قتل شخص, وأصيب آخرون, في اشتباكات وقعت مساء أمس, في مدينة «معبر», التابعة لمحافظة ذمار, بين مسلحين يتبعون جماعة الحوثي وآخرون يتبعون القيادي السلفي محمد الأمام. وقالت مصادر محلية ل «الشارع» إن القتيل من أتباع محمد الإمام, وقتل برصاص الحوثيين, على خلفية عدد من الشعارات والملصقات التابعة للحوثيين المعلقة في شوارع وأحياء المدينة. وأدى مقتل هذا الشخص إلى نشوب اشتباكات بين الجانبين صحبها انتشار كثيف لمسلحي الجماعتين في المدينة, وتدفق مقاتلين لدعم الجانبين من خارج المدينة. وقال مصدر محلي للصحيفة إن المئات من المسلحين, من الحوثيين والسلفيين, يتوافدون على المدينة, وأنه سمع إطلاق نار واشتباكات مسلحة في عدد من الشوارع والأحياء في «معبر». وقال ل «الشارع» مساء أمس, مدير أمن مديرية «معبر» العقيد أحمد المصقري, إنهم تلقوا بلاغاً عن «قيام عدد من المسلحين, كانوا يستقلون سيارة نوع «سنتافي» لون ابيض, بإطلاق النار على شخص يدعى محمد زيد, من «قرية فتايل»,«منطقة جهران» وهو أحد طلاب جامع محمد الإمام السلفي, ما أدى إلى مقتله في الحال». وأضاف: «قيدنا البلاغ, ورفعناه إلى قيادة الأمن في المحافظة, ووجهنا الأطقم والجنود التابعين للمديرية بالانتشار في عدد من الأحياء المجاورة للمكان الذي قتل فيه معاد, بغية وصول التعزيزات الأمنية التي ستصل خلال الساعات القليلة القادمة من أمن المحافظة». وفيما أكد المصقري أن «الوضع متأزم وخطير, وقد ينذر بمواجهات مسلحة بين الحوثيين والسلفيين», أشار إلى أنه «لم يتم ضبط المتهمين بقتل الطالب السلفي معاذ». وأوضح العقيد المصقري أنهم تمكنوا من معرفة الأشخاص الذين قاموا بإطلاق النار, ومعرفة منازلهم وكذا الأماكن التي يتواجدون فيها. وقال إن «العشرات من المسلحين من الجانبين يتوافدون على عدد من الأحياء والمناطق في مدينة معبر, وأن موجهات مسلحة جارية بينهم الآن (العاشرة من مساء أمس), ولا نعرف ما إذا كان هناك مصابون آخرون جراء تلك المواجهات». وأضاف أن «المعلومات الأولية التي وردت إلينا تقول إن الخلاف الذي تسبب في تفجير الوضع بين الحوثيين والسلفيين, على خلفية اتهام الأولين للآخرين بإزالة الشعارات والملصقات الخاصة بهم من الشوارع العامة وعدد من المناطق الأخرى». وتابع: «لن نسمح بتفجير الوضع في معبر, ولن نسمح بتحويل القضية من مضمونها الاساسي, من قضية جنائية إلى قضية مذهبية وعقائدية, وسنعمل على تطبيق النظام والقانون على الجميع, ولا أحد فوق القانون». ونفى مدير الآمن علمه بعدد الجرحى الذين سقطوا من الطرفين. وأوضح المصقري أن الحملة الأمنية التي وصلت إلى معبر مكونة من أطقم من الحرس الجمهوري, والشرطة العسكرية, والأمن العام, والنجدة, والأمن المركزي. وأكد ل «الشارع» علي محمد ناجي مريط, أحد رجال الدين في مسجد محمد الأمام في معبر, أن مقتل أحد طلاب محمد الأمام, ويدعى محمد زيد, «برصاص مسلحين أطلقوا عليه النار من الخلف, وسكنت طلقة نارية في رأسه, ما أدى إلى وفاته في الحال». وقال مريط: «الوضع متأزم, ومدينة معبر تشهد إقبالاً منقطع النظير, لمسلحين جاؤوا إلى معبر عقب سماعهم بخبر مقتل الطالب محمد زيد». وأوضح: «المواجهات التي اندلعت كانت عنيفة, وعدد من المسلحين توزعوا في الحارات, والمنازل المجاورة للجامع». وأضاف: «الحوثيون يعادوننا دون معرفة الأسباب, لقد تحول جامع محمد الأمام بالنسبة لهم إلى مركز عداء وكراهية, في الوقت الذي لا نحمل ذرة حقد على أي جهة أو جماعة أو شخص على امتداد هذا الوطن الكبير». الصحيفة حاولت التواصل مع ناطقين باسم الحوثيين في «معبر» إلا أنها لم تتمكن من ذلك. وفي وقت متأخر من مساء أمس؛ أبلغ الصحيفة مصدر محلي أن عدد من أهالي القتيل قطعوا «خط صنعاء- تعز» الرئيسي في معبر مانعين المرور فيه, مطالبين بضبط القتلة.