تصاعدت, امس, الازمة السياسية في البلاد, وداخل المؤتمر الشعبي العام, اذ اعلن الرئيس السابق, رئيس المؤتمر, علي عبدالله صالح, انه (قرار تأجيل سفره لإجراء عمليات جراحية ومواصلة الفحص والعلاج, حتى ما بعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني), والذي قال انه (سيرأس هيئة ممثلي المؤتمر الشعبي العام لمؤتمر الحوار). ونقلت وكالة (خبر), امس, عن مكتب علي عبدالله صالح قوله: (سيرأس صاحب الفخامة الاخ المشير عبد ربه منصور هادي, رئيس الجمهورية المؤتمر, مؤتمر الحوار الوطني, كرئيس للجمهورية, ولابد ان يراس هيئة مندوبي كل حزب, المسؤول الاول في الحزب, حتى يكون هناك قدرة على اتخاذ القرار لمعالجة ما قد يظهر من تباين في الآراء, بين الاحزاب اثناء جلسات النقاش). وجاء إعلان صالح رداً على أخبار قالت إن أحزاب اللقاء المشترك أبلغت الرئيس هادي أن مؤتمر الحوار الوطني لا يُمكن أن يتم وصالح في اليمن, وبقيه ألوية الحرس الجمهوري مازالت تحت سيطرة نجله احمد. ويرفض الرئيس السابق جهودا وضغوطا, تمارس عليه منذ أشهر, لإجباره على ترك رئاسة حزب المؤتمر, واعتبر إعلانه أمس عزمه ترأس هيئة ممثليه إلى مؤتمر الحوار بمثابة تصعيد للتخفيف من تجريد نجله من بقية قوة الحرس الجمهوري. واعتبر مصدر في احزاب اللقاء المشترك اعلان صالح مشاركته في مؤتمر الحوار مجرد (مناكفة سياسية), مؤكدا رفض (المشترك) لمشاركة الرئيس السابق في المؤتمر. ومساء امس؛ قال المصدر ل(الشارع) مفضلاً عدم ذكر اسمه حتى يتسنى للمشترك اتخاذ موقف رسمي: (اذا كانت مشاركة صالح جادة في مؤتمر الحوار فستثير مشاكل كثيرة, وستجعلنا نراجع امور كثيرة, لكن يبدو هذا غير صحيح, وهو نوع استطلاع لرأي موقف الناس). واضاف المصدر: (اذا ارادوا مشاركة صالح فليعملوا لهم مؤتمر حوار وحدهم). وذكرت وكالة (نبأ),ان اللجنة العامة لحزب المؤتمر (تستكمل اعداد قائمة الذين سيمثلون المؤتمر الشعبي للمؤتمر المنتظر اعلان موعده من طرف رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي). وارتفعت حدة الازمة بعد القرارات التي اصدرها الرئيس هادي, مساء الاربعاء الماضي, والغي فيها الفرقة الاولى مدرع والحرس الجمهوري والوية الصواريخ, اضافة الى الوية اخرى. ومساء الاحد الماضي؛ وصلت قوات اللواء الثالث مشاة جبلي حرس جمهوري الى المنطقة العسكرية الوسطى في محافظة مارب, بعد انتقالها اليها في اطار دمج القوات المسلحة واعادة هيكلتها. وكان اللواء الثالث مشاة جبلي يتمركز في جبل الصمع بمحافظة صنعاء, وتحت قيادة نجل صالح (خالد), وتم اقالته من قبل رئيس الجمهورية الاسبوع الماضي. على صعيد متصل؛ لم تصدر, حتى أمس, بقية القرارات العسكرية الخاصة بتوحيد الجيش؛ لان اللواء علي محسن الأحمر لم يقرر بعد الموقع العسكري الجديد الذي يريد تعيينه فيه؛ إذ عرض عليه الرئيس هادي, بعد جلسة ساخنة وقعت فيها مشادات, الثلاثاء الماضي, في منزل هادي, 3مواقع لاختيار واحد منها سيتم تعيينه فيه: نائب رئيس هيئة الأركان, أو قائد المنطقة الشمالية العسكرية, أو قائد المنطقة الغربية العسكرية. وكانت مصادر متطابقة أكدت للصحيفة إن علي محسن مازال غاضباً, وغير موافق على قرارات توحيد الجيش التي أصدرها هادي مساء الثلاثاء الماضي, وتم فيها إلغاء الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري, وإعادة