اختطف مسلحون قبليون في منطقة "نهم" التابعة لمحافظة صنعاء, مساء أمس الأول, عضو مؤتمر الحوار الوطني, محمد سالم عكوش, حينما كان في طريقه من أمانة العاصمة إلى محافظة المهرة. وقالت ل"الشارع" مصادر محلية في "نهم" إن عكوش, وهو من أبناء محافظة المهرة, تعرض للاختطاف من قبل مسلحين يتبعون الشيخ علي عبد الله الجرادي, للمطالبة بالإفراج عن سجناء تم اعتقالهم على خلفية قضية قتل حدثت في ذات المنطقة في وقت سابق. وقال مصدر أمني للصحيفة إن الأجهزة الأمنية أفرجت مساء أمس عن 5 أشخاص من بيت الجرادي, من أصل 6 ونقل الشخص السادس والذي يدعى راجح الجرادي, إلى سجن الاستخبارات العسكرية, للتحقيق معه. وأفاد المصدر الأمني, الذي طلب عدم ذكر اسمه, بأن عدداً من القيادات العسكرية والأمنية توافدت إلى منطقة "نهم" بعد تعرض عكوش للاختطاف, مشيراً إلى أن من بين القادة العسكريين رئيس هيئة الأركان العامة. ولفت المصدر إلى أن جهودا ومساعي قبلية تبذل من قبل عدد من المشائخ والوجهاء وأعضاء السلطة المحلية وآخرين, لإقناع الخاطفين بإطلاق سراح عكوش, بغية تجنيب المنطقة المواجهات العسكرية التي قد تندلع فيما لو رفض الخاطفون الإفراج عن عضو مؤتمر الحوار الوطني. وقال المصدر: "هناك حملة عسكرية وأمنية مشتركة, وكل الخيارات مطروحة على الطاولة", مشيراً إلى أن قضية اختطاف عكوش حظيت باهتمام كبير على المستويين العسكري والأمني. ومساء أمس, قال الشيخ عبد الغني جميل, محافظ صنعاء, في اتصال هاتفي أجرته معه الصحيفة: "في الأساس قضية بيت الجرادي, قضية قبلية, وهناك أحكام شرعية صدرت على شخص يدعى راجح الجرادي, وهو الآن معتقل لدى الأجهزة الأمنية". وأضاف: "كان الطرفان قد حكموا اللواء علي محسن الأحمر, للنظر في قضيتهم, وطرف من الأطراف وقع على مشروع التحكيم, فيما لم يوقع الطرف الآخر، بسبب سفر اللواء الأحمر إلى الخارج أمس الأول". وعن أسباب قيام المسلحين من آل الجرادي باختطاف عضو مؤتمر الحوار عكوش, قال جميل: "اعترضوا طريقه أثناء وصوله إلى "نهم" متجها إلى محافظة المهرة, من أمانة العاصمة, في محاولة منهم للضغط على الجهات المعنية من أجل الإفراج عن راجح الجرادي", مشيراً إلى أن عملية التفاوض لا تزال جارية مع الخاطفين حتى ساعة كتابة الخبر. وقال محافظ صنعاء: "قد يتم اللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشلت المساعي القبلية التي تبذل من قبل المشائخ في المديرية, مع أننا في قيادة السلطة المحلية لا نفضل هذا الخيار؛ لكن قد نكون مجبرين في حال رفض الخاطفون الإفراج عن عضو مؤتمر الحوار الوطني محمد سالم عكوش". واتهم جميل الخاطفين بالوقوف وراء عملية تعرض خطوط نقل الكهرباء من محافظة مأرب بين الحين والآخر, كان آخرها الأحد الماضي, معرباً هن إدانته واستنكاره الشديدين لعملية الاختطاف التي تعرض لها عكوش, وكذا الاعتداءات التي طالت وتطال خطوط الكهرباء. وقال: "هذه أعمال مرفوضة, ونحن ندينها, والمجتمع يرفض مثل هذه الممارسات التي يلجأ إليها مثل هؤلاء في نهم وغيرهم, ويجب علينا أن نتعامل مع مثل هذه القضايا بحزم لما من شأنه عدم التكرار في المستقبل", مشيراً إلى أن عملية قطع الخطوط الكهرباء تعرض الاقتصاد المحلي لأعباء كبيرة. وقال مصدر عسكري مطلع للصحيفة: "الأشخاص الذين اختطفوا عكوش هم أنفسهم الذين اعتدوا على خطوط الكهرباء, ولم يدل المصدر بأي معلومات أخرى. يأتي هذا فيما أعرب عدد من منظمات المجتمع المدني عن إدانتها واستنكارها لحادثة الاختطاف التي تعرض لها عكوش, مطالبين في الوقت ذاته الأجهزة الأمنية وعلى رأسها قيادة وزارة الداخلية بتحمل مسؤولياتها والتعامل بحزم مع المسلحين وفقاً للنظام والقانون. من جانبه أدان مجلس الشورى حادث الاختطاف الذي تعرض له عكوش في منطقة "نهم" عضو المجلس- عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل, وذلك أثناء عودته إلى محافظة المهرة. واعتبر المجلس, في بيان إدانته للحادثة, تعرض مسؤول بحجم عضو مجلس الشورى- عضو مؤتمر الحوار الوطني, محمد سالم عكوش للاختطاف دون مراعاة لسنه ووضعه الصحي ودوره الوطني, مؤشراً خطيراً في مجال تأمين الطرق وضمان سلامة المواطنين, علاوة على ما قد تشكله الحادثة من استهداف للسلم الاجتماعي وتهديد للأمن والاستقرار الوطني الذي يحرص اليمنيون على صونه وعدم المساس به. وأعرب المجلس, في بيانه نشرته وكالة "سبأ" الرسمية, أمس, عن الأمل في أداء الجهات الأمنية دورها والقيام بالواجب لتخليص عضو المجلس محمد سالم عكوش, من براثن الخاطفين وإعادته سالماً إلى أهله, واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مرتكبي مثل هذا الجرم المشين, مهيباً بالقوى الاجتماعية الخيرة في منطقة نهم الإسهام في إخراج عضو المجلس المناضل عكوش.