برفض الجنرال علي محسن الأحمر تسليم مقر الفرقة الاولى مدرع لأمانة العاصمة، من اجل تنفيذ قرار جمهوري قضى بتحويلها الى حديقة وبتردده الدائم على مقر الفرقة ومكتبه فيها تُثار الكثير من الأسئلة حول جدوى الهيكلة التي كان من اهم اهدافها إزاحة القادة العسكريين المتسببين بأزمة 2011 أو ما عرف حينها ب أطراف الأزمة. غادر نجل الرئيس السابق مكتبه في قيادة ما كان يُعرف بالحرس الجمهوري عشية صدور قرارات الهيكلة نهاية العام الماضي فيما أنتقل الجنرال علي محسن الأحمر من مكتبة بقيادة الفرقة الاولى مدرع الى مكتب جديد في القصر الجمهوري إلا أنه لم يتخلى بعد عن مكتبه السابق في مقر الفرقة رغم مرور أكثر من عام على قرارات الهيكلة. نفوذ يتسع يعمل الجنرال ك"مستشار للرئيس هادي" إلا أنه لم يتخلى عن أي وظيفة من وظائفه السابقة فلا يزال صاحب القرار في الجيش وله النصيب الأكبر من التعيينات في المناطق العسكرية والوحدات وبإمكانه تحريك الألوية والمعسكرات في أي وقت شاء واحتجاز واعتقال أي خصم وفي أي وقت. و يرى مراقبون ان نفوذ الجنرال على محسن توسع أكثر من ذي قبل وقد يكون من أسباب ذلك ليس الدعم السياسي من قبل التجمع اليمني للإصلاح أو تحالفاته القبلية ومنظومة أذرعه الأمنية وشبكات المحسوبين عليه بل بتحالفه الجديد مع الرئيس هادي. اتفاق محسن وهادي لإزاحة صالح ونجله يتحدث قائد عسكري سابق عن اتفاق بين الجنرال علي محسن والرئيس الانتقالي تضمن تقاسم مناصب الجيش وتعيينات القادة بحيث ورث هادي ومحسن قوة أخرى كانت محسوبة على الرئيس السابق ونجله أحمد فيما يُظهر علي محسن نفسه كقائد وممثل ل"سنحان" كقبيلة وللإصلاح والإخوان كتيار سياسي ولمحافظات أخرى له فيها نفوذ كبير. و رغم أن هادي أستطاع تقوية المحسوبين عليه من القادة العسكريين بحيث أصبح طرفاً قوياً الى جوار الجنرال إلا ان الخلافات بين الطرفين تسببت في خلق أزمة كبيرة على خلفية تقاسم النفوذ في الجيش وصراعات القادة العسكريين المحسوبين على هادي ومحسن، غير أن تلك الخلافات لم تصل الى حد القطيعة فسرعان ما يتم التوصل للاتفاق او التغاضي والتجاوز عن تلك الخلافات كخلافات القادة في المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا وما نتج عنها من أحداث دموية وكذلك ما حدث في عدن من اشتباكات بين جنود محسوبين على محسن وآخرين على هادي في بادرة خطيرة تؤكد أن هناك تنازعاً سرياً وصراعاً محموماً على السيطرة والتوسع في الجيش ناهيك عن معلومات تؤكد أن الكثير من الجنرالات والقادة والضباط أصبحوا موالين للأحمر بعد ان كانوا موالين لنجل الرئيس السابق كون الاحمر يعتمد على طريقة خاصة في كسب القادة تتضمن توزيع مبالغ مالية كبيرة وأراضي وأسلحة. القائد الفعلي للجيش ورغم ان المنصب الوظيفي للجنرال الاحمر لا يمنحه صلاحيات التواصل مع القادة العسكريين او إصدار أوامر خارج منظومة الهيكلة التراتبية في الجيش إلا أن الجنرال يتصرف في كثير من الاحيان وكأنه القائد الفعلي للجيش ويأمر قادة عسكريين بتسهيل ودعم وإسناد الجبهات السلفية ضد الحوثيين ويأمر بانسحاب جنود من مأرب ونقلهم الى محافظة أخرى. و بذلك يحاول الجنرال الأحمر الإبقاء على نفوذة الكامل في الجيش والتوسع فيه بحيث يصبح هو القائد الفعلي له تماماً كما كان يحدث أثناء حكم الرئيس صالح الذي كان يتقاسم مع محسن الجيش وتعيين القادة العسكريين رغم ان مُحسن لم يكن سوى قائد لمنطقة عسكرية ولفرقة عسكرية في العاصمة. و من تلك التجربة التي أكتسبها مُحسن فلا يهمه لو كان وزير الدفاع أو رئيس هيئة الأركان شخصاً غيره أو لو لم يكن له أي منصب في القوات المسلحة ورغم خلافاته السابقة مع وزير الدفاع إلا أن مُحسن لا يعتمد كثيراً على الوزارة فنفوذه يُجبر وزير الدفاع على تحويل اعتماداته المالية رأس كل شهر وعلى اعتماد تجنيد أكثر من 12الف مجند خلال شهر واحد كلهم محسوبين على محسن.