يستدعي حوثيين من صنعاء لتوزيعهم على السفارات    سلطة حضرموت: لن نسمح بجرّ المحافظة لفوضى متمردي الهضبة    تقرير رسمي : عدد سكان اليمن 40.6 مليون نسمة    فريق تبسيط الإجراءات يبدأ نزولا ميدانيا لتطوير مراكز خدمة المواطن    صراع الإيرادات بين النفوذ والنقود    قبائل حبور ظليمه بعمران تتداعى للنفير وإعلان الجاهزية    السقاف يشهد احتفال مدرسة حاتم بالذكرى ال 58 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر    معرض وبازار للمنتجات التراثية للأسر المنتجة في صنعاء    بمشاركة كاك بنك انطلاق المؤتمر الوطني الأول للطاقة في اليمن    الأحد القادم إجازة رسمية في صنعاء وعدن    14 قتيلا وجريحا في انفجار بإدلب وقوات صهيونية تتوغل في القنيطرة    انقلاب عسكري في غينيا بيساو    دراسة جيومورفولوجية تقارن بين الفوهة الإثيوبية الحديثة وفوهة عدن والنشاط البركاني لكلٍّ منهما    انتقالي وادي وصحراء حضرموت يطلع على استعدادات انتقالي القطن للمشاركة في فعالية 30 نوفمبر    مخيم طبي خيري مجاني للأطفال في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء    رئيس انتقالي لحج يبحث مع مدير شؤون الضباط تأمين احتفالات عيد الاستقلال بالمحافظة    صنعاء.. ايقاف التعامل مع منشأة صرافة    منحة مليار دولار: الشيخ بن زايد يكسر الحصار الأسود لإظلام مدن الجنوب    الصمود الصعيد والشاطئ بير علي يقهران منافسيهما شباب مرخة والنهضة خورة ويخطفان بطاقتي التأهل في أولمبياد شبوة الأول للكرة الطائرة    وفد بريطاني يطلع على جهود مركز الملك سلمان ويشيد بدور المملكة في مساعدة اليمن    الأرصاد يعلن انتهاء تأثير الرماد البركاني وينبّه المواطنين في المناطق المتأثرة    قيادة المنطقة العسكرية الرابعة تكرم قيادتي السلطة المحلية في الضالع وإب    منتخب الناشئين يفوز على كمبوديا بثلاثية نظيفة في تصفيات آسيا    استقرار النفط مدفوعاً بتقدم محادثات أوكرانيا    مجددا.. الإصابة تنهي موسم نيمار مع سانتوس    تكريم الفائزين في مسابقة البحوث العلمية حول سرطان الثدي بكلية المجتمع بسيئون ..    اشغال مأرب يدشن حملة لإزالة المخالفات من أرصفة شوارع عاصمة المحافظة    السعودية.. نحو الريادة العالمية    الإمارات تتعهد بدعم كهرباء الجنوب بمليار دولار    مرسيليا يقلبها على نيوكاسل.. ونابولي يكسب كاراباخ    رحيل مفجع للداعية البارز محمد المقري في مكة المكرمة    إحباط تهريب مخدرات.. ومطالب بتوسيع سيطرة النخبة لحماية حضرموت    صنعاء تستعد لانطلاق مهرجان المقالح الشعري    الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث الدماغ    الرياضة في الأربعينات: سلاحك ضد الزهايمر    تشيلسي يسقط برشلونة بثلاثية    ترحيل 1522 مهاجر أفريقي من صعدة    البرلماني المقطري يعرّي جرائم أخوان اليمن في المقاطرة    قراءة تحليلية لنص "خطوبة" ل"أحمد سيف حاشد"    إشهار "مكون مجتمعي" في حضرموت لجمع المكونات المختلفة تحت مظلة واحدة    سوريا اليوم.. بين ترمب ونتنياهو والوسطاء ومحاولة الإذلال    المحامي صبرة من معتقله: الزيارة مرفوعة عنّا وعلى الزملاء تحريك القضية    أزمة أخلاق!    البنك المركزي يوضح حول المستحقات المالية لمحافظه    تدشين فعاليات إحياء ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء بالامانة    بطولة النخبة للمياه المفتوحة بالحديدة على كأس الشهيد الغماري    فوز الكويت بمقعد العضوية في اليونيسكو لأربع سنوات    حين يتحوّل فستان إعلامية إلى معركة هوية في وطنٍ تُنهكه المآسي !!    