محمد مصطفى في زمن باتت فيه الشائعة تسبق الحقيقة، وتُستغل فيه المواقف العابرة لصناعة حملات تشهير ممنهجة، يجد البعض أنفسهم في مرمى استهداف غير عادل، لا يستند إلى منطق ولا يُبنى على بيّنة. وقد طالت هذه الموجة مؤخرًا الأستاذ بليغ المخلافي، المستشار الإعلامي في السفارة اليمنية بالقاهرة، الذي عرفه الجميع بنزاهته ومهنيته، وحرصه المستمر على خدمة أبناء الجالية اليمنية دون كلل أو تمييز. لقد اعتاد الناس على أن يتعاملوا مع الأستاذ بليغ، لا كمجرد مسؤول رسمي، بل كأخ وصديق ويدٍ ممدودة لكل محتاج، حريص على أن يظل قريبًا من الناس في شؤونهم الصغيرة قبل الكبيرة. سنوات من العمل الدبلوماسي والجهد الصادق جعلت منه أحد أبرز الوجوه الفاعلة في خدمة أبناء الوطن في الخارج. لكن من المؤسف أن بعض الأصوات اختارت أن تبتعد عن جادة الموضوعية، وتستغل حدثًا عابرًا يمكن أن يواجهه أي إنسان، لتُطلق موجة من التأويلات المسيئة، والاتهامات التي لا تستند إلى واقع ولا تعكس احترامًا لخصوصية الأفراد أو كرامتهم. وإن ما يُثار من شائعات ملفقة، لا يهدف إلا للنيل من سمعة رجل قدّم الكثير، وبقي في موقعه رغم التحديات، محافظًا على حضوره المشرف ومكانته الرفيعة. ولأننا نؤمن أن من يعمل في مواقع المسؤولية العامة خاصة في المجال الدبلوماسي – يبقى عُرضة دائمًا للتأويل والمبالغة، فإن الإنصاف والعدالة تقتضي أن نُحكّم ضمائرنا، وألا نسمح للتشهير أن يكون سلاحًا نوجّهه جزافًا في لحظة انفعال أو بدافع تصفية حسابات. الأستاذ بليغ المخلافي، بما عُرف عنه من التزام وحرص وتفانٍ، سيظل في أعين الكثيرين رمزًا من رموز العطاء الوطني، ولن تنال من صورته حملات العابرين، ولا أقلام الباحثين عن ضجيج.