واصلت اللجنة الرئاسية امس في محافظة صعدة مفاوضاتها مع عبد الملك الحوثي، فيما قالت اللجنة الرئاسية انها قدمت مسودة اتفاق شامل لحل الازمة مع جماعة الحوثي التي اعلنت التصعيد ضد السلطة ودعت انصارها الى الزحف الى العاصمة صنعاء لتنفيذ تظاهرات والاعتصام فيها وعلى مداخلها للمطالبة بإسقاط الحكومة والغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات الحوار بالشكل الصحيح والسليم. و امس نقلت وكالة سبأ الحكومية عن عبد الملك المخلافي الناطق باسم اللجنة الرئاسية قوله ان اللجنة عقدت لقاءات مع قيادات انصار الله وعبد الملك الحوثي، وناقشت بعض المقترحات ونقاط الاتفاق والحلول المناسبة لمعالجة الوضع الراهن بما يحقق مصلحة الشعب والوطن. و أوضح المخلافي ان اللجنة الوطنية الرئاسية قدمت مسودة اتفاق شامل، وستواصل اللجنة لقاءاتها مع قيادات انصار الله وعبد الملك الحوثي اليوم السبت (امس). و ذكرت المعلومات ان المفاوضات استمرت بين الجانبين حتى مساء امس، دون معرفة الى اين وصلت هذه المفاوضات ، وما اذا كان تواصل الجانبان الى اتفاق نهائي لحل الازمة. وتتمثل اهم بنوده في تشكيل حكومة جديدة وتشكيل لجنة اقتصادية لدراسة الجرعة واتخاذ القرار اللازم بشأنها مقابل رفع جماعة الحوثي لمخيمات الاعتصام التي يتمركز فيها انصارها داخل العاصمة صنعاء وعلى مداخلها الرئيسية. و تؤكد المصادر المتطابقة ان هناك اتفاقا على ضرورة اقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات جديدة من جميع الاطراف اضافة الى تشكيل لجنة اقتصادية لدراسة الجرعة. و ذكرت وكالة رويترز امس نقلا عن مسؤول حكومي يمني ان الحكومة عرضت الاستقالة في غضون شهر تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة. و قال المسؤول الحكومي الذي قالت رويترز انه من اعضاء اللجنة الرئاسية ان المسؤولين سلموا الحوثين مسودة اقتراح يتضمن عرضا بتشكيل حكومة جديدة في غضون شهر ، وتأسيس لجنة اقتصادية تعيد النظر في مسالة دعم الوقود، مشيرا الى ان هذا الاقتراح سيطبق مقابل ازالة الحوثيين خياما في صنعاء، وهذه هي النقاط الرئيسية التي تدور حولها مفاوضات الجانبين كما سبق ل"الشارع" ان نشرت ذلك الخميس الماضي. مصير مسودة الاتفاق و قال ل"الشارع" مصدر مطلع ان اعضاء اللجنة الرئاسية قدموا امس لجماعة الحوثي مسودة اتفاق وابلغتهم الجماعة ان الامور جيدة وكان متوقعا الاعلان عن الاتفاق مساء امس؛ الا ان ذلك لم يتم. و أضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، تتضمن مسودة الاتفاق ان يتم تشكيل حكومة جديدة خلال فترة شهر تبقى خلالها الحكومة الحالية كحكومة تصريف اعمال، ويتم تشكيل لجنة اقتصادية تتولى دراسة قرار الجرعة وتقديم رؤية حولها تكون الحكومة الجديدة ملزمة بتنفيذ تلك الرؤية التي ستقدمها اللجنة الاقتصادية. و تابع المصدر: "قدم أعضاء اللجنة مسودة الاتفاق وانتظروا رداً من عبد الملك الحوثي حتى عصر يوم السبت، بحيث إذا أبلغهم موافقتهم على الاتفاق سيتم إعلانه، وإن لم يوافق ستعود اللجنة إلى صنعاء، وفي الثالثة عصراً جاء رسول من الحوثي إلى أعضاء اللجنة وطلب منهم منح الجماعة ساعتين إضافيتين، وقالوا لأعضاء اللجنة إن الأمور جيدة، وأنه سيتم الإعلان عن الاتفاق وتوقيعه في الليل". لقاء بن دغر والحوثي و زاد: "وفي الليل تفاجأ أعضاء اللجنة بعبد الملك الحوثي يطلب مقابلة أحمد عبيد بن دغر، رئيس اللجنة، بشكل منفرد، فذهب إليه بن دغر وظل لديه حتى الساعة الحادية عشر مساء". وحتى وقت متأخر من مساء السبت لم تتمكن الصحيفة من معرفة ما دار بين "بن دغر" وعبد الملك الحوثي. فيما لم يتم الإعلان عن الاتفاق أو توقيعه. و قال المصدر: "جماعة الحوثي قالت إنها لن تشارك في الحكومة القادمة؛ لكنها ستدفع بحلفائها للمشاركة في الحكومة. واللجنة الرئاسية تنازلت عن شرط تشكيل جماعة الحوثي لحزب سياسي وضرورة مشاركتها في الحكومة. وكانت جماعة الحوثي تريد من السلطات المركزية في صنعاء الإعلان عن أي تخفيض في أسعار المشتقات النفطية؛ إلا أن السلطة رفضت ذلك، وتمسكت بضرورة تأجيل ذلك إلى اللجنة الاقتصادية المقرر تشكيلها". و أضاف المصدر: قد يوافق عبد الملك الحوثي على الاتفاق بشرط استمرار بقاء الاعتصامات في العاصمة صنعاء وعلى مداخلها الرئيسية وتم طرح ذلك على اعضاء اللجنة: الا ان هؤلاء رفضوا ذلك