لُوبانية    خبراء التغذية: النظام الغذائي مفتاح التركيز الذهني    في الجولة الخامسة لدوري أبطال أوروبا.. برشلونة يواجه تشيلسي في قمة كلاسيكية.. ومان سيتي يستقبل ليفركوزن    الصحة تعلن ارتفاع وفيات وإصابات التهاب السحايا في اليمن    قراءة تحليلية لنص "أريد أن أطمئن" ل"أحمد سيف حاشد"    الضالع تستعد لأول مشاركة في مهرجان التراث الدولي    الكثيري يُعزّي في وفاة الشاعر والأديب ثابت السعدي ويشيد بإرثه الأدبي والثقافي    تسجيل 26 حالة وفاة وألف و232 إصابة بالحمى الشوكية منذ مطلع العام الجاري    آخر حروب الإخوان    هيئة أسر الشهداء تُنفذ مشاريع تمكين اقتصادي بنصف مليار ريال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما الذي يتوارى وراء مايحدث في فلسطين؟ وما حقيقة القضية الفلسطينية؟
نشر في يمنات يوم 16 - 05 - 2021


عبدالوهاب الشرفي
برغم الوجع الكبير الذي يعيشه الفلسطينيون وخصوصا فلسطينيي غزة تبعا لعربدة الكيان الصهيوني و قصفه الارهابي بطائراته الحربية وسط واحدة من اكثر التجمعات البشرية اكتضاضا وكل ضربة حتما وقطعا تخلف الكثير من الضحايا من البشر اطفالا ونساء ورجالا وشيوخا ، ووسط مشهد الدماء النازفة و الاجساد المتفحمة و المباني المخربة هناك مشهد يتوارى خلفها هو مشهد مشرق وراسم لحقيقة القضية الفلسطينية كما يجب ان تفهم .
قدرة نارية مفاجئة وصادمة اضهرهها الفلسطينيون ، قلبت الموازين ، واربكت الكيان الصهيوني و خبطت حساباته ، و جعلت اعتداءه هذه المرة غير اعتدائاته السابقة ليس من ناحية مستوى هذا الاعتداء وانما من ناحية رد الفعل عليه .
مانشاهده غير معتاد و غير مسبوق ، فكثافة النيران التي يرد بها الفلسطينيون ترسم امامنا حربت وليس ما اعتدنا عليه من صاروخ او اثنين او عشرة تنطلق من هنا او هناك وقيمتها في رمزيتها اكثر من قيمتها التدميرية ، شي فارق للغاية ان يطلق الفلسطينيون 137 صاروخا في خمس دقائق ، شي فارق ان يطلقوا مئات الصواريخ اثناء مواجهات مع الكيان الذي يضعهم تحت مراقبة حثيثة لا تفتر دقيقة واحدة وتستخدم فيها اعلى ماوصل اليه الانسان من تكنولوجيا في هذا المجال ، شيئ فارق ان يعلن الفلسطينيون انهم سيضربون الكيان في الساعة الفلانية مسبقا ، شيئ فارق ان يحدد الفلسطينيون اهدافا لضرباتهم و ان يطالوها .
نحن امام مشهد غير عادي ، ومشهد سيترتب عليه معادلات جديدة في الصراع الفلسطيني الصهيوني ، لن تعود يد الكيان مطلقة في التصرف بعد اليوم ، و سيكون الفعل الصهيوني خاضع لحسابات جديدة وحرجة قبل ان يبدء باي اعتداء ، الان كل فعل سيقابل بحرب وليس " بمقذوفات " .
هذه المعادلات الجديدة تُرسى الان او قد ارسيت ، ولن يقف الامر هنا فرد الفعل هذا الذي قدر ان يغير معادلات سيفرض تغير سياسات و ستكون المنطقة كلها امام سياسات جديدة منطلقة من هذا الحادث الكبير الذي نشاهده مباشرة عبر شاشات التلفزيون .
هناك دمار واسع في المنشأت و المنازل ، هناك حرائق في الشوارع و الممتلكات ، هناك منشات حيوية منها نوعية معرضة للاستهداف وان استهدفت فاضرارها محورية و ضاربة للامن القومي للكيان ، انه مشهد اعتدنا على مشاهدته في بلدان العرب بفعل مؤامرات وسياسات الصهيونية ، واليوم نشاهده في دولة الصهاينة ولم يعد الفارق الا نسبي ، لم تعد مدن الكيان بل وعاصمته قابله للاستعراض الصهيوني بامنها و بجودة حمايتها .
