يفرض مسلحون قبليون حصاراً خانقاً على أحد المنازل الواقعة في "حي الشلال" التابع لمديرية المشنة, إحدى مديريات محافظة إب, منذ 8 أيام ويمنعون وصول الطعام والشراب لسكان المنزل في ظل غياب كامل للأجهزة الأمنية والسلطة المحلية. وطوق المسلحون الأحياء القريبة من المنزل المكون من 4 طوابق, واقتحموا بعدها الطوابق الأول والثاني والرابع, وحاولوا اقتحام الطابق الثالث الذي يتواجد فيه عدد من النساء والأطفال؛ على خلفية قضية قتل حدثت في ثالث أيام عيد الفطر. وقالت ل"الشارع" إيمان محمد مارح, في اتصال هاتفي مساء أمس, إن العشرات من المسلحين من "بيت ضاوي" يفرضون عليهم حصاراً خانقاً, ويحاولون اقتحام الشقة التي تسكن فيها مع أمها وشقيقاتها وإخوانها الصغار. وأضافت: "يمنعون عنا الطعام والشراب , بعد أن قاموا بقطع التيار الكهربائي, وكسروا مواسير المياه, ونحن الآن ومنذ ثلاثة أيام سنعيش في ظلام دامس, وبدون مياه, ويحاولون ما بين الحين والآخر اقتحام شقننا بالقوة". وتابعت: "ناشدنا السلطة المحلية, ومنظمات المجتمع المدني, ومشائخ المنطقة, ولم نجد أي تجاوب, وهم الآن موجودون في سطح شقننا, وعلى مداخل ومخارج البيت, ومنتشرون في كل الأماكن, مدججين بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة". وعن سبب قيام المسلحين بحصار منزلهم تقول: "إيمان": "حدثت مشكلة بين مسلحين ووالدي وإخواني ثالث أيام العيد, وتطور الخلاف الى تبادل لإطلاق نار نتج عنه مقتل 3 أشخاص تقريباً, وإصابة 3 بينهم والدي وأخي, على خلفية محاولة المسلحين البسط على أرضينا بدون وجه حق". وقالت: "تم اعتقال والدي وأخي, وهم الآن موقوفون لدى الأجهزة الأمنية, وهناك وساطات قبلية من قبل عدد من المشائخ من أجل حمايتنا من التعرض للاعتداء من قبل هؤلاء المسلحين, وإخراجهم من بيتنا, ولم تصل هذه الوساطة الى أي نتيجة". وطالبت إيمان مارح منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وقيادة وزارة الداخلية بالقيام بدورهم الإنساني والأخلاقي والقانوني حيال ما تتعرض له أسرتها من انتهاكات من قبل المسلحين. وأفادت بأن المسلحين, بعد اقتحامهم للمنزل, عبثوا بعدد من محتوياته, ونهبوا جزء كبيراً منها, إضافة الى تفريغ ما يصل الى 80 ألف لتر من المشتقات النفطية من المحطة التابعة لوالدها, بعد أن منعوا العمال من مزاولة العمل فيها والمحلات التابعة لها. وأوضحت "إيمان" أن إحدى شقيقاتها حُرمت من أداء الامتحانات في جامعة إب أمس, بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه المسلحون على المنزل, وخوفاً من تعرضها للاعتداء من قبل هؤلاء المسلحين, على حد قولها. من جانبه أدان وكيل محافظة إب, علي محمد الزنم, الحصار الخانق الذي كان يفرضه المسلحون على منزل مارح, وقال إن "مثل هذه التصرفات مرفوضة, ولا يجب السكوت عليها, وهناك تنديد واستنكار كبير لهذه الممارسات غير المشروعة". وأضاف: "هناك قضية قتل كبيرة حدثت خلال أيام العيد, وهناك دماء سالت, وأرواح زهقت, وأطفال يتموا, هناك 4 قتلى, و3 مصابين من بيت ضاوي, للقيام بمثل هذه الممارسات