تقسيم المنطقة الشمالية الغربية,التي يقودها, إلى منطقتين عسكريتين. وكان مصدر مقرب من الرئيس السابق قال ل (الشارع) الأحد الماضي, أن عبدالوهاب الأنسي, أمين عام التجمع اليمني للإصلاح, ابلغ, أمس رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, بأنه لا يمكن إن يتم مؤتمر الحوار الوطني وعلي عبدالله صالح موجود في اليمن. وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن (الرئيس هادي يقول انه لن يُعين احمد علي عبدالله صالح في إي موقع عسكري جديد إلا إذا خرج والده من اليمن). غيرا ن مصدراً رفيعا نفى صحة ذلك. وفيما لم يقدم المصدر أي تفاصيل أخرى؛ أفاد بان الصراع ارتفع إلى المؤتمر الحوار, الذي تجري محالات لأبعاد الرئيس السابق من رئاسته. وبشان صحة علي عبدالله صالح؛ قال, الأحد, مصدر مطلع أن العميد احمد علي عبدالله صالح مازال في العاصمة الايطالية روما, يتولى الترتيب لزيارة علاجية مرتقبة لوالده إلى ايطاليا. وأوضح المصدر أن الرئيس السابق يحتاج السفر إلى الخارج لاستكمال العلاج, مشيراً إلى انه يحتاج إجراء فحوصات عده, وإجراء عملية لإحدى أذنيه, وأخرى لاستخراج سيخ حديدي من إحدى قدميه. وأفاد المصدر أن علي عبدالله صالح فقد السمع بشكل كبير في إحدى أذنيه, ويعاني من تدهور في السمع في الإذن الأخرى, التي يحتاج إجراء عملية لها في الخارج. وكان صالح تعرض لإصابات عدة في الانفجار الذي استهدفه, وعددا من رجال دولته, في ال 3 من يونيو 2011م, وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة عدد اكبر بينهم قيادات في سلطة صالح. وأوضح المصدر إن احمد علي عبدالله صالح توجه, قبل أكثر من أسبوع, إلى العاصمة الايطالية للتأكد من الترتيبات التي أجرتها الحكومة الايطالية لاستقبال والده, وعما إذا كانت تلك الترتيبات جادة, وليس في الزيادة أي مخاطر على والده. على صعيد أخر؛ غادر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن, جمال بن عمر, أمس صنعاء, متوجها إلى نيويورك لإجراء مشاورات مابين دول أعضاء في مجلس الأمن حول أخر التطورات في اليمن وكيفية مساندة المجتمع الدولي لليمن على أبواب الدخول في مؤتمر الحوار الوطني. وأضاف بن عمر: (المجتمع الدولي يقف إلى جانب اليمن ويشيد بجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يحظى بدعم دولي كامل في قراراته وجهوده الرامية إلى قيادة مسيرة التغيير وإدارة المرحلة الانتقالية في إطار المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية). ووفقا لوكالة الأنباء الحكومية (سبأ)؛ فقد حث المبعوث الأممي جميع الفرقاء السياسيين بتركيز في الوقت الحالي على تقديم البرامج والرؤى المستقبلية لليمن والاستفادة من مؤتمر الحوار الوطني الذي يعد فرصة تاريخية لحل عدد من القضايا الهامة جدا ذات الطابع الوطني.. مطالبا جميع للإطراف اليمنية تفادي أي أعمال يمكن أن تعيق الحوار الوطني وتقدم العملية السياسية في اليمن. وأكد بن عمر أهمية تعاون جميع الإطراف السياسية من اجل تثبيت قرارات الرئيس المتعلقة بإعادة هيكلة القوات المسلحة التي جاءت تنفيذاً لما ورد في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وحظيت بتأييد شعبي ودولي كبير, واستكمال ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية لإنجاحها.