أكد تقرير أعده خبراء عسكريون روس أن طائرة الانتينوف (طراز إم 26) سقطت في العاصمة صنعاء, صباح 21 نوفمبر2012م, بسبب تعرضها لإطلاق نار من معدل مضاد للطائرات. وقال ل "الشارع" مصدر عسكري رفيع إن التقرير وصل, أمس الأول الجمعة, إلى رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, قادماً من روسيا, بعد أن انتهى من إعداده الخبراء العسكريون الروس, الذين زاروا صنعاء بعد حادث سقوط الطائرة, بناء على طلب من وزارة الدفاع اليمنية, للتحقيق في الأمر, واجروا عملية التحقيق الميدانية في مكان سقوط الطائرة, في منطقة "الحصبة", ثم اخذوا معهم الصندوق الأسود الخاص بها لاستكمال التحقيق في روسيا. وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن التقرير أكد أن طائرة الانتينوف الخاصة بالشحن, روسية الصنع, تعرضت لإطلاق نار من معدل مضاد للطائرات أدى إلى إيقاف احد محركيها, ثم سقوطها ومقتل قائدها وتسعة ضباط آخرين. وقال المصدر: (أكد التقرير أن الطائرة أصيبت برصاصتين أصابتا احد محركيها, وأدتا إلى فصل الخطوط التي تربط المحركين بقمرة قيادة الطائرة, وهو الأمر الذي جعل قائدها يفقد السيطرة عليها). وأضاف: (كان بإمكان قائد الطائرة إطفاء المحرك الذي أصيب ومواصلة الطيران بمحرك واحد حتى هبوطه؛ غير أنه لم يتمكن من ذلك بسبب انقطاع تلك الخطوط التي تربط محركي الطائرة بكبينة القيادة). وتابع: (المعلومات الاستخباراتية اليمنية ترجح تعرض الطائرة لإطلاق الرصاص فوق منطقة صوفان, الواقعة في الحصبة, بعد إقلاع الطائرة من قاعدة الديلمي الجوية الملاصقة لمطار صنعاء). وأفاد المصدر بأن تقرير الخبراء الروس مازال لدى الرئيس هادي. وفي اليوم الثاني من حادثة السقوط, قال قائد القوات الجوية- قائد الدفاع الجوي, اللواء الركن راشد الجند, إنه تم استدعاء فريق خبراء روس للمشاركة في التحقيق في حادثة سقوط الطائرة, وتحليل بيانات الصندوق الأسود للطائرة, لمعرفة سبب سقوطها. وتزامن ذلك مع الإعلان عن انتشال الصندوق الأسود من بين حطام الطائرة. وشارك الخبراء الروس في فحص حطام الطائرة, ونقلوا الصندوق الأسود إلى روسيا لتحليل بياناته استكمالا للتحقيق. وبعد ساعات من سقوط الطائرة, نقل موقع (26 سبتمبر)الناطق باسم وزارة الدفاع, عن مصدر عسكري قوله إن الطائرة سقطت بسبب (عطل فني). وتناقلت وسائل الإعلام خبر سقوط الطائرة باعتباره (عطل فني) رغم أنها شوهدت والدخان يتصاعد منها في سماء العاصمة صنعاء قبل سقوطها شمال العاصمة, في سوق القات المهجور الواقع أمام وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) خلف منزل الشيخ عبدالله بن حسين (الأحمر)؛ على بعد نحو 15كم من مطار العاصمة. وسجل سقوط الطائرة في سوق القات المهجور كنوع من البطولة الإنسانية الكبيرة لقائدها العقيد علي صالح عبيد الخواجة, الذي تجنب وقوعها في منطقة سكنية, وهو الأمر الذي كان سيتسبب بكارثة أوسع. وأدى سقوط الطائرة إلى وقوع نحو 3 انفجارات أدت إلى احتراق الطائرة بالكامل وتفحم جثث العسكريين الذين كانوا عليها. وامتلأت السماء بدخان اسود كثيف في الوقت الذي هرعت فيه فرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف إلى المكان حيث تجمع عشرات المارة. وأقلعت طائرة الانتينوف