سعى مئات من المنتمين لقوى وتيارات مدنية مصرية أمس لفك الحصار الذي يفرضه أنصار الإخوان عن مبنى المحكمة الدستورية العليا، ما ينذر بمواجهة جديدة بين المتظاهرين والمليشيات الإخوانية مثلما حصل أمام قصر الاتحادية. وحاولت عناصر من قوات الأمن فك الحصار عن المحكمة أمس فهاجمها المحاصرون ما اضطرها إلى التراجع. ويفرض مئات من مناصري الإخوان "بينهم سلفيون" حصاراً على مبنى المحكمة الدستورية العُليا منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، خشية إصدار حكم ببطلان قانون انتخابات مجلس الشورى، وبطلان تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور التي أعدت مشروع الدستور الجديد الذي جرت المرحلة الأولى من الاستفتاء عليه السبت الماضي. ويقول مراقبون إن مخاوف حقيقية تسيطر على قوى المجتمع المدني من أن تحدث مواجهات جديدة يكون ضحاياها من أنصار القوى المدنية التي تسعى لدفع مرسي إلى التراجع عن قراراته باعتماد التحرك السلمي، يأتي هذا في ظل ما كشفته قضية اعتقال الحارس الشخصي لخيرت الشاطر، نائب المرشد، من رهان إخواني على المليشيات لفرض الأمر الواقع على المصريين. وقرَّرت السلطات القضائية بالقاهرة أمس تجديد حبس الحارس الخاص لخيرت الشاطر، واسمه خليل أسامة محمد العقيد "24عاما"، لمدة 15 يوماً احتياطياً بتهمة حيازة سلاح ناري من دون ترخيص. وأعادت القضية والتفاصيل التي تم الكشف عنها، ملف مليشيات الإخوان إلى الواجهة، وعلاقة الشاطر شخصيا بها خاصة بعد الهجمات العنيفة التي قادها الإخوان على معتصمي قصر الاتحادية منذ أسبوعين. وقالت تقارير إن رجال المباحث حجزوا لديه خطيْ موبايل مخزنة فيهما صور شخصية له داخل الانفاق بين مصر وغزة وأخرى وهو ملثم يتلقى تدريبات مع أفراد ملثمين على شاكلة ما يظهر به المنتمون إلى كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس. وهذه التسريبات دفعت محللين إلى ترشيح مشاركة الحارس في تدريبات لحماس حتى يمتلك الخبرة الكافية التي تمكنه من حماية الشخصية الأبرز في تنظيم الإخوان، خيرت الشاطر الذي يصفه مقربون ب"الجنرال خيرت". وتأتي قضية الحارس الشخصي لنائب مرشد الإخوان لتطرح من جديد ملف المليشيات الإخوانية المدربة بشكل جيد، والتي هاجمت معتصمي المعارضة قرب قصر الاتحادية الذين كانوا يطالبون مرسي بالتراجع عن الإعلان الدستوري، وعن الدعوة إلى الاستفتاء. وبعد هجوم الإخوان على محيط قصر الاتحادية الذي خلف 8 قتلى وعددا كبيرا من الجرحى، طالبت جبهة الإنقاذ التي تضم أبرز قوى المعارضة بحل هذه المليشيات دون تردد. وظهر الحديث عن مليشيات الإخوان في مناسبات سابقة كان أبرزها ما اصطلح على تسميته إعلاميا بمليشيات الأزهر التي حوكم في قضيتها خيرت الشاطر، وبسببها تم رفض ترشحه للانتخابات الرئاسية الأخيرة ليخلفه محمد مرسي. وعرضت وسائل إعلام مصرية في ديسمبر/كانون الأول 2006 لقطات لطلاب من جامعة الأزهر ينتمون إلى جماعة الإخوان يرتدون أزياء سوداء وأقنعة كتب عليها "صامدون" و"عائدون" أثناء اعتصامهم أمام مكتب رئيس الجامعة احتجاجا على فصل بعض زملائهم. ولم يقف الحديث عن هذه المليشيات عند حدود التوقعات السياسية، أو التسريبات الأمنية لنظام مبارك، بل اعترف بوجودها قياديون منشقون عن جماعة الإخوان، كان أبرزهم ثروت الخرباوي الذي قال إن الجماعة تطلق عليها تسمية "النظام الخاص"، وأنه يجري التكتم على طرق تكوينها وتمويلها وإدارتها. وأشار الخرباوي إلى تصريح لمرشد الإخوان سنة 2006 مهدي عاطف أكد فيه خلال مؤتمر صحفي وهو يتحدث عن الحرب التي جرت بين حزب الله وإسرائيل "إن جماعة الإخوان لديها 10 آلاف شاب يستطيعون القتال إلى جانب إخوانهم اللبنانيين". العرب اونلاين