أطباء المستشفى الميداني، الذي أقامه المتظاهرون على مدخل شارع طلعت حرب، أحمد شاهين، إن عدد المصابين في الاشتباكات منذ أمس الأول وحتى أمس بلغ ما يقرب من “500 مصاب بينهم 100 مصاب بجروح قطعية وكدمات بالجسم، و400 حالة اختناق ناتجة عن الغازات المسيلة للدموع، التي تستخدمها قوات الأمن، في مواجهة المتظاهرين في الاشتباكات” . إلى ذلك، شهدت مباني مجالس الشعب والشورى والوزراء تشديدات أمنية مكثفة من قبل قوات الأمن، التي تواجدت بكثافة في محيطهم . كما تواجدت أكثر من 25 سيارة تابعة لقوات الأمن المركزي وعدد من سيارات الإسعاف والمطافئ، وذلك تحسباً لاندلاع اشتباكات في المكان . ولليوم السادس، على التوالي، منذ اندلاع الأحداث في محيط التحرير أغلق أصحاب المحال التجارية بشارع محمد محمود والشوارع المحيطة بوزارة الداخلية محالهم، خوفاً من أن تطول الأحداث والاشتباكات بضائعهم وإلحاق الضرر بهم . دار الخليج