العداء المعلن بين حزب الإصلاح الإخواني في اليمن يبدو لمراقبين شكليا إلى حد بعيد، استنادا إلى اعتبارهم الحزب الذي سطح نجمه كثيرا في خضم الأحداث المتسارعة بالبلد ليس سوى ورقة أميركية إقليمية لمعادلة النفوذ الشيعي الإيراني في اليمن. وانتقد حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمن في اليمن أمس، ما وصفه بتدخّل السفير الأميركي لدى صنعاء جيرالد فايرستاين في شؤون الحوار الوطني المقرر عقده في مارس المقبل، مستنكرا اتهاماته لرجل الدين عبد المجيد الزنداني بدعم الإرهاب. ويقول مراقبون إن العداء المعلن بين الحزب وواشنطن شكلي إلى حد كبير، معتبرين أن إعلان إخوان اليمن العداء للولايات المتحدة يصب في مساعيهم لدعم تموقعهم بالبلاد على اعتبار أميركا لا تحظى بسمعة طيبة لدى شرائح واسعة من اليمنيين. ويذهب هؤلاء حدّ التأكيد على أن حزب الإصلاح الإخواني الذي سطع نجمه كثيرا في خضم الأحداث بالبلد، ما هو إلا ورقة إقليمية أميركية لمعادلة قوى معادية في اليمن تتمثل بالشيعة الحوثيين والشق الانفصالي في الحراك الجنوبي، وكلاهما موال لإيران. ويعلل أصحاب هذا الرأي تحليلهم بأن الإخوان المسلمين في عموم الوطن العربي يحظون بمساندة الولاياتالمتحدة. وفي الموقف الراهن يبدو الخلاف بين الحزب وواشنطن جزئيا متعلقا أساسا بشخص الزنداني. وقد استنكر الحزب في بيان "التصريحات المنسوبة للسفير الأميركي بصنعاء، والذي اتهم فيها الشيخ عبد المجيد الزنداني بدعم الإرهاب، واعتبر مشاركته في الحوار الوطني لا تدعم العملية الانتقالية". وعبّر عن أسفه "الشديد لمثل تلك التصريحات التي لن تخدم حتما مسيرة الحوار الوطني بقدر ما ستزيد الوضع تعقيدا، على اعتبار أن جميع اليمنيين معنيون بالحوار وإنجاحه بمن فيهم شريحة العلماء والمفكرين". وشدد البيان على أن تصريحات السفير الأميركي "تأتي في توقيت لا يخدم جهود الإعداد والترتيب لمؤتمر الحوار الوطني، وتعد تدخلا سافرا في شؤونه، بما لا يُسهم في تهيئة الأجواء الملائمة وتحسين شروط انعقاده". وقال الحزب في بيانه "إننا في الوقت الذي نشيد بجهود المجتمع الدولي في سبيل الدفع قدما بالتسوية السياسية، وتوفير الشروط الموضوعية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، إلاّ أننا نُهيب بالأشقاء والأصدقاء تفادي كل ما من شأنه تعكير أجواء الحوار". وكان السفير الأميركي جيرالد فايرستاين قال خلال مؤتمر صحفي في صنعاء الأحد الماضي، إن عضو مجلس شورى حزب الإصلاح، رجل الدين عبد المجين الزنداني "مازال متهما بالإرهاب وغير مرغوب في مشاركته بالحوار" الذي سيعقد في مارس المقبل. وأضاف أن الزنداني "دعم بعض الأعمال الإرهابية في اليمن، ودعم جهودا لمهاجمة الولاياتالمتحدة"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لا ترى "دورا مناسبا" للزنداني في مؤتمر الحوار الوطني. يشار إلى أن الزنداني موجود ضمن قائمة صادرة عن الأممالمتحدة عام 2004 تضم 19 شخصية على مستوى العالم، يتهمون بتمويل الإرهاب، وجمع أموال للحركات الأصولية على مستوى العالم. وقال محللون إنه على العكس مما قرأه حزب الإصلاح في كلام السفير فايرستاين، فإنه ينطوي على موقف أميركي إيجابي من الحزب على اعتبار أن الفيتو مرفوع ضد شخص بعينه وليس على الحزب ككل. العرب اونلاين