أكد الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض، رفضه اعتذار حكومة الوفاق الوطني للجنوب عن حرب صيف 94، ورفضه المطلق للحوار الوطني الذي قال إن نتائجه محسومة وفق المبادرة الخليجية، واصفا مخرجاته بأنها لا تتفق مع آمال وتطلعات نضال الشعب الجنوبي في "التحرير والاستقلال"، حد قوله. واعتبر البيض، في حوار بثته قناة "الميادين"، أمس الأول، اعتذار الحكومة إحدى نتائج المبادرة الخليجية التي قال إنها لا تعنيهم، مشيرا الى أن مطالب شعب الجنوب واضحة، ولا تحتمل الشك، وهي "تحرير واستقلال الجنوب"، وأكد رفضه ما وصفها بالمشاريع السياسية البعيدة عن تلك المطالب، حسب وصفه. وفيما شبه مؤتمر الحوار الوطني بمسرحية هزيلة رفضها شعب الجنوب، حد قوله؛ أكد أن الحراك الجنوبي الشعبي الموجود على الأرض، لم يشارك في الحوار، مبيناً أن من يشارك فيه باسم الحراك، لا يمثلون إلا أنفسهم، مؤكداً أن مكونات الحراك في الميدان هي التي تمثل الشعب الجنوبي، والتي رفضت المبادرة الخليجية والمشاركة في الحوار. وفي معرض رده على سؤال حول مطالبة السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين، له بالاعتذار عن حرب الجنوب، قال إن "فايرستاين هو من يدير شؤون اليمن"، ووصفه بأنه تحول إلى شيخ من مشائخ "الإصلاح"، "ولم يراعِ الأعراف الدبلوماسية حينما ترك عمله كسفير لبلد أجنبي"، وأن "كلامه مردود عليه". وفيما إذا كانت تربطه علاقة بالقيادات الجنوبية بصنعاء، في إشارة للرئيس هادي ورئيس الحكومة باسندوة، نفى البيض أي تواصل مع هذه القيادات، وقال إن "هذه القيادات لا تملك قدرة سياسية أو نفوذاً، ولا يملكون القدرة على تنفيذ أوامرهم حتى على حراساتها". وأضاف أنه "لا يوجد لهذه القيادات قواعد شعبية واجتماعية في الشارع، سواء في الشمال أو الجنوب، وأنهم لا يحكمون، وإنما ينفذون دوراً محدداً لفترة معينة". وحول الانتخابات الرئاسية التي أجريت في شهر فبراير 2012 باليمن، والتي شارك فيها الجنوبيون، قال إن "الحديث عن الانتخابات الرئاسية في الجنوب حديث زائف، وإن الجنوب لم يشهد أي انتخابات"، موضحاً أنه لم تجر إلا في معسكرات قوات (...) الموجودة في الجنوب، مؤكداُ أن 90% من الجنوبيين قاطعوا تلك الانتخابات، حد قوله. وعن دوره إذا ما استقل الجنوب عن الشمال، أكد البيض عدم رغبته في تولي مناصب قيادية، مبدياً استعداده تقديم المشورة السياسية دون تولي مناصب تنفيذية، مشيراً الى أن شعب الجنوب سيبدأ تصعيد احتجاجاته ابتداء من الأربعاء (أمس)، من خلال استهداف ما وصفه بالوجود الحكومي اليمني. وفي ما يخص تحركاته السياسية، قال إنه منذ العام 2009، أجرى تحركات سياسية ودبلوماسية دولية بهدف جذب الاهتمام الدولي لقضية الجنوب، مشيراً الى أن تحركاته تلك حظيت بدعم دولي، غير أنه لم يشر الى نوع ذلك الدعم أو الأطراف التي تدعمه، وأكد أهمية أن يلتفت المجتمع الدولي والعربي لقضية الجنوب، الذي لن يواصل تجاهله لهذه القضية، حد قوله. وفيما أكد أن نضال شعب الجنوب سلمي، وسيظل سلمياً؛ قال إن من يمارس العنف هي الحكومة اليمنية ضدهم، مشيرا الى أن الجنوبيين توجهوا الى الوحدة بقلوب صادقة، غير أنهم قوبلوا بالسلب والنهب وتدمير الأرض، مجدداً قوله بفشل الوحدة اليمنية في الوقت الحالي. وتطرق حوار قناة "الميادين" الى الموقف الجنوبي مما يحدث في سوريا ومصر، وقال إن "ما يحدث بسوريا مؤامرة غربية، وإن شعب الجنوب يقف مسانداً للثورة المصرية، وإن مصر وجيشها كانا من الداعمين الرئيسيين لثورة 14 أكتوبر بالجنوب". وفيما يتردد من أن إيران تقدم دعماً سياسياً للحراك الجنوبي، قال إن "ذلك يندرج في إطار المكايدات السياسية التي تحاول أطراف سياسية إثارتها"، ووصف علاقته مع المملكة العربية السعودية بالعادية، معرباً عن أمله أن تلعب دول الخليج دورا كبيرا في ما يتعلق بالقضية الجنوبية، حسب وصفه.