ألحقت الأمطار الغزيرة أضرار كبيرة بمباني مدينة شبام التاريخية بوادي حضرموت، شرق اليمن. و تهطل منذ ليل الاثنين 20 يوليو/تموز 2020، أمطار غزيرة على المحافظات الشرقية لليمن، و لا تزال مستمرة حتى عصر اليوم الثلاثاء. و تسببت الأمطار في تهدم بعض المنازل و تشقق أخرى و هبوط الشوارع الداخلية في مدينة شبام التاريخية. كما حاصرت السيول الجارفة السكان في المدينة التاريخية المبنية منازلها من الطين، حيث منع تدفق السيول الوصول إلى المدينة و الخروج منها. كما هطلت كميات غزيرة من الأمطار على مدينة سيئون المجاورة، المركز الاداري لوادي حضرموت، و منعت السيول التي تدفقت في شوارع المدينة حركة سير المشاة و المركبات، و حاصرت عدد من الأحياء. و حذرت السلطة المحلية في وادي حضرموت المواطنين من التواجد في مجاري السيول و عبور الوديان. و بنيت مدينة شبام حضرموت، اليت يطلق عليها اعلاميا "منهاتن الصحراء" منذ حوالي 600 سنة، و هي مدينة تاريخية، و حاليا هي مديرية شبام احدى مديريات وادي حضرموت. و تشكل المدينة المسوّرة التي تعود إلى القرن السادس عشر أحد أقدم النماذج و أفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء العمودي. و في الثلاثينيات من القرن الماضي، أطلقت عليها الرحالة و المستشرقة البريطانية، فريا مادلين ستارك، اسم "مانهاتن الصحراء" نظراً لمبانيها البرجية الشاهقة عالية الارتفاع، المجاورة لبعضها البعض على نحو فريد وسط الصحراء. و تاريخياً، تعتبر شبام حضرموت أقدم ناطحات السحاب في العالم، حيث تتضمن 500 ناطحة سحاب تتراوح ارتفاعاتها بين 23 مترا إلى 24 متراً. و ما يميز هذه البنايات أنه تم تشييدها من مادة الطين و جذوع النخيل و الماء. و في العام 1982 سجلتها المنظمة الأممية اليونسكو على قائمة التراث العالمي، و في يوليو/تموز 2015، أعلنت اليونسكو بان مدينة شبام على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر. و بحسب اليونسكو تشكل هذه المدينة المسوّرة أحد أقدم النماذج وأفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء المرتفع.