سلطة تعز: طريق عصيفرة-الستين مفتوحة من جانبنا وندعو المليشيا لفتحها    دعوة خامنئي ل''حج البراءة".. قراءة في الدوافع والتوقيت والمآل    السعودية تستضيف ذوي الشهداء والمصابين من القوات المسلحة اليمنية لأداء فريضة الحج    بينها نسخة من القرآن الكريم من عهد عثمان بن عفان كانت في صنعاء.. بيع آثار يمنية في الخارج    ياسين نعمان وحزبه ينظرون للجنوبيين ك "قطيع من الحمير للركوب"    خوفا من تكرار فشل غزة... الحرب على حزب الله.. لماذا على إسرائيل «التفكير مرتين»؟    السعر الجديد للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني بعد الوديعة السعودية للبنك المركزي    حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى صعيد عرفات    اشتباكات مسلحة في شبوة وإصابة مواطنين    مأساة ''أم معتز'' في نقطة الحوبان بتعز    انقطاع الكهرباء عن مخيمات الحجاج اليمنيين في المشاعر المقدسة.. وشكوى عاجلة للديوان الملكي السعودي    مظاهر الكساد تهيمن على أسواق صنعاء    وضع كارثي مع حلول العيد    أربعة أسباب رئيسية لإنهيار الريال اليمني    لماذا سكتت الشرعية في عدن عن بقاء كل المؤسسات الإيرادية في صنعاء لمصلحة الحوثي    ألمانيا تُعلن عن نواياها مبكراً بفوز ساحق على اسكتلندا 5-1    دعاء النبي يوم عرفة..تعرف عليه    قوات العمالقة الجنوبية تعلن صلح قبلي في بيحان شبوة لمدة عامين    حتمية إنهيار أي وحدة لم تقم على العدل عاجلا أم آجلا هارون    الحوثي والإخوان.. يد واحدة في صناعة الإرهاب    شبوة تستقبل شحنة طبية صينية لدعم القطاع الصحي في المحافظة    يورو 2024: المانيا تضرب أسكتلندا بخماسية    هل تُساهم الأمم المتحدة في تقسيم اليمن من خلال موقفها المتخاذل تجاه الحوثيين؟    لاعبو المانيا يحققون ارقاما قياسية جديدة    "تعز في عين العاصفة : تحذيرات من انهيار وسيطرة حوثية وسط الاسترخاء العيدي"    صورة نادرة: أديب عربي كبير في خنادق اليمن!    لماذا فك الحوثي الحصار عن تعز جزئيا؟!    الحكومة اليمنية أمام مجلس الأمن: أي عملية سلام يجب أن تستند على المرجعيات الثلاث    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 37 ألفا و266 منذ 7 أكتوبر    المنتخب الوطني للناشئين في مجموعة سهلة بنهائيات كأس آسيا 2025م    السفير السعودي يعلن تحويل الدفعة الثالثة من منحة المملكة لدعم البنك المركزي    محافظ تعز يؤكد على ضرورة فتح طرقات مستدامة ومنظمة تشرف عليها الأمم المتحدة    اختتام دورة تقيم الاداء الوظيفي لمدراء الادارات ورؤساء الاقسام في «كاك بنك»    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    أروع وأعظم قصيدة.. "يا راحلين إلى منى بقيادي.. هيجتموا يوم الرحيل فؤادي    مقتل وإصابة 13 شخصا إثر انفجار قنبلة ألقاها مسلح على حافلة ركاب في هيجة العبد بلحج    مستحقات أعضاء لجنة التشاور والمصالحة تصل إلى 200 مليون ريال شهريا    أسرة تتفاجأ بسيول عارمة من شبكة الصرف الصحي تغمر منزلها    عرض سعودي ضخم لتيبو كورتوا    وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    وزير الصحة يشدد على أهمية تقديم افضل الخدمات الصحية لحجاج بلادنا في المشاعر المقدسة    البعداني: نؤمن بحظودنا في التأهل إلى نهائيات آسيا للشباب    اختطاف إعلامي ومصور صحفي من قبل قوات الانتقالي في عدن بعد ضربه وتكسير كاميرته    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    ميسي يُعلن عن وجهته الأخيرة في مشواره الكروي    هل صيام يوم عرفة فرض؟ ومتى يكون مكروهًا؟    وفاة مواطن بصاعقة رعدية بمديرية القبيطة بلحج    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"اليمن السعيد" يروي تفاصيل الدقائق الأخيرة قبل تحطم طائرة «الانتنوف» في الحصبة
نشر في اليمن السعيد يوم 23 - 11 - 2012

تحول سوق الحصبة المركزي المهجور منذ أكثر من عام ونيف إلى مزار يأتي اليه الزوار اليمنيين منذ صباح الاربعاء الماضي حتى اليوم إلى هذا السوق الذي تخلدت فيه ذكرى مؤلمة لسقوط طائرة الانتنوف 26 العسكرية، وأودت بحياة 10 من افضل ضباط سلاح الجو اليمني.
