قالت صحيفة 'ديلي تلغراف' البريطانية انها حصلت على معلومات عن وصول قوات امريكية خاصة الى اليمن من اجل تدريب القوات اليمنية لمواجهة القاعدة، وسط مخاوف امريكية من تحول البلد الى قاعدة مهمة لقادة القاعدة وعملياتها. وجاء ارسال القوات الامريكية الخاصة في ضوء التحديات التي يواجهها اليمن من ناحية التمرد الحوثي والمعارضة الجنوبية لحكومة صنعاء، حيث يطالب الحراك الجنوبي بالانفصال. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين قولهم ان اليمن تحول الى قاعدة 'احتياط' لشبكة القاعدة حيث يظل اليمن مكانا آمنا لها ولناشطيها. وقالت الصحيفة ان عمليات النشر للقوات الخاصة جاءت في الوقت الذي اعلنت فيه الدول الجارة لليمن انها القت القبض على اعداد من ناشطي القاعدة في طريقهم من والى اليمن. وقالت ان سلطنة عمان اعلنت عن زيادة في مستوى مراقبة الحركة في المياه القريبة من سواحلها وسواحل الجزيرة العربية. وستقوم قواربها وسفنها الحربية بمحاولات للتنصت على الاتصالات بين الناشطين الذين يتحركون بين خلايا القاعدة في اليمن وبين تلك في جنوب آسيا/باكستانوافغانستان. ويعتقد ان القرار الامريكي لارسال وحدة من القوات الخاصة الى اليمن نابع من مخاوف الادارة من تحول البلد الى دولة فاشلة على غرار الصومال القريبة من سواحل اليمن والتي تنشط فيها القاعدة. والوحدة تظل بالمقاييس العسكرية الامريكية صغيرة لكنها مشاركة من اجل تطوير وتدريب الجيش اليمني كي يكون قادرا للرد على تهديد القاعدة. وقال مسؤول امريكي ان اليمن قد تحول الى 'قاعدة احتياط لنشاطات القاعدة في باكستانوافغانستان'. واضاف المسؤول العسكري نفسه قائلا 'في الوقت الذي تقوم فيه باكستان بتشديد الهجوم على القاعدة ووكلائها داخل اراضيها وتزيد العمليات في افغانستان فاليمن يظل مكانا ليخفف الضغط عن ناشطين وقادة القاعدة'. ونقلت عن وزير الخارجية العماني، احمد سعيد الكثيري قوله ان عمان اعترضت عددا كبيرا من الاشخاص الذين يأتون من اماكن متعددة مثل باكستانوافغانستان والصومال حيث يحركون عملياتهم عبر اليمن. وكان الكثيري يتحدث في مؤتمر للامن في البحرين حيث قال ان مسألة الامن في اليمن تحتاج الى تعاون كبير من كل دول المنطقة، ففي حالة انحدار اليمن نحو وضع دولة فاشلة فان الوضع سيترك اثاره على كل اللاعبين الدوليين. ويظل اليمن مركزا مهما لتهريب السلاح للجماعات التابعة للقاعدة ومنه تم الهجوم على البارجة الامريكية 'كول' عام 2000 والذي قتل فيه 17 من المارينز الامريكي. كما يعتبر اليمن مأوى للناشطين السعوديين المطلوبين من الحكومة السعودية. ويعاني اليمن من انتشار تشدد جماعات للقاعدة واخرى شيعية حيث زاده حد الاحتقان والغضب على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يحكم منذ 30 عاما. وادى الصراع مع الحوثيين في صعدة لدخول السعودية في الحرب. ونقل عن مصدر غربي قوله ان هناك سخطا كبيرا من الرئيس لدرجة ان الحركة الانفصالية وصلت مرحلتها الاخيرة. واضاف ان الاصولية تنتعش بين السكان ونسبتها 50 بالمئة بين الشبان في عمر الرابعة والعشرين ولهذا السبب تجد القاعدة لها مكانا آمنا. ونقل عن مسؤولين امنيين امريكيين قولهم ان عددا من قادة القاعدة اوجدوا لهم مراكز في اليمن والتنصت على المكالمات يظهر علاقات قوية بينهم وبين قادة القاعدة بجنوب آسيا. ويقولون ان صالح الصومالي الذي قتل بغارة امريكية الاسبوع الماضي في باكستان كان يقوم بتنسيق الحركة والتعاون بين المنطقتين. كما ان هناك عددا من المطلوبين السعوديين يتحركون بحرية باليمن منهم ' شاعر غوانتانامو' ابراهيم الربيش والذي افرج عنه عام 2006 وتم تأهيله في السعودية ولكنه هرب الى اليمن مع زملاء اخرين. ويخشى المسؤولون الغربيون من انهيار الوضع ويقولون ان الوقت يضيع وان امام الدولة عامين قبل ان تصبح دولة فاشلة ان لم تقم باصلاحات جذرية، وانهاء الحرب في الشمال واعادة السيطرة على مناطق القبائل ومحاولة منع تسرب العوامل المثيرة للقلقلة من الصومال. وعلى الرغم من تأكيد امريكا والغربيين على القاعدة الا ان اليمنيين يقولون ان ايران هي العنصر المثير للمشاكل وتشكل خطرا امنيا. ونقلت عن مسؤول وكالة الامن الوطني اليمنية قوله ان هناك ادلة عن تدخل ايراني. ويرى غربيون ان هناك امكانية لدعم مالي تقدمه ايران وجماعات شيعية اخرى للمتمردين الحوثيين لكن لم يثبت بعد تورط ايران عسكريا بدعم المتمردي القدس