قبل اعوام قليلة لم يكن للفلسطينين القدرة على اطلاق النار بهذه الكثافة وبهذه المواصفات ، اعوام قلية حصلت فيها نقلة نوعية بالنسبة لقدرات الفلسطينيين ناريا و تكتيكا ، والسؤال الذي سيكون ملحا وسيغير الكثير في القادم هو ماذا سيكون الحال بعد سنوات .
كل السياسات والاساليب التي اتبعت خلال الفترة الماضية لمحاصرة وابطال تطور الفلسطينيين ناريا لم تفلح فالنقلة حصلت ، و الزمن في صالح الفلسطينيبن و النقلات اصبحت مسألة وقت اذا استمر الكيان في المحاصرة واستمرت الصهيونية في المواجهه بالسياسات و الاساليب التي اتبعوها الفترة السابقة ، وهذا امر يتبلور ليكون تهديدا وجوديا للكيان ولايمكن ان يمر دون ان يتبعه اعادة نظر في السياسات والاساليب ، هكذا سيكون تفكير الصهاينة ، و هذا امر ستتاثر به المنطقة بالكامل .
لكن ماهو الذي يتوارى خلف هذا الوجع الفلسطيني الكبير ؟ ، ماهو هذا الذي يرسم حقيقة القضية الفلسطينية ؟ ، دعونا ننظر لما يحدث من زاوية اخرى وهي زاوية هامة ، فهذا الجيل الثائر في وجه الالة الصهيونية هو جيل ولد بعد احتلال الصهاينة لفلسطين وبعد ان ارسوا قواعد كيانهم في صورة " دولة " حديثه ظاهرة التميز عن محيطها ، و بعد قيام واقع كيان من اقوى الكيانات في المنطقة بما يستند اليه من علاقات وتشبيكات دولية وواسعة . ولم يشهد هذا الجيل احداث الاحتلال الاولى في بداياته ، لم يشهد القتل والذبح و التهجير والحرق و التفجير وكل الارهاب الذي طال ابناء الارض لاغتصاب حقهم و سلب حقوقهم بل وارواحهم .
وهذا الجيل الثائر اليوم صممت له حملات كبيرة وواسعة لتغيير مزاجه تجاه الكيان والاحتلال و خلق صورة مختلفة عن صورته كمحتل غاصب وارهابي ، ولترسيخ فكرة انه غير قابل للزوال وواقع يجب ويمكن التعامل و القبول به والتكيف معه كحقيقة لايمكن تغييرها .
وهذا الجيل يثور في ظل وضع داخلي صعب وانقسام بيني ليس سهلا ، وفي ظل تخلي خارجي غير مسبوق وتفلت غير قليل من قضية فلسطين وخصوصا من الجانب الرسمي للحكومات العربية والاسلامية التي يفترض انها العمق العمق الاستراتيجي للقضية .
لكن هذا الجيل الذي ولد في ظل " دولة" الكيان و تعرض لتزييف وعيه تجاهه و تخلى عنه محيطه ، يظهر اليوم ثائرا بضراوة لا تقل عن ضراوة الاجيال التي سبقته و يظهر وهو لازال يحمل نفس صورة الكيان الغاصب المحتل التي حملها اباه واجداده .
مايتوارى خلف هذه الاحداث هو ان رفض الاحتلال والثورة في وجهه هي مسألة اصلية لن تتاثر وستظل وستستمر اي كان الواقع الذي تنفجر فيه و اي كانت العوامل التي تغيرت من حولها ، هذه هي حقيقة القضية الفلسطينية وانها قضية احتلال ومحتل ، ليست مسالة مفاوضات او تنازلات او حلول ترقيعية او غير ترقيعية ، الحقيقة هي الثورة في وجه الاحتلال حتى زواله وعودة اهل الحق لحقهم ، هذه القضية التي حملها الجيل السابق من الفلسطينيين وهاهو الجيل الحالي حاملا لها بذات نقائها و ستحملها الاجيال القادمة منهم ولو استمر الاحتلال لقرون .
هذا الكيان الصهيوني الغاصب واهم فمها فعل ومهما صنع لن يكون طبيعيا في ارض فلسطين و لا في المنطقة يوما ما ، كان محتلال ولا زال وسيستمر ، شاء من شاء وابا من ابا فما يتوارى خلف هذه الاحداث وما يرسم حقيقة القضية الفلسطينية باختصار هو ان الثورة الفلسطينية باتت تورث جينيا من جيل لجيل.
المصدر: راي اليوم
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة "المستقلة موبايل"، لمشتركي "يمن موبايل" ارسل رقم (1) إلى 2520.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.