مجموعة من أقارب الشهيد فضل الراعي وصلت اليوم إلى المكان ، على متن سيارتين آتوا من عدن ومن يافع، يلقون النظرة الخيرة على الشهيد فضل..صلوا عليه وقبروه الى جوار ( 5 ) من رفاقه في مقبرة الشهداء، وجاءوا الى الحصبة حزينين يتأملون مكان الحادثة التي تحولت إلى مزار للمواطنين يأتوا اليها من كل مكان... المكان الذي تحطمت فيه الحلم للعقيد فضل "الودود والخدوم جدا".
وبحسب شهود عيان فإن الطائرة كادت أن ترتطم في بيت مكون من 8 طوابق بمنطقة سواد حنش شرق معسكر الفرقة الأولى مدرع شمال غرب العاصمة صنعاء.
أحد شهود العيان يسكن في حارة سواد حنش يدعى ماجد زمام أفاد إنه كان يتابع الطائرة وهي تتمايل في السماء على علوٍ منخفض "كان الدخان يتصاعد من جناحها الأيمن وكادت ان تلامس بجناحها الآخر الطابق الأخير" لبيت بادي, ولكن الله ستر".
وأضاف زمام: "كانت مسرعة و قريبة جدا وما هي إلا دقيقة تقريباً وإذا بدخانها ينبعث من وسط سوق الحصبة، وعندما لحقت جري على قدمي حتى اشاهد اين أين سقطت ثم شاهدت كثبان من الدخان تنبعث من هناك، من الحصبة .. قلت الله يرحم الطيارين".
أما أحد ضباط الجوية فقد أفاد أن ضابط الاتصال الجوي داخل الطائرة كان على تواصل مع رابط الاتصالات في برج المراقبة الجوية، " وانهم كانوا على علم بأن أحد محركات الطائرة تعطل وبدأ يحترق ، وكانت الطائرة قد تجاوزت منطقة مذبح تقريبا، حينها طلب برج المراقبة من قائد الطائرة بأن يحاول الهبوط في أقرب منطقة ترابية ، واقترح عليه الهبوط على ارض الميدان الترابي التابع للفرقة الاولى مدرع، فتوجه الكابتن الخواجة ،بالطائرة نحو ميدان الفرقة الاولى فكان أمل النجاة ضئيل عندما شاهد عشرات الجنود يمارسون النشاط التدريبي وسط الميدان الذي تم تحديده ليكون هدف النجاة لكن الكابتن الخواجه عاد ليحلق بالطائرة باتجاه الحصبة حتى لا تكون الكارثة أكبر".
ويضيف شاهد آخر من "سواد حنش" بقوله لقد كانت الطائرة قريبة جدا منا"..وآخر يقول كانت سرعة الطائرة تفوق قدرة قائدها على التحكم بالهبوط في الميداني الترابي داخل الفرقة.
