اعترض العشرات من المسلحين في مديرية المشنة, التابعة لمحافظة إب, عصر أمس, اللجنة الأمنية والحملة العسكرية المكلفة بتفتيش أحد المنازل المشتبه بتواجد مسلحين بداخله, والمتهمين في قضية قتل حدثت ثالث أيام عيد الفطر. وقالت المعلومات إن شخصا يبلغ من العمر 13 عاماً, وينتمي الى أسرة "بيت ضاوي" وهو نجل أحد القتلى, رفض, ومعه العشرات من المسلحين, قيام اللجنة الأمنية والشرطة النسائية بتفتيش منزل تابع محمد مارح, للتأكد من وجود مسلحين يتمركزون بداخله. وطبقاً للمعلومات فإن "ضاوي" والمسلحين رفضوا التجاوب مع اللجنة الأمنية والحملة الأمنية والعسكرية المشتركة, كما رفضوا مغادرة أسطح المنزل التابع لمارح, بعد أن كانوا قد اقتحموا واعتلوا سطحه عقب قضية القتل, إضافة الى انتشارهم في المحطة القريبة من المنزل, وعدد من المرافق التابع لها. وعادت اللجنة الأمنية والشرطة النسائية, الى مواقعها, فيما لايزال عدد من الأطقم التابعة للأمن العام والحرس وقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) منتشرة في عدة أماكن قريبة من المنزل الذي يسيطر عليه مسلحو "بيت ضاوي" ويرفضون السماح بدخول الغذاء والدواء ومياه الشرب إليه. من جانبه قال ل"الشارع" مساء أمس, العميد فؤاد العطاب, مدير شرطة محافظة إب, في اتصال هاتفي أجري معه: "حدثت بعض الخلافات بين رجال الأمن, ونجل صلاح ضاوي, وعلى إثر هذا الخلاف تأجلت عملية تفتيش المنزل التابع لمارح, كما تأجلت عملية رفع المظاهر المسلحة, ورفع الحصار عن هذا المنزل". وأوضح العميد العطاب أن اللجنة الأمنية والحملة الأمنية راعوا رفض ابن "ضاوي" نظراً لصغر سنه, وأن "هناك جهود تبذل من أجل رفع المسلحين بعيداً عن عقلائهم التعاون مع الأجهزة الأمنية للقيام بدورها وفقاً للقانون". وأضاف: "في حالة استمرار المسلحين في عدم التجاوب مع الأجهزة الأمنية ورفع المظاهر المسلحة, سنجد أنفسنا مضطرين الى أتخاذ الإجراءات اللازمة بما يمكننا من القيام بمهامنا على أكمل وجه طبقاً للقانون". وأكد مدير شرطة محافظة إب ضرورة تعاون المواطنين مع رجال الأمن في هذه القضية, وغيرها من القضايا, نافياً في ذات الوقت صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تقاعس الأجهزة الأمنية حيال قضية "بيت ضاوي" وبيت "مارح". وقال: "نحن عملنا على تهدئة الوضع, وتهدئة النفوس, وفي المقابل مستمرون في اتخاذ إجراءاتنا التي من خلالها استطعنا تجنيب الطرفين سفك دماء جديدة, وأعتقد أن الكل يعرف ذلك جيداً". وأضاف العطاب: "نعتزم رفع المظاهر المسلحة, ورفع المسلحين من على سطح منزل مارح, وكل المناطق المجاورة, خلال الساعات القادمة, وفي المقابل أيضا سيتم تفتيش منزل مارح, وضبط من بداخله من المشتبه بهم في الضلوع في قضية القتل". وقالت ل"الشارع" إيمان مارح إن عشرات المسلحين لايزالون في سطح المنزل (الطابق الرابع) وآخرين منتشرين بالقرب من المنزل, وفي المحطة والمرافق التابع لها, ويمنعون دخول المواد الغذائية ومياه الشرب, وغير ذلك من مستلزمات الحياة اليومية. وأضافت: "نعيش في الظلام الدامس بعد أن قام المسلحون بفصل التيار الكهربائي عن المنزل, وكسر مواصير مياه الشرب, منذ أكثر من أسبوعين, وحتى اللحظة, إضافة الى محاولات عدد منهم اقتحام الشقة التي نسكن فيها ما بين الحين والآخر". وتابعت: "نحن على استعداد لدخول الشرطة النسائية لتفتيش المنزل, وأخذ ابن عمي, وأخي الصغير, مقابل رفع الحصار الخانق علينا, وسحب المسلحين من سطح العمارة, ومن المحطة, وأن يتركونا نعيش مثل سائر الناس في أصقاع الأرض". وأوضحت إيمان مارح أن عدداً من القاطرات التابعة للمحطة, تم تدمير بعض أجزاءها, إضافة الى نهب وسرقة عدد من الأثاث والمحتويات من المنزل والمحطة, وتفريغ أكثر من 80 ألف لتر من المشتقات النفطية, وأخذ 60 ألف ريال سعودي من على سيارة زوج أختها العائد لتوه من المملكة العربية السعودية. وناشدت إيمان مارح كل المنظمات الحقوقية والإنسانية , ومنظمات المجتمع المدني, وقيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في محافظة إب, حماية أسرتها من اعتداء قد يتعرضون له من قبل مسلحي "بيت ضاوي" وكذا فك الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من أسبوعين. من جانبه نفى نشوان ضاوي, صحة ما جاء على لسان إيمان مارح, عن قيام مسلحين ينتمون الى "بيت ضاوي" باقتحام المنزل, ومحاولة اقتحام الشقة التي تسكن هي ووالدتها وشقيقاتها وإخوانها بداخلها, كما نفى اقتحامهم للمحطة, وتفريغ المشتقات النفطية, والعبث بمحتويات المنزل والمحطة. وقال, في اتصال هاتفي أجرته "الشارع" معه مساء أمس: "هذا الكلام غير صحيح, ولا أساس له من الصحة, وكل ما قيل هو عبارة عن مزايدات ليس إلا". وفيما يتعلق بمنعهم للجنة الأمنية والحملة العسكرية والأمنية من تفتيش المنزل التابع لبيت مارح, وإخراج المسلحين إن وجدوا من داخله, قال ضاوي: "تم تأجيل التفتيش نظرا لأن الجو كان غير مناسب". وأضاف: "خلال الساعات القادمة سوف تقوم الأجهزة الأمنية والشرطة النسائية بتفتيش المنزل, وسوف يتم ذلك تأكيداً للرأي العام عن وجود مسلحين متهمين في قضية القتل أنهم كانوا بداخل هذا المنزل, وسبب تأخيرنا لعملية التفتيش هو من أجل حضور وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني, لمعرفة أن المنزل الذي كنا نحاصره مان يتواجد فيه مسلحون متهمون بالقتل". وعن منع المسلحين لدخول الغذاء والدواء ومياه الشرب, وفصل التيار الكهربائي عن منزل مارح, نفى "ضاوي" صحة هذه المعلومات, وقال: "بإمكانكم أن تتأكدوا بأنفسكم أن هذا الكلام غير صحيح, ولا أساس له من الصحة".