واشترطوا ضرورة رفع الاعتصامات. تخفيض الجرعة و اكد ل"الشارع" مصدر رئاسي ان جماعة الحوثي تطلب اعلان السلطات المركزية في صنعاء تخفيض الجرعة. و قال المصدر ان الرئيس هادي وعد اللجنة الرئاسية وجماعة الحوثي بالرد على هذا الطلب في وقت متأخر من مساء امس او صباح اليوم. حل وسط و أضاف المصدر مشترطا عدم ذكر اسمه: "هناك حل وسط بتخفيض الجرعة بحيث تكون سعر الدبة الديزل 20 لتراً ثلاثة ألف ريال ومثلها البنزين، وهناك حل آخر يتمثل في إلغاء الرفع الذي حدث في سعر البنزين، والإبقاء على ارتفاع الذي حدث في أسعار الديزل، لأنه هو الذي يتم تهريبه ويستفيد من ذلك المهربون .. وما زالت هذه مجرد مقترحات والرئيس هادي لم يحسم الرأي بعد". تفويض الاصلاح على صعيد متصل، قال للصحيفة، مصدر سياسي ثالث، إن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي يجري محادثات غير معلنة، منذ الجمعة، مع قيادات التجمع اليمني للإصلاح" من أجل اقناعها بتفويضه لاختيار وتشكيل الحكومة القادمة التي ستكون حكومة كفاءات بمشاركة جميع الأطراف بهدف إنقاذ الموقف". و أضاف: "الرئيس هادي يريد أن يتم تفويضه هو من أجل تشكيل الحكومة القادمة بدون الرجوع إلى الأحزاب، التي يريد أن يقتصر دورها على تقديم مرشحيها وسيرتهم الذاتية له، وهو يقوم باختيار وتعيين الوزراء دون ان يكون للأحزاب الحصول على حصص معينة من الوزارات أو الحق لها في رفض مرشحين معينين في هذه الوزارات كما هو حاصل منذ تشكيل حكومة باسندوة". و تابع المصدر: "الرئيس هادي قال لهم إن الجميع سيقدم قوائم بأسماء مرشحيه لشغل الوزارات وسيرهم الذاتية وستدرس جميع القوائم والأسماء من قبله ومن قبل لجنة ذات خبرة سيشكلها هو كي تقوم بتحديد الأكفاء والمؤهلين كي يتم تعيينهم في الوزارات وهذه اللجنة هي من ستقوم بتحديد الاسماء وعملية التوزيع. و الجمعة الماضي نصب الحوثيون خيام اعتصامهم في خط المطار وسط العاصمة صنعاء، استجابة لخطة التصعيد التي اعلن عنها عبد الملك الحوثي، في خطابه مساء الخميس وكانت اللجنة الرئاسية وصلت الخميس الفائت الى محافظة صعدة والتقت هناك بعبد الملك الحوثي، في خطابه مساء الخميس وكانت اللجنة الرئاسية وصلت الخميس الفائت الى محافظة صعدة والتقت هناك بعبد الملك الحوثي وقيادات اخرى في جماعته لمناقشة الازمة الحاصلة والبحث لها عن حلول وفشلت جلسة المفاوضات الاولى التي عقدت الخميس بين الجانبين؛ ما دفع الحوثي الى القاء كلمة بثتها قناة المسيرة التابعة لجماعته مساء الخميس، ودعا فيها الى اداء صلاة الجمعة في خط المطار تدشينا للمرحلة الثانية من التصعيد. و واصل الجانبان المفاوضات امس لليوم الثالث على التوالي في ظل اصرار جماعة الحوثي على ضرورة الاتفاق على جدول زمني محدد لتشكيل الحكومة الجديدة ومنح اللجنة الاقتصادية تفويضا مطلقا وكاملا لدراسة قرار الجرعة واتخاذ القرار اللازم بشأنه مع ضرورة تحديد مدة عمل هذه اللجنة وتشكيلها من شخصيات وطنية اقتصادية كفؤة. و الاربعاء الماضي اعلن عن تشكيل لجنة مكونة من عشرة اشخاص كلفت بزيارة عبد الملك الحوثي الى صعدة للتباحث من اجل ايجاد حل للأزمة. و جاء تشكيل هذه اللجنة بعد لقاء رأسه الرئيس هادي في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري بصنعاء، مع اعضاء مجلس النواب والشورى واعضاء الحكومة والقيادات الحزبية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني وقطاع المرأة والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والامنية وجمع غفير من الحاضرين من امانة العاصمة ومحافظة صنعاء. و أمس قالت جماعة الحوثي في موقعها في موقعها الرسمي (انصار الله) ان العاصمة صنعاء تستقبل يوما بعد يوم الالاف من الثوار القادمين اليها من مختلف المحافظات اليمنية لمشاركة اخوانهم المرابطين في ميادين الثورة ومخيمات الاعتصامات. و أفاد الموقع ان المعتصمين اكدوا انه لايزال بأيديهم الكثير من الخيارات التصعيدية الكفيلة بإجبار الحكومة على الالتفاتة الجادة اليهم وتلبية مطالبهم و أوضحوا بانه ان الاوان للشعب ان يكون له حكومة تستمد شرعيتها من الداخل اليمني وتلبي مطالب الشعب و ترضخ لإملاءاته، وليس لإملاءات الخارج كما هو حال الحكومة الحالية التي ارتهنت في كل قراراتها للخارج وكان لها الدور البارز والرئيسي في تفاقم الاوضاع ووصولها الى ما وصلت اليه.