تضاربت الأنباء في محافظة أبين وخصوصا لدى أنصار الحراك الجنوبي حول مشاركة القيادي البارز "طارق الفضلي" في فعاليات إحياء ذكرى ما اسماها الحراك بأبين مجزرة "23" يوليو بعد صلاة الجمعة التي راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى في صفوف أنصار الحراك بأبين. مصادر محلية بمدينة زنجبار أشارت إلى أن فصائل الحراك بالمحافظة في خلاف حول مكان إقامة الفعالية ، فالبعض يدعو إلى إقامتها في مدينة زنجبار من أجل معرفة موقف "الفضلي" الذي أعلن إنهاء الهدنة التي وقعها مع السلطة في شهر مايو وكذا إحياء الذكرى في ذات المكان التي سقط فيه القتلى والجرحى. فيما قيادات أخرى بالحراك خالفت الرأي وتدعو لإقامة الفعالية في مدينة لودر تحسبا لوقع إي مصادمات أمنية في زنجبار وخصوصا بعد الهجمات التي نفذها مسلحين على مبنى الأستخبارات والأمن العام منتصف الشهر الجاري. الخلاف حول "الفضلي" لا يزال قائم في فعالية يوم غدا وخصوصا بعد أن أعترف في تصريحات إعلامية من مصادر مقربة منه بأنه قام بتسفير أفراد أسرته إلى خارج الوطن في خطوة رائها البعض إستباقية لحيلولة دون إصابتهم بإي مكروه في حالة عدم مشاركته في مهرجان 23 يوليو. تصريحات مقربه من القيادي "الفضلي" أشارت إلى أنه يدعو إلى إلى إقامة الذكرى السنوية الأولى لمذبحة زنجبار 23 يوليو في مدينة زنجبار ، دون أن تحدد التصريحات ما إذا كان الفضلي سيشارك في الفعالية. وكانت أنباء قد تضاربت بين قيادات الحراك الجنوبي وأوساط مناصريه من وقت حول "الفضلي" وإنتمائه للحراك وتفاعله مع القضية الجنوبية خصوصا بعد أن توقفت الفعاليات والتظاهرات الجماهيرية في مدينة زنجبار منذ عدة أشهر. لكن الفضلي عاد للظهور في الأونة الأخيرة من خلال إصداره بيانات وتصريحات لوسائل الإعلام وعقده مؤتمرات كان أخرها في الشهر الماضي وطالب فيه إلى مؤتمر وطني شعبي محصور العدد يمثل المحافظات الجنوبية ودون التوقف المقيت عند كل الاعتبارات التفصيلية التي تصغر كلها أمام خطر زوال الأرض والثروة. عدد من قيادات الحراك طالبت الفضلي بالمشاركة الفاعلة في فعالية يوم غدا الجمعة ، مؤكدة بأن مشاركته في الفعالية ستحدد موقفه الصريح من الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية. ويصف أنصار الحراك بأبين يوم 23 يوليو بالمجزرة الحقيقية التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من أنصار الحراك والتي سيطالبون من خلال فعالية يوم غد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي حول الأبرياء الذين لقوا مصرعهم جراء مسيرات سلمية. مصادر محلية بالمحافظة أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية ستقوم بإنتشار كثيف في مدينة زنجبار وذلك تحسبا لإي لإقامة مهرجان للحراك الجنوبي. بعض فصائل الحراك رأت أن تنظيم الفعالية يوم غدا في مدينة زنجبار سيكون فيه خطورة كبيرة جدا خصوصا وأن الأمن يجري حاليا إستعدادته لإفشال المهرجان بكل السبل ، مدللة بأن الفعالية ستواجه بالقوة خصوصا بعد الهجمات على المقرات الأمنية بالمدينة ، داعية في الوقت ذاته إلى نقل الفعالية إلى مدينة لودر لتأمين سلامة المشاركين في الفعالية. وافادت المصادر الواردة من زنجبار إلى أن هدوء يسود المدينة ، مشيرا إلى الأجهزة الأمنية لم تقوم بإي خطوات أو إجراءات أمنية حتى الآن ، مؤكدا بأن أنصار الحراك يتوقعون خروج الأمن في حالة تنظيم إي مسيرة أو مهرجان يوم غدا. مدينة زنجبار التي أحياء فيها أنصار الحراك على مستوى عدة محافظات مهرجانات وفعاليات إحتجاجية لم تشهد منذ توقيع الفضلي الهدنة مع السلطة في شهر مايو الماضي إي فعاليات أو مهرجانات. فالمدينة عاشت هدوء لم تعشه من سابق بعد توقيع الهدنة حيث تم إزلة الاعلام التشطيرية التي كانت تملء شوارع المدينة واللافتات المطالبة بفك الإرتباط والرايات الخضراء كشرط في الإتفاقية المبرمة مع السلطة. مع أن "الفضلي" أعلن عن إنهاء الهدنة في شهر أبريل إلا أن الشعارات والأعلام لم تنصب في المدينة ولم تشهد إي مسيرات أو مظاهرات إحتجاجية الأمر الذي دعا بقيادات الحراك إلى نقل فعالياتهم إلى مدينة لودر. ولا يزال الشارع في محافظة أبين يترقب ماذا يحمل له يوم الجمعة الموافق 23 يوليو من مفارقات في أول ذكرى لهذا اليوم الحزين. حياة عدن