صنعاء، ابها (السعودية)، دبي - يو بي اي، ا ف ب - أعلن الجيش اليمني، امس، مقتل وجرح 25 من المتمردين الحوثيين، خلال محاولة فاشلة لاستعادة معقل لهم، اكد انهم فروا منه في وقت سابق، في محور صعدة. وقال مصدر عسكري في بيان صحافي، «تمكنت وحدات من أبناء القوات المسلحة والأمن، من السيطرة على موقع الكميرة الشامية في الملاحيظ، وعلى أحد المعاقل في منطقة آل حباجر في محور صعدة». وأضاف: «تكبدت تلك العناصر خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، حيث سقط منها 25 بين قتيل وجريح، عندما حاولت تلك العناصر العودة إلى منطقة آل حباجر بعد دحرها منها». وتابع: «تمكنت إحدى وحدات الجيش من تدمير سيارة تحمل أسلحة ومؤناً للحوثيين وشاحنة تحمل مدفعاً من عيار 23 ملليمترا في جبل كوزان، وسيارة أخرى في منطقة الزيلة وثلاث سيارات قرب منطقة الكمب في صعدة». وأشار إلى تمكن أحد القناصة، من قتل ثلاثة من المسلحين، وإحراق وتدمير سيارة تابعة لتلك العناصر أثناء محاولتها التسلل الى موقع قرب منطقة الكمب. وتفيد التقارير بان الوضع في منطقة شمال اليمن يزداد سوءا يوما بعد يوم، فيما حال خلاف اجرائي على الحدود بين اليمن والسعودية، السبت، دون نقل مساعدة انسانية الى النازحين من المعارك، فيما اكد مسؤول على الحدود، ان «القافلة ستمر (اليوم) ان شاء الله». الى ذلك، يرى محللون ان الحرب في شمال اليمن، والتي دخلت امس، شهرها الثالث، نزاع يتفاقم ويتسع من دون اي افق للحل. واسفرت «الحرب السادسة» التي اندلعت في 11 اغسطس الماضي، في اطار النزاع المستمر بين الحكومة والحوثيين منذ 2004، عن مقتل المئات ونزوح نحو 55 الف شخص. وقال باحث غربي، متخصص في شؤون اليمن، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، ل «فرانس برس»، «كلما ازداد قمع القوات الحكومية، ازداد التمرد شعبية وامتدادا» جغرافيا. وحسب تقرير اصدرته اخيرا المجموعة الدولية للازمات (انترناشيونال كرايسيس غروب)، بدأ النزاع في 2004 كعملية امنية بسيطة لالقاء القبض على النائب السابق حسين الحوثي، الا انه بات الان «نزاعا يزداد تعقيدا وامتد الى مناطق اوسع وتداخل فيه لاعبون خارجيون على خلفية الحرب الباردة الاقليمية». وذكر ان الحرب «اتخذت في مراحل مختلفة او في شكل متزامن احيانا، طابع الحرب الطائفية والسياسية والقبلية» على خلفية «مطالب تاريخية» و«نقص تنموي متفش». ويقول ايضا الاكاديمي اللبناني المتخصص في شؤون اليمن سامي دورليان، ان «التهميش الاجتماعي والاقتصادي في منطقة صعدة شكل تربة خصبة للحوثيين، اضافة الى رغبة المتمردين في حماية الهوية الزيدية في مواجهة السلفيين المدعومين من السلطة»، عوامل ساهمت في تحفيز اندلاع الحرب. وتدور الحرب في منطقة صعدة المتاخمة للسعودية والتي تعد مهد الامامة الزيدية ومن ثم معقل موالي الامامة خلال الحرب الاهلية التي اعقبت الاطاحة بهذا النظام في 1962. وقال المحلل الاجنبي، الذي فضل عدم كشف اسمه، «انها منطقة محرومة تم اقصاؤها عن سياسات التنمية منذ زمن طويل». وتتهم السلطة، الحوثيين بالسعي الى اعادة الامامة الزيدية، الامر الذي ينفيه المتمردون، مؤكدين ان هدفهم هو ببساطة مواجهة تمدد النفوذ السلفي في مناطقهم. الا ان الحرب لا يمكن وصفها بانها حرب بين السنّة، الذي يشكلون غالبية في اليمن، وبين الزيديين الشيعة، الذي يشكلون غالبية في شمال غرب البلاد. فالرئيس علي عبدالله صالح، زيدي شأنه شأن قسم كبير من النخبة الحاكمة. كما تنتمي الى الزيدية، قبائل تحارب الحوثيين الى جانب القوات الحكومية. وتتهم صنعاء ايضا المتمردين، بتلقي الدعم من جهات من ايران، الا ان المتمردين ينفون ذلك ولو انهم يجاهرون باعجابهم ب «حزب الله» اللبناني، ويعتمدون ادبيات قريبة من ادبيات الثورة الاسلامية. واضف دورليان ان المتمردين الذين لم يكشفوا قط بوضوح عن مطالبهم الحقيقية «لديهم علاقة معنوية بايران وليست علاقة عضوية». واعتبر المحلل الاجنبي، ان «النزاع له طابع محلي خصوصا، اذ ساهم القمع في تفاقم هذا النزاع» الذي بات «يتغذى في شكل اساسي من العنف». وافاد باحث آخر، بان «القمع الهمجي والعنيف يجعل التمرد يتمدد وقد تحالفت كل القبائل حول صعدة مع الحوثيين»، معربا عن خشيته من توسع النزاع جغرافيا. واضاف ان المواجهات التي بدأت على شكل حوادث معزولة في 2004 «تحولت الى حرب اهلية حقيقية يغذيها النظام القبلي القائم على الثار». كما شكك بامكانية التوصل الى حل قريب للنزاع، مؤكدا ان «الحل لا يمكن ان يكون عسكريا». -------------------------------------- نقلاً عن: صحيفة الرأي القطرية حقوق الصورة: من مخيم للاجئين بالقرب من محافظة حجة تصوير: جوديث إيفان للتايمز لصحيفة أونلاين البريطانية