في الوقت الذي افادت المعلومات أن العميد الخواجة كان يقود الطائرة بنفسه في تلك اللحظة بحسب برج المراقبة ، وكان إلى جواره النقيب طيار صلاح الدعيس والنقيب الزيادي.بحسب رواية ملاطف الهندوانة، وهو أحد جنود قسم الأحمر الموجود داخل السوق، وأحد الذين قاموا بإطفاء الحريق وإخراج الجثث المتفحمة : يقول "وجدنا الخواجة والدعيس والزيادي في مقدمة الطائرة " قمرة القيادة " متفحمين داخل القمرة ، وكان حريق جثثهم بمستوى أخف من البقية الذين كانوا في غرفة الشحن".
ويؤكد أحد اقرباء صلاح الدعيس :" ابن عمي والخواجة والزيادي كانوا في قمرة القيادة". " أما البقية فكانوا في غرفة الشحن التي تقع أعلى خزان الوقود، في الجزء المتأخر من الطائرة.
ويتابع الجندي ملاطف الهندوانة حديثه قائلا:"هؤلاء، الذين كانوا في غرفة الشحن وجدنا خمسة منهم متماسكين مع بعضهم البعض بالأيادي وأحترقوا وأياديهم متشابكة كالأبطال، ووجدنا أجسادهم متفحمة تماماً، واثنين تفتتواجراء انفجار خزان الوقود ".
ومضت الطائرة في الجو تتمايل وفريق القيادة يبحث عن مكان خال من الناس ليهبط عليه قبل أن تنفجر طائرتهم في الجو، وكانت سحب الدخان الأسود تتصاعد بكثافة من جناحها الأيمن .. " وكأنها فقدت توازنها"،.
أما الجندي أحمد صاح وهيب أحد جنود قسم شرطة الأحمر ، الذي سقطت الطائرة أمام عينيه، بمسافة لا تتعدى سوى عشرات الأمتار فقد وصف المشهد بتركيز وعيناه زائغتين بقوله :" كنت أنا واثنين من زملائي، جالسين هنا على الارض ظهورنا مسنودة للجدار ووجوهنا متوجهة غربا، وشاهدنا الطائرة في الجو آتية تتجه نحونا من الجهة الغربية وكان الدخان ينبعث من جناحها بشكل كثيف جدا وكان جناحها الأيمن مائل وكانت نازلة علينا يشهد الله".
ويضيف الجندي وهيب الذي نجا من موت محقق :" كان بيننا وبينها بضع أمتار ، لكن ربما ان الكابتن شاهدنا فأنعطف بها يسارا لتسقط على جناحها الأيسر، بعيداً عنا، لترتطم بالأرض وتصطدم بالدكاكين التي لا يتواجد بها احد أمام اعيننا ".
ويتابع حديثه قائلا :لقد اصطدمت بالأرض بقوة ونحن نشاهدها وكأننا نتابع احداث فيلم مرعب ، ثم أحدثت انفجارا قويا وتخرج كتلة من النيران الحمراء التي لم نشاهدها من قبل ليتلوا ذلك الانفجار انفجارا اخر وبنفس قوة الانفجار الأول". ويضيف :" لم نصدق ما شاهدناه وكأننا نعيش تلك اللحظة في حلم او نتابع احداث فيلم مرعب .. وصلت بعض الشظايا وقطع من خراسانات الاعمدة الاسمنتية الى المكان الذي كنا نتواجد فيه ، ثم ازدادت النيران توهجا وغطت المكان الى الهوى الهاوي، لدرجة اننا شعرنا بأن السوق كله أحترق عندما كان الوقود يضخ النار إلى أبعد مسافة على الجهات الأربع ".
ويواصل الجندي وهيب وصفه للمشهد قائلا: انه عاش لحظة الخوف على حياته وحياة زملائه الذين سمعوا الصوت ولم يعرفوا بما حدث لأنهم كانوا داخل القسم ليهرع وهيب اليهم مسرعا وهو يصيح مذعورا :" هيا هيا اهربوا اهربوا طائرة سقطت والنار تحرق السوق "..في تلك اللحظة لم يفكر احمد وهيب بأحد سوى بحياته وحياة زملائه .
ويتابع الجندي وهيب سرده لمشهد الحادثة بإعتباره اقرب شاهد كان متواجدا في منطقة الحدث ثم هدأت قليلا لأستعيد قواي ، وحاولت ان اقترب من المكان أنا ومجموعة من الزملاء وحاولنا أن نقتحم المكان لعل وعسى نستطيع أن ننقذ أحدا ممن كانوا على تلك الطائرة ولكن السنت اللهب كانت تصدنا وتبعدنا إلى مسافة، حاولنا من كل الجهات لكن السنت اللهب حالت دون الوصول بالاضافة الى الدخان الذي كان يغطي سماء المنطقة يعيق الرؤية ويعمي العيون، لم استطيع أن اعمل شيئا، لان الانفجارات لم تتوقف حينها ، وكلما وقع انفجار كانت النار تزداد ضراوة".
يقول أحمد وهيب وهو يتنهد من اعماق قلبه بقهر :"كنت أصرخ بأعلى صوتي وانا اضرب على راسي وأتخيل أناس يحترقون أمام عيني وأنا عاجز عن فعل شيء ، كنت أغامر وأحاول الاقتراب ولكن ما عسى الواحد منا أن يفعل، والى ساعتك والآن لم أستطيع النوم" لأنني لا زلت اتخيل ذلك المشهد ولن انسى هذا اليوم ابدا".
أحد اقارب الضحايا يقول نقلا عن قريب له في الجوية بأن تواصلاً جرى بين الكابتن "الخواجة" نفسه وبين برج المراقبة الجوية ويؤكد أن "الخواجة" كان يفيد لضباط البرج بأنه يحاول أن يبحث عن مكان غير آهل بالسكان للهبوط عليه وكان فريق القيادة يبذلون جهود جبارة للتحكم بمسار الطائرة "حتى قرروا الهبوط في سوق الحصبة، المغلق بفعل الحرب منذ اكثر من عام والذي اصبح خاليا من الناس ، بعد ان تعذر عليهم الهبوط على ارض ترابية .
مرت الطائرة من أمام وزارة الإعلام ثم من أمام مبنى وكالة سبأ للأنباء، ثم عطفت يسارا نحو سوق القات والخضار المركزي، سوق الحصبة المهجور من الباعة والمغلقة دكاكينه، وفي وسط هذا السوق المهلهل اقترب العميد الخواجة من الأرض هو ورفاقه، ليقتربوا من الموت وشاهد أحمد وهيب كيف أن قائد الطائرة تحاشا بكل ما يستطيع ان لا يقضي عليهم "فأتجه بطائرته نحو الغرب لتصطدم بالدكاكين وتتحول الى كتلة من اللهب ويغطي دخانها سماء العاصمة صنعاء.
ضابط في الجوية أفاد بقوله " يبدو ان الكابتن الخواجه عندما ادرك بأن محرك الطائرة الايمن يحترق أوقفه ليتحاشى انفجاره في الجو وأخذ يبحث عن مكان قريب ليهبط بطائرته على ارضه ويكون أقل خسارة في الارواح ، لكن القدر المحتوم كان أقوى ولم تسغفه الظروف ".
ويضيف بقوله :" لقد اتضح لنا من مكان الحادث بان العميد الخواجه كان جهوده مركزة لانقاذ ارواح المئات من الاسر وقرر أن يضحي بنفسه وزملائه وأن يختار هذا المكان ليكون شاهدا على انسانيته هو وزملائه الذين كانوا معه في قمرة القيادة ".
لم يشأ هذا الضابط ان يقول اسمه، لكنه تذكر القائد الفذ في سلاح الجو علي صالح الخواجه ورفاقه، وقال وعينيه تذرف الدموع:" لقد قرر هؤلاء الابطال ان يموتوا في قلب صنعاء دون ان يموت معهم أحد من المدنيين".
الحزن يخيم على المكان، وأبدا سكان الحصبة رجالاً ونساءً الامتنان الشديد لهذا الطيار البطل الذي ضحى هو ورفاقه بأنفسهم وعملوا قدر الإمكان لتجنب حادثة انسانية مروعة . ويتساءل احد المواطنين : " لماذا لم يقفز منهم أحد بالمظلة أم انهم لم يكونوا مجهزين بوسائل الحماية الكافية ؟! كان بإمكانهم أن يقفزوا بالمظلات لكن لا ندري ما الذي جرى ، كان يستطيع الكابتن أن يقفز". فيرد عليه آخر :" لو كان قفز يا بطل ما كانت الطائرة ستهبط في هذا المكان، لو كان الكابتن قفز بنفسه وتركها، كانت ستتحطم وسط إحدى الحارات المكتظة بالسكان أو يمكن أن تتحطم في إحدى المدارس، وستكون الكارثة أكبر". هكذا كان الناس يرددون عندما يقرؤون المشهد ويحللون واقع المأساة ، كان الجميع متفق على ان قائد الطائرة بطل من الأبطال. لكن كثيرون لم يكونوا مطمئنين للاسباب الظاهرة التي تقف وراء هذا الاصطدام المدوي لطائرة الانتنوف.
هرع الإطفاء إلى المكان، وهرعت في الحال سيارات الإسعاف من المستشفى العسكري، وهرع الآلاف المواطنين إلى سوق الحصبة ، ولم يتم اخماد النيران إلا بعد جهد جهيد.
ويؤكد أحد أقارب النقيب طيار صلاح عبدالحميد الدعيس، إن الطائرة كانت في مهمة تدريبية "وكانت في جولتها الرابعة، وقد قامت قبل ذلك ب3 جولات تدريبية في نفس الصباح، اقلعت 3 مرات وعادت، وهذه كانت هي الجولة الأخيرة لها : الجولة 4".
يضيف صدام الدعيس، وهو ابن عم الشهيد صلاح :" كان ابن عمي غاية في الأخلاق والأدب والتواضع كان يخزن مع أبناء القرية المتواجدين في صنعاء كل جمعة في الستين الغربي، والجمعة الماضية كان آخر يوم لقيته فيه، كان كعادته يضحك ويفرفش ويمازح الجميع".
ونقلاً عن زميل ل"صلاح" في "الجوية" وقريب منه فإن الطائرة كانت في نشاط تدريبي "كانوا بصدد تأهيل وترقية مجموعة من الضباط الشباب إلى قادة أسراب، أراد الكابتن الخواجة ان يشرف بنفسه على مستوى التدريب، وكان يعتبر من أفضل الطيارين المحترفين على طائرات الانتينوف". ويضيف متحسرا عليه وعلى رفاقه : "كنا نطلق على الخواجة ملك الانتينوف في القوات الجوية".
والعميد الركن طيار علي صالح الخواجة، هو أركان حرب اللواء الرابع التابع للقوات الجوية، الذي انتمى اليها في العام 1985، بعد تخرجه من الاتحاد السوفيتي آن ذاك. ومنذ عام 1997 والعميد الخواجة يحترف التدريب في القواعد الجوية اليمنية.. وكان ينظر اليه بأنه من أكفأ ضباط سلاح الجو، الذين يحظون بالسمعة الطيبة والشجاعة ويتصفون بالكفاءة في أواسط الضباط والصف والجنود، ويحكي سجله المهني إن العميد علي صالح عبيد الخواجة طار أكثر من 5000 ساعة، وهو رقم كبير بالنسبة لمحترفي الطيران الحربي وهواة الطيران.
ولد علي صالح الخواجة سنة 1957م في مدينة الحوطة بمحافظة لحج، وهو متزوج ويعيل ثمانية أبناء (ولدان و6 بنات).
ثاني الضباط الكبار الذين قضوا في هذه الحادثة، هو العقيد ملاح علي عبدالمجيد الشباني، وهو أكبر من الخواجة ب7 سنوات، ينتمي إلى مديرية الشماتين محافظة تعز، والثالث، هو عقيد (اتصال جوي) فضل محمد قاسم الراعي، من مواليد 1963 محافظة أبين مديرية رصد، متزوج وله ثمانية أطفال (5 بنين + 3 بنات) وقد حضرت أسرة العقيد فضل ظهر يوم أمس إلى منطقة الحصبة تبحث عن موقع الحدث، وكانت مظاهر الحزن واضحة عليهم ، وحضر معهم عشرة من أعز أصدقائه وأبناء قريته جاءوا إلى المكان وكان أحدهم يمسح دموعه ويدعو له بالرحمة.
يقول صالح عاطف، وهو ولد عم العقيد فضل " كان هذا الرجل إنسان بمعنى الكلمة، خدوم رحيم شجاع وفي كريم ويحب وطنه إلى أبعد الحدود".ولكن هذه البلاد لا تنصف أحد، فبيته منهوب منذ عام 1994، وهو الآن يسكن في بيت إيجار في صنعاء ويخدم وطنه بصمت في القوات الجوية".
رتبت وزارة الدفاع للشهداء جنازة رسمية، انطلقت من جامع "العرضي"، من داخل الوزارة، ووري جثمانهم في مقبرة الشهداء بالقرب من معسكر الحفاء شرق صنعاء، لكن لم يدفن في مقبرة الشهداء سوى 6 أحدهم فضل والدعيس، أما الاربعة البقية فأخذوا إلى قراهم في لحج وتعز وبني الحارث وعمران.
والعقيد فضل هو خريج روسيا. وعقب تخرجه تعين في السرب الرابع طيران في عدن قبل الوحدة، وبعدها انتقل إلى اللواء الرابع طيران في صنعاء كأحد الضباط الأفضل سمعة وتأهيلا وكفاءة عسكرية.
إضافة إليهم، العقيد مهندس جوي جمال فيصل محمد سرور، والعقيد جمال هو من مواليد مديرية صبرة محافظة عدن، متزوج وله بنت وكان يعمل كمهندس جوي في طائرات الانتينوف 26.. يقول معاريفه: "كان يجسد الالتزام العسكري بحذافيره، هادئ وشجاع، وكفء ومتفاني في عمله، ويتصف بنبل وطيبة أهل المدن".
بقية ال6 الضباط، يعتبرون أصغر سناً وادنى رتبة عسكرية من هؤلاء الأربعة المدربين. وكان اللواء الرابع في القوات الجوية يعد هؤلاء ال6، اضافة لآخرين، من نفس الدفعة، كانوا بصدد ترقيتهم إلى قادة أسراب حربية، لكن الأجل قطع عليهم الطموح.
النقيب اتصال جوي - ماجد يحيى علي الزيادي من محافظة صنعاء مديرية بني الحارث، متزوج وله 3 أطفال ولدان وبنت. والنقيب - طيار أحد يحيى أحمد حمود قرية، من مواليد 1982 مديرية سنحان محافظة صنعاء، متزوج وله طفلان (ولد + بنت).
نقيب طيار يوسف حمود أحمد الماس من مديرية النادرة محافظة إب، متزوج وله طفلان (ولد + بنت).
نقيب طيار صلاح الدعيس من مواليد 1982 بعدان (إب) متزوج وله طفل.
والملازم أول ملاح عمار هادي بادي المكحلي من مواليد 1985 محافظة عمران (ذيبين) متزوج..
الملازم أول ملاح صلاح إبراهيم فاضل السفياني من مواليد 1986 مديرية جبل حبشي محافظة تعز، متزوج.
وسواءً هبطت طائرة الانتنوف داخل سوق الحصبة المهجور، أو تحطمت فقد تحول هذا السوق إلى مزار للمواطنين من مدينة صنعاء ومن خارجها، الذين يتدفقون بالمئات إلى المكان ليشاهدوا ويسمعوا قصة الطائرة.
الجميع يشاطرون اسر الشهداء الحزن والألم ، بعض النسوة كن يبكين على الشهداء. أما أحمد صالح وهيب، الجندي في قسم الشرطة فإنه لم ينم منذ أمس الأول.. قال: "مش قادر أنام أمس طوال الليل وأنا أتخيل المشهد وأفزع كل ساعة، هذا أصعب موقف شاهدته وعشته في حياتي"..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.