اعتدى ضابط برتبة ملازم أول, صباح أمس, على ثلاثة مهندسين تابعين للمنطقة الكهربائية الثالثة بأمانة العاصمة صنعاء, على خلفية مطالبة الأخيرين بتسديد فاتورة الكهرباء الخاصة بمنزله. وقال ل"الشارع" احمد اللذع, الموظف المستلم في عمليات المنطقة الثالثة للكهرباء, إن الملازم (م. ز. ق) الذي يعمل في قوات الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقاً) وهو من أقارب اللواء فضل القوسي, قائد هذه القوات, اعتدى بالضرب واللطم على مهندس فني يدعى عبدالله الحكيم|, وهدد مهندسا آخر وسائق سيارة الكهرباء, صباح أمس, في حارة "بيحان" بالعاصمة. وأضاف اللدغ: "وبعد أن اعتدى على المهندس الحكيم, أجبر سائق سيارة الكهرباء, والمهندس الثاني, على تسليم السيارة, وقام بنهبها منهم بالقوة, بعد أن أشهر عليهم سلاحه (مسدس)...". وأوضح اللذع أن الضابط (م. ز. ق) كان يرتدي الزي الرسمي لقوات الأمن الخاص "الميري" أثناء اعتدائه على موظفي الكهرباء ونهب السيارة التي بحوزتهم, مشيراً الى أن على هذا الضابط 400 ألف ريال مديونية للكهرباء تراكمت لديه بسبب عدم تسديده للفواتير الخاصة بمنزله. وتابع اللدغ:" أبلغنا مدير المنطقة, المهندس نبيل محرم, وأبلغنا منطقة السبعين الأمنية, والعمليات المشتركة, وقسم شركة السياغي, وتوجه بعدها ضابط أمن المنطقة, وعدد من الجنود, وسيارة الطوارئ وسيارة القطع, إلى المكان الذي تعرض فيه المهندسون للاعتداء, وكانوا يريدون فصل التيار, إلا أن (م. ز, ق) منعهم من ذلك, وهددهم بأخذ سياراتهم في حال فصلوا الكهرباء عن منزله". وقال اللدغ: "هددهم الضابط بنهب سيارات الكهرباء إن فصلوا الكهرباء عن منزله, وتمكن ضابط الأمن من إقناع (م. ز. ق) بتسليم سيارة الكهرباء, التي كان قد نهبها, إلا أن الأخير رفض تسليم السلم الخاص بموظفي الكهرباء, الذي لايزال يحتجزه حتى الآن". من جانبه؛ قال ل"الشارع" المهندس نبيل محرم, مدير المنطقة الثالثة للكهرباء, إن موظفي الكهرباء الذين يتعرضوا للاعتداء كانوا في "حي الأصبحي" لإصلاح خلل الكهرباء هناك, ومتابعة المتأخرين عن سداد الفواتير, "وأثناء ذلك وجدهم الضابط (م. ز. ق) واعتدى مباشرة على المهندس عبد الله الحكيم, ولطمه, وهدد المهندسين الآخرين, ونهب السيارة". وأضاف محرم: "لم يكتف (م, ز. ق) بالاعتداء على الحكيم وتهديد المهندسين, بل وضع سلاحه الشخصي (المسدس) في رأس الحكيم وهدده بالقتل, ولولا تدخل عدد من المواطنين, وشخص آخر كان جواره, لكان قتل المهندس الحكيم". وأكد محرم اعتزامهم في إدارة المنطقة الثالثة الدخول في مرحلة إضراب شامل سيبدأ من يوم غد (اليوم) "في حال عدم اتخاذ إي إجراءات في حق الضابط (م. ز. ق)", مشيراً الى أن "مهندسي المنطقة كانوا قد اعلنوا الإضراب اليوم, (أمس), بعد تعرض المهندس الحكيم وزملائه للاعتداء, وتم رفعه حتى يوم غد (اليوم)...". وتابع: "وجهنا سيارتي القطع والطوارئ, والمدير التجاري والمدير القانوني, وضابط الأمن في المنطقة, بفصل التيار الكهربائي عن منزل الضابط المعتدي, لكنه هددهم بنهب سيارات الكهرباء في حالة قيامهم بالفصل". وأكد محرم أن "الضابط (م. ز. ق) متهرب عن تسديد عدد من الفواتير المتأخرة, والتي تصل قيمتها الى اكثر من (000‚400 ) ألف ريال, ويرفض التسديد, رغم مطالبة الجهات المعنية له". وقال محرم: "ابلغنا العمليات المشتركة, وعمليات منطقة السبعين, وأمانة العاصمة, وقيادة الوزارة, بما تعرض له المهندس الحكيم وزملاؤه, من قبل الضابط, كما أبلغنا عمليات الأمن المركزي, وإلى الآن لم نتلق أي رد من تلك الجهات الأمنية التي تم التواصل معها, باستثناء اتصال هاتفي من شخص قال إنه والد الضابط (م. ز. ق) وأنه مُحكم لنا, وأنه حاليا في محافظة إب". وأفاد محمد صالح أنهم رفعوا البلاغ الى الجهات المعنية؛ بما فيها المنطقة الأمنية, المختصة, وتم جمع محاضر الاستدلالات في القضية, بغية إحالتها الى النيابة لاتخاذ اللازم, وفقاً للنظام والقانون, واستصدار أمر قبض قهري على الضابط المعتدي. وقال المصدر: " فصل موظفو الكهرباء التيار عن الحي الذي يسكن فيه (م. ز. ق) حتى قبل المغرب (أمس), وطلبنا منهم في الكهرباء إعادة الكهرباء, وإعطاء الجهات المعنية فرصة لاتخاذ اللازم وفقاً للقانون". ومساء أمس؛ تواصلت "الشارع" هاتفياً, مع قائد قوات الأمن الخاص, اللواء فضل القوسي, لأخذ رأيه فيما جرى, غير أن مسؤول تحويلته اعتذر وقال إن "القائد في اجتماع أمني طارئ, ولا يستطيع التحدث الى الصحيفة". وتواصلت الصحيفة مع أركان حرب قوات الأمن الخاص, العميد أحمد علي المقدشي, غير أن مسؤول تحويلته قال أيضا أنه "مشغول ولا يستطيع التحدث إلى الصحيفة في الوقت الحالي". من جانبه؛ قال للصحيفة, مساء أمس, مساعد قائد قوات الأمن الخاص لشؤون التوجيه, المقدم طه الحاج: "لم نتلق حتى الآن أي بلاغ من أي جهة, بما في ذلك الكهرباء", عن تعرض مهندسي الكهرباء للاعتداء من قبل أي شخص ينتسب الى قوات الأمن الخاص, وفي حالة قبوت تورط أي شخص سواء كان ضابط أو صف ضابط أو جندي, فسوف يتم اتخاذ الإجراءات في حقه". وفي التاسعة من مساء أمس؛ اتصل بالصحيفة شخص يدعى رامي القوسي, وقال إن اللواء فضل القوسي, وجه بتوقيف الملازم (م. ز. ق) وتم بالفعل توقيفه في قوات الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقاً), "وتم تسليم السيارة والسلم للكهرباء, وسوف يتم اتخاذ الإجراءات القانونية, حسب توجيه اللواء القوسي".