ألقى النائب احمد سيف حاشد المعتصم في مجلس النواب لليوم الرابع على التوالي كلمة في الوقفة التضامنية الذي نفذت صباح اليوم الثلاثاء أمام مجلس النواب للتضامن معه، وحضرها العشرات من الناشطين والثوار وجرحى الثورة. ويطالب حاشد مجلس النواب باستجواب وزير الداخلية إلى المجلس واحالة المتهمين بالشروع في اغتياله والاعتداء على جرحى الثورة إلى النيابة للتحقيق معهم. "يمنات" ينشر نص كلمة النائب أحمد سيف حاشد نحن لا نطلب النجوم .. لا نطلب مستحيل .. لا نطلب معجزة .. نحن كل ما نريده هو حقنا بالمواطنة .. حقنا بالعدالة .. حقنا بالحياة والأمن والعيش الكريم .. نريد أن يحال المجرمين الذي شرعوا في قتلنا وأعتدوا على أحرار جرحى الثورة السلمية إلى العدالة .. الذين أعتدوا ببربرية وهمجية على جرحى الثورة الأحرار في اليوم ال15 من اعتصامهم وإضرابهم عن الطعام.. الجرحى الذين يحتجون على الحكومة من أجل حقهم في العلاج والحرية.. هذه الحكومة التي صنعت من شهداء وجرحى الثورة سلالم من أجل السلطة فتسيدت وتنكرت للشهداء وتركت أسرهم دون رعاية .. واعترشت جراح الجرحى وصبت عليها النار والملح وتنكرت لكل جميل.. وزارة الداخلية التي يقع عليها مسؤولية توفير الأمن والأمان لكل مواطن جلبت لنفسها عار لا يمتحي وجلبت لنا مجرمون محترفون القتل والاعتداء .. والأكثر من هذا وأمر إنها تمانع وتمتنع حتى اليوم من ضبطهم وتقديمهم للقضاء ، وهو امتناع ما كان ليتم لولا إن "حاميها حراميها" وأن من يقف وراء الجناة مراكز قوى ونافذين يسترخصون دماء الناس ويشتهون القتل والاعتداء ويستبيحون الدستور والقوانين كل يوم ليل نهار .. وفقا للدستور والقانون كان يتعين على وزارة الداخلية وقيادة الأمن المركزي أن تحيلهم إلى النيابة العامة خلال 24 ساعة وها نحن نشارف على 45 يوم والامتناع فيه تحدي وغرور .. القضاء في وطني المنكوب ضعيف ولو كان فيه قليل من القوة والحزم لرأيتم النافذين المتعنترين علينا فيرانا وأرانب .. القضاء في بلاد الدنيا يأمر وله هيبة وجلال وسلطان وفي وطني المنكوب القضاء يخاطب النافذين والجناة والمتسرين عليهم ب (تكرموا ونأمل ..) لقد وجدنا أنفسنا أنا وجرحى الثورة الأحرار وأنتم معنا نخوض المعركة التي كان يفترض أن يخوضها القضاء والقضاة ولكن القضاء في بلادي الموجوعة ضعيف ومسكون بالرعب والخوف.. عدت إلى مجلس النواب سلطة التشريع والرقابة على تنفيذ القوانين لأضعه مرة أخرى على المحك .. قلت لهم لو هذا المجلس اضطلع بمسؤولياته من أول يوم ما كنا لنصل إلى ما وصلنا إليه من بؤس الحال والمآل.. قلت لهم : هذا المجلس إن لم يستطع الدفاع عن حق عضو من أعضاءه فإنه لن يستطيع أن يدافع عن حقوق شعب يدعي أنه يمثله.. قلت لهم : استدعوا وزير الداخلية إلى المجلس .. استجوبوه .. أسحبوا الثقة عنه.. ولكن لا حياة لمن تنادي .. أرادوا أن يحرروا مذكرة .. تعاملوا مع طلبي بخفة واستخفاف.. قالوا حرروا مذكرة وأسالوهم فيها إلى أين وصلوا ؟ والخلاصة "كل يضع نفسه حيث يشاء".. ها أنا وأنتم نخوض اليوم معركة ثانية نيابة عن البرلمان وسلطانه والقضاء وسلطاته.. ها نحن وأنتم أيها الأحرار نخوض معركة ضروسة نيابة عن سلطتين ندفع لها من ضرائبنا وتعتاش من دم قلوبنا وقد بلغت بنا القلوب الحناجر .. كم أنتم رائعون أيها الأحرار .. روعتكم ليس لها حدود .. أعرف إن بعض منكم قد ترك عمله وجاء إلى هنا للتضامن ومساندة الحق .. أعرف أن بعضكم جاء إلى هنا وليس لديه أجرة مواصلات للعودة إلى بيته.. بعضكم لم يجد قيمة الفطور .. بعضكم لا يملك ثمن وجبة الغداء .. بعضكم جريح يمضغ جرحه ولا يملك قيمة العلاج .. بعضكم إن استطاع توفير شيئا من هذا أو ذاك يوفره بجهد ومشقة .. أيها الأحرار في كل هذا تكمن روعتكم وعظمتكم وعظمة تضامنكم.. ولست أنا إلا واحدا منكم أوفيت بعهد قطعته يوما لمن انتخبني لهذا البرلمان بشعاري "انتخبوا من يمثلكم لا من يمثل عليكم" .. واليوم أوعدكم أنني لن أنكسر ولن أيأس ولن أُهزم ما بقي فيني نبض حياة .. ولن تثقلني قضاياكم ولو كانت بثقل كل الجبال.. دمتم مسكونين بالروعة والجمال والتضامن والإصرار على انتزاع الحق من كل لص ونافذ ومغتصب..