التي طالت منزل المتهم بالقتل". وقال إن "محمد مارح وأحد أبناه موقوفون في السجن المركزي على ذمة القضية, إضافة الى أن محمد مارح مصاب بطلق ناري, والتحقيقات جارية لمعرفة ملابسات القضية, وسوف تتضح معالم هذه القضية عندما يتم الانتهاء من الإجراءات التي تتخذ من قبل الجهات المختصة". وأكد الزنم قيام مسلحون قيل أنهم من بيت ضاوي بقطع التيار الكهربائي عن منزل مارح, وبداخلة نساء وأطفال, إضافة الى كسر مواسير المياه, وهناك انتشار ملحوظ للمسلحين بالقرب من منزل مارح, ومعلومات تقول إنهم اقتحموا عددا من طوابق المنزل ويتواجدون حتى اللحظة في سطح المنزل المكون من 4 طوابق. وعن الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل السلطة المحلية لمنع مثل هذه الممارسات والاعتداءات التي يتعرضون لها الأطفال والنساء, قال الوكيل الزنم: "ناقشنا في اجتماع عقد صباح اليوم (أمس) عددا من القضايا الأمنية منها قضية مارح وضاوي". واضاف: "وتمخض الاجتماع, الذي ترأسه أمين عام المجلس المحلي في المحافظة أمين الورافي, وعدد من قادة الأجهزة الأمنية, عن تكليف الشرطة النسائية بتفتيش منزل محمد مارح للتأكيد من عدم وجود مسلحين من المتهمين في قضية القتل التي حدثت أيام العيد". وقال الشيخ أحمد حميد دارس: "هناك جهود ستبذل من أجل الوصول الى حلول تنهي التوتر القائم, وإقناع كل الأطراف باللجوء, الى القانون", مشيراً الى أن أسرة بيت مارح يرفضون الخروج من المنزل الذي يتهم أقارب القتلى من بيت الضاوي بوجود مسلحين داخله. وقال: "منذ اليوم الأول كنا قد اعلنا احتجاجنا لقيام مسلحين من بيت ضاوي بمحاصرة منزل مارح, وتبين لنا في الأخير وخصوصاً عندما تم تفتيش مجموعة من الأدوية كانت في طريقها الى داخل المنزل من قبل احد الأشخاص وجود مصابين أو مسلحين بداخل المنزل". وتابع: "طلبنا من أسرة مارح سرعة مغادرة المنزل, خصوصاً وأن المعلومات تقول إن مصدر إطلاق النار حدث من داخل المنزل, وهناك مسلحين من المتهمين في قضية قتل 3 أشخاص, وإصابة 4 أخرين لا يزالون يتواجدون داخل المنزل حتى اللحظة". وأوضح الشيخ دارس قيام مسلحون من بيت ضاوي بقطع التيار الكهربائي والمياه عن المنزل بعد أن تبين لهم وجود مسلحين داخل المنزل, حسب دارس الذي أشار الى أنه وعددا من مشائخ المحافظة تمكنوا من إعادة الكهرباء والمياه الى المنزل". وقال دارس إنهم تواصلوا مع عدد من المشائخ وأمين عام المجلس المحلي في المحافظة, وشخصيات اجتماعية, والأجهزة الأمنية, الى ضرورة تكليف عدد من عناصر الشرطة النسائية بتفتيش المنزل والتأكد من وجود مسلحين من عدمه. الصحيفة حاولت التواصل مع مدير أمن محافظة إب, العميد فؤاد العطاب؛ لكنه لم يرد على تلفونه, كما حاولت, أيضاً, التواصل مع نائب مدير أمن المحافظة, العقيد عبده فرحان, الذي اعتذر عن الحديث بسبب أنه يقضي فترة إجازته خارج إدارة الأمن. وحاولت الصحيفة التواصل مع أمين عام المجلس المحلي في محافظة إب, أمين الورافي , ولم يجب على تلفونه, كما حاولنا التواصل مع مدير بحث المحافظة, أنور حيدر, وهو أيضاً لم يرد على تلفونه.