وقال شهود عيان في المنطقة أن الجيش يعاود الهجوم على المواقع التي خسرها بعنف وضراوة في محاولة للسيطرة على كامل الجبل الذي يطل على مركز قيادة الحوثيين في «مطرة» حيث يقيم القائد الميداني «عبد الملك الحوثي». وتفيد مصادر محلية في المحافظة قيام الجيش بالقصف الصاروخي والمدفعي والجوي على المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون في مطره والجعملة وضحيان بشكل واسع النطاق وسط مقاومة عنيفة من قبل أنصار الحوثي الذي يعمدون إلى تخريب الطرقات وتفجير الجسور لإعاقة تقدم الجيش. وتقول تلك المصادر أن الجيش يقوم بقصف تلك المناطق دون تمييز ما أدى إلى تدمير مئات المنازل وسقوط عشرات القتلى من المدنيين، في حين يؤكد الصليب الأحمر أن أكثر من خمسة عشر ألف شخص فروا من منازلهم في صعدة خلال الأيام الأخيرة نتيجة المواجهات. ونقلت «الأسوشاتيد برس» عن الصليب الأحمر في اليمن أن المنظمة أقامت ثلاثة معسكرات للاجئين وتعمل على إقامة معسكرين إضافيين للنازحين من مناطق المواجهات إلى مدينة صعدة حيث تحاول وكالات الإغاثة توفير المأوى والمعونات الطارئة لهم إلا أن ارتفاع أسعار الغذاء يضاعف من صعوبة توفير المساعدات الإنسانية للنازحين في صعدة. وأضافت مسؤولة الصليب في صعدة أن المواجهات التي تدور بين القوات الحكومية والحوثيين في المناطق النائية في المحافظة تعيق تقديم المنظمة المساعدات للنازحين في تلك المناطق. بالإضافة إلى ذلك تعاني محافظة صعدة من أزمات الغذاء ونقص الإمدادات التموينية والغاز والبترول عن مختلف مديريات المحافظة بسبب نشوب مواجهات بين أنصار الحوثي والقوات الحكومية في حرف سفيان أدت إلى قطع الطريق بين صنعاء وصعدة. وعلى صعيد متصل دعا ممثل جماعة الحوثيين المملكة العربية السعودية إلى عدم التدخل في الشئون الداخلية لليمن وخاصة ما يدور في محافظة صعدة. وقال «صالح هبرة» ل«العرب» القطرية: «ننصح الأشقاء في دولة المملكة العربية السعودية بعدم التدخل في شؤون محافظة صعدة، وأن يكون موقفهم إيجابيا بدلاً من المواقف السلبية». وعن المشاركة السعودية في الحرب أو مساندة السلطات اليمنية قال «هبرة» إن الوقت ليس مناسباً للحديث عن هذا الموضوع، وأنهم- أي الحوثيين- يريدون توجيه رسالة ونصيحة للسعودية، ما لم فسيضطرون للكشف عن خلفية تدخل الجانب السعودي، متحفظاً عن الحديث حول التدخل السعودي في الصراع القائم بين السلطات والحوثيين. وأكد «هبرة» أن الوفد القطري غادر اليمن نهاية الأسبوع الماضي بعد أن اشتدت المواجهات المسلحة بين الطرفين، نافياً فشل المساعي والجهود التي تقوم بها دولة قطر، وقال: «غادر الوفد القطري دون أن يعلن انسحابه بل تم تعليق الوساطة الساعية لتنفيذ اتفاقية الدوحة». ومتمنياً من المجتمع الدولي الضغط على السلطات اليمنية لتنفيذ اتفاقية الدوحة التي وقعها طرفا الصراع في العاصمة القطرية مطلع العام مؤكداً أن المشكلة والمواجهات المسلحة في اليمن لن تحل إلا بتطبيق اتفاقية الدوحة. وأضاف: «نريد الضغط على السلطات اليمنية لحقن الدماء وإحلال السلام في اليمن.» مؤكداً انتظار الحوثيين عودة الوفد القطري إلى صنعاء لمناقشة الوضع الراهن في صعدة وذلك في نفيه فشل الوساطة القطرية ومساعي السلام. وعلى الصعيد الميداني أشار «هبرة» إلى أن الحرس الجمهوري يشارك في الحرب الضارية في معظم مديريات صعدة ومنطقتي حرف سفيان وبني حشيش، مؤكداً سير المعارك لصالح جماعته.