أثار الخبر الذي نشره أمس موقع "المساء برس" عن حالات تنصت على المكالمات بين قيادي في حزب الكرامة و أحد مشائخ حاشد الشباب، تكهنات، حول مدى التصدع الداخلي الذي تعيشه قبائل حاشد، والذي ظهر للعلن، في مواجهات العصيمات وعذر.. حاشد التي تتمتع بنفوذ أقوى من الدولة منذ ما بعد ثورة 26 سبتمبر، ويتميز مشايخها عن سواهم، في كونهم نافذي القرار، باتت اليوم تعاني من تصدع الجدار الداخلي. حاشد التي قاد مشايخها حروب صعدة الستة، وكانوا أصحاب اليد الطولي في حرب نهب واستباحة الجنوب في العام 1994م، وقبلها في استباحة الحجرية والقضاء على أخر السبتمبريين، باتت اليوم على وشك التفكك. الحوثي القادم من جبال صعدة، صار اليوم يشكل خطرا داهما على مشائخ آل الأحمر الذي يرون أنفسهم بأنهم بأنهم من وحد حاشد، وجعلوها قوة ضاربة ومركز للنفوذ، هم اليوم من تتمزق حاشد في عهدهم.. تشير المعلومات إلى توغل شديد للحوثي في أوساط قبائل حاشد، بدءا من عذر، حيث يتكئ الحوثي على ارث مذهبي، كانت قبائل حاشد جزء منه في الماضي، قبل أن يقوم مشائخ آل الأحمر بنشر الوهابية والاخوانية، وتحويل مختلف أفرع حاشد إلى مجرد بشمرجة في حروبهم وغزواتهم، ومجرد كرت اقتراع لفوز أولاد الشيخ الذين يحجزون "5" مقاعد في البرلمان، ولهذا لم يعمد آل الأحمر إلى أدلجة حاشد، وإنما ابقوها قوتهم التي يضربون بها، حيثما يمموا وجوههم. تقدم الحوثي في حاشد، لا يستهدف وحدة حاشد كقبيلة، وإنما يستهدف آل الأحمر، الذين باتت كثير من الحاشدين ينظرون لهم بأنهم آساوا للقبيلة واستخدموها لمآربهم الخاصة. وفي حال نجح الحوثي في تحويل ولاء حاشد إلى السيد بدلا من الشيخ، في معركة كسر العظم التي لا تبدو سهلة، فإن ذلك كفيل بتغيير موازين القوى على مستوى البلد. الحوثي حقق نجاحا كبيرا، حين حول صراعه مع آل الأحمر من صعدة إلى قلب حاشد، حيث تمكن من نقل المعركة إلى العصيمات وحقق نتائج ملموسة على الأرض، جعلته يملي شروطه لوقف معارك كسرت شوكة آل الأحمر. الحوثي لم يقاتل آل الأحمر في العصيمات بحوثيين قادمين من مران، وإنما بحوثيين من قبائل عذر، التي لا تزال موطنا انتخابيا لأحد أولاد الشيخ، ما يشير إلى اختراق كبير للحوثي في أوساط قبائل حاشد. الصراعات الداخلية في حاشد ليست وليدة اليوم، وإنما بدأت قبل سنوات، وقادها الشيخ حمود عاطف، الذي أرغم آل الأحمر على ترك دائرة انتخابية له، تسببت في فضيحة ترشيح حسين الأحمر في دائرة لم يقيد اسمه فيها، ولم يسبق أن قدم طلب ترشيح فيها.. وفي حال نجح شباب حاشد في هز كرسي مشيخ صادق الأحمر، فإن ذلك سيكون البداية لتقهقر مشايخ أولاد الأحمر، ومؤشر على اقتراب تغيير موازين القوى في شمال الشمال على الأقل، والذي ستنعكس ضلالها وآثارها على موازين القوى على مستوى البلد، حيث تعد قبائل حاشد جزء مهم من الدعم الشعبي لإخوان اليمن (تجمع الإصلاح) الذي يرى فيها مخزونه الانتخابي لخوض صراعه على السلطة.