في مهمة تدريبه وكان على متنها سبعة ضباط تخرجوا حديثاً, وثلاثة من أفراد الطاقم. وشوهدت الطائرة الانتينوف وهي تحلق بعلو منخفض في الجزء الشمالي من العاصمة ثم سقوطها بشكل مفاجئ. ويومها, أكد شهود عيان في المنطقة أنهم سمعوا ((صوت إطلاق نار قبل لحظات من سقوط الطائرة التي احترقت بشكل كامل وتناثرت أجزاؤها)). واكد اكثر من شاهد عيان, إن الطائرة وهي تحلق بشكل غير متوازن على مسافة قريبة فوق منطقة (شملان) في الضاحية الشمالية من العاصمة, وقد فتحت عجلاتها بينما كان الدخان الكثيف يتصاعد من محركها, ثم شوهدت وهي تفقد السيطرة في الجو قبل سقوطها. وقال شهود عيان إن الطائرة شوهدت في الجو وعليها السنة لهب كثيفة في محرك الجهة اليمنى وان أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد في المنطقة وبشكل كثيف. وأدى الحادث إلى حالة من الرعب بين سكان المنطقة القريبة من الحادث, واحترقت الطائرة فيما تفحمت جثث القتلى وتطايرت أجزاء منها. وفي اليوم الثاني لسقوط الطائرة, نقلت صحيفة "الشارع" عن مصدر عسكري قوله إن طائرة الانتينوف ((سقطت بسبب تعرضها لإطلاق نار من قبل مجهولين, ما أدى إلى إصابة محركها, واشتعال النيران فيه, ثم توقفه ما أدى إلى سقوطها)). يومها, أوضح المصدر للصحيفة أن ((التحقيقات الأولية أكدت تعرضها لإطلاق نار, وأن العميد طيار علي صالح عبيد الخواجة ابلغ برج المراقبة أن احد محركات الطائرة يحترق؛ الا أنه لم يتلق أي مساعدة)). وقال مصدر عسكري في قاعدة الديلمي, في حديث صحفي يوم الحادث, إن ((شدة الرياح زادت من اشتعال المحرك, ما تسبب في إتلاف أسلاك التوصيل بين المحرك وقمرة القيادة, وهو مل لم يمكن قائد الطائرة من التحكم بها)). وأفاد مصدر عسكري ثالث ل"الشارع" يومها, بأنه كان على متن الطائرة الخواجة و3 مدربين عسكريين آخرون, وقتل الأربعة في الحادث, وهم من ضمن نحو 20 مدرب طيران عسكري يمنيا فقط. وسقطت الطائرة في الثامنة و20 دقيقة من صباح الأربعاء, الموافق 21 نوفمبر 2012م, بعد 43 دقيقة من إقلاعها من المطار؛ حسب بيان لوزارة النقل. وضحايا سقوط الطائرة هم: علي صالح عبيد الخواجة, صلاح الدعيس, يوسف الماس, علي عبد المجيد الشيباني, صلاح السفياني, عمار المكحلي, جمال فيصل, ماجد الزيادي, فضل الراعي, واحمد قرية. وأكدت المعلومات أن العميد الخواجة كان يقود الطائرة بنفسه وقت سقوطها, وكان إلى جواره النقيب طيار صلاح الدعيس والنقيب الزيادي. ونقل الزميل علي الضبيبي, في تقرير سابق, عن ملاطف الهندوانة, وهو احد جنود قسم شرطة الأحمر, الكائن داخل السوق, واحد الذين انتزعوا الجثث المتفحمة, قوله: "وجدنا الخواجة والدعيس والزيادي في دكان متفحمين داخل قمرة القيادة, وكانت جثثهم متفحمة بمستوى اخف من البقية الذين كانوا في غرفة الشحن". وأكد للضبيبي احد أقرباء صلاح الدعيس: "ابن عمي والخواجة والزيادي كانوا ي غرفة القيادة. كانوا في المقدمة". ويضيف: "أما البقية فكانوا في غرفة الشحن, التي تقع أعلى خزان الوقود, في الجزء المتأخر من الطائرة". ويؤكد الجندي ملاطف الهندوانة: "هؤلاء الذين كانوا في غرفة الشحن, وجدنا 5 منهم متماسكين بالأيادي ومتفحمين كانوا متماسكين بالأيادي كالأبطال, ووجدنا أجسادهم متفحمة تماما, واثنين تفتتا".