أقال "هادي" محافظ عدن، اللواء عيدروس الزُبيدي، الموالي ل"الامارات" و عينه سفيرا بوزارة الخارجية. و عين "هادي" الشيخ عبد العزيز المفلحي، محافظا ل"عدن" خلفا للزبيدي. جاء ذلك بعد اجبار القوات الاماراتية القيادي السلفي الموالي ل"هادي" مهران القباطي على العودة إلى الرياض، بعد اعتقاله ظهر الخميس 27 ابريل/نيسان 2017، في مطار عدن الدولي بتوجيهات من قيادة القوات الاماراتية ب"عدن"، بعد أن وصل إلى المطار قادما من السعودية على متن رحلة مدنية قدمت عبر مطار القاهرة. و أصدر هادي مساء الخميس، قرارات بتعديل حكومي في حكومته، قضت بتعيين كل من: معين عبد الملك وزيرا للأشغال و محمد محسن عسكر وزيرا لحقوق الانسان و ابتهاج الكمال وزيرا للشئون الاجتماعية و القاضي جمال عمر وزيرا للعدل و سمير شيبان نائبا لوزير حقوق الانسان. و عين هادي خمسة من القيادات في تجمع الاصلاح و موالية لنائبه علي محسن، أعضاء في مجلس الشورى، و هم: عبد الله علي عليوه، مرشد العرشاني، الخضر محمد السعيدي، وحيد علي رشيد، محمد علي باشماخ. تزامن اعتقال القباطي الذي يشغل قائدا للواء الرابع حماية رئاسية مع اقالة الزُبيدي، ينظر لها من باب أن اعتقال القباطي كان ضغطا من قبل الاماراتيين للتراجع عن قرار اقالة الزبيدي. كما ان تعيين عبد العزيز الفلحي، محافظا ل"عدن" بدلا عن الزُبيدي، يقرأ في سياق أن هادي بدأ بالتوجه نحو توطيد سلطاته في عدن، التي كانت تخضع سلطتها المحلية للامارات. يعرف المفلحي و هو الشخصية الاجتماعية المعروفة بقربه من هادي و الرياض، و بالتالي فإن تعيينه مؤشر على أن هادي اقال الزُبيدي المحسوب على الامارات بضوء أخضر سعودي، في اطار صراع الاجندات الاماراتية السعودية في اليمن، و الذي يتم عبر أدوات محلية من المعسكر اليمني الموالي للتحالف السعودي. وسائل اعلامية موالية ل"هادي" و تجمع الاصلاح، تتحدث أيضا عن اقالة القيادي السلفي المحسوب على الامارات، وزير الدولة، هاني بن بريك، و احالته إلى التحقيق، غير أن وكالة "سبأ" الرسمية التي تديرها حكومة هادي، لم تنشر خبر اقالة "ابن بريك"، غير ان قناة "اليمن" الرسمية اعلنت عن اقلة "ابن بريك" و احالته إلى التحقيق. و هاجم "ابن بريك" مؤخرا السلطات السعودية و حكومة هادي، و هو ما قد يكون سببا في اقالته و احالته إلى التحقيق. و "ابن بريك" يدير تشكيلات سلفية مسلحة موالية للامارات، ابرزها الحزام الأمني. هادي استهدف بقراراته أذرع الامارات في عدن، في اطار الصراع الذي ظل خفيا بين هادي و الفصيل الموالي للامارات، المغلف للصراع الاماراتي السعودي. اقالة الزُبيدي و "ابن بريك" لا يعني ان عدن باتت تحت سيطرة هادي، و انما دفع الصراع باتجاه مرحلة الصدام المسلح بين الفصلين المواليين للامارات و السعودية، فالامارات التي لم تقبل دخول القباطي إلى عدن، لا يمكنها ان تسمح بتمكين هادي من بسط سلطاته. و مع كل ذلك يرى أخرون أن الحديث عن اعتقال القباطي من قبل القوات الاماراتية لم يكن إلا مسرحية لاخراج الاتفاق الاماراتي – السعودي بشأن النفوذ في عدن. و يشكك بعض أصحاب هذا الرأي بعدم وجود اعتقال للقباطي في مطار عدن، و أن ما تم تداوله فقط مجرد تخدير للفصيل الموالي للامارات. و اعتبروا أن ما نقله موقع "ارم نيوز" الاماراتي قبل أيام عن دمج قوات الحزام الأمني الموالية للامارات بقوات الحماية الرئاسية، هي جزء من الاتفاق الاماراتي السعودي على النفوذ في عدن. مشيرين إلى أن قوات الحزام الأمني لم تنف خبر دمجها بألوية الحماية الرئاسية. الاحتمالان واردان، غير أن الاحتمال الأول هو الأكثر ترجيحا، و كلا الاحتمالين سيكون لهما انعكاسات على معركة الساحل الغربي، و التي ستتعرض لانتكاسة في حال تم اقصاء الامارات من عدن، في حين ستعطى لها دفعة أقوى في حال وجود اتفاق سعودي اماراتي في عدن. الأيام قادمة ستكشف عن حقيقة ما يدور و ردود الفعل تجاه قرارات مساء الخميس ستكشف مزيدا من الغموض.