محمد اللوزي المطر قطراته قبل حنونة، تنقط على نافذة الروح، خير عميم، استفتاح حياة، ميلاد فرح مسكوب من سحاب لنا يدعنا نتأمل و نفرح و نحدثنا حبا. المطر شوق الأرض إلى السماء، تفتح أزهار و كتابة بالماء على جدارية الحياة. أهازيج جميلة و رقص على الأرض و شهقة سماء. المطر هطول سخي على القلب و خير عميم و وقع خاص في الزمن يتنزل حبا و يطربنا صوته ننعم بالراحة، و نتذكر و نحب و نقبل علينا بأشواق السماء و قبلاتها على الأرض.. المطر تفتح براري، و وفرة زهر و اخضرار لا يحد تنمو معه الروح و تطمئن إليه الدواب و الأنعام. يجعل كل شيء حي يخصب الارض (يخرج الليلك من الأرض البوار) نعمة الله علينا و آياته المنزلات على بلد ميت فربى و أهتز ونراه عناقيدا و غصونا و فوح شذى و نسيم وعرار له نكهة الروح و شجن عمر. المطر غيث عميم لتنمو الآيات الحسان كأنه يشرحنا و يهذبنا و يسوقنا إلى أمل و عطاء و كرم غدق. المطر موسيقى تلتحم بالأرض و الإنسان فتنبت المختلف الوانه و تؤتي الأرض أكلها و تتزين به و تتزخرف. هو انشودة (السياب) الجميلة و قصيدة العشاق و معنى الرغد و رسم الروح لروحها. هو البرعم الذي يأتي غدا، و هو الندى، الطل، السلام، الوارف، الودق. المطر تنزيل من رب العالمين على العالمين ليريهم آياته و نواظره و ما يجعل الشوق شوقا. هو الطفولة، البراءة، الحب، وهو نحن في تجلياتنا و رؤانا، له طعم الماء، و لون الماء، و هو الماء في الجوانح و المخفي في الأرض و الجدول المنساب.. المطر تنويعات القلب على مرافئ الحياة، و دخول في الفرح، و سكينة تبقى فينا مادام مدرارا.. المطر سيل أودية و وديان و وفرة زرع و ما يسر الناظرين. للمطر جغرافيا و تضاريس خاصة حين يهطل كأنها قلوبنا تتراقص و أملنا يزداد تهذيبا و أرواحنا تتلاقى. للمطر عافيته و رونقه و خضرته و سخاء السماء. فمساؤكم رذاذ و أغنية حالمة و نعمة من الله